تصدير أزمة أم إدارة لها؟!

هذا التصوّر يمثّل جانباً من توصيف دوافع السلطة، لكن ثمة دوافع أخرى تقف على الأرجح خلف إصرارها على اتهام حماس بالمسؤولية عن السعي لتصعيد الاحتجاجات، ورغم أن هذا الحال لا يكاد يختلف عما صدر عن الحكومات العربية في دول الثورات المجاورة عند انطلاق شرارتها (اي المسارعة لاتهام الإسلاميين)، لكنّ الأمر في الضفة الغربية ينطوي على شيء من الخصوصية.
ففي الضفة الغربية هناك جمهور حركة فتح الذي ينبغي أن تحرص قيادة الحركة على إبقائه محتقناً تجاه حركة حماس، بدل أن ينشغل في التمعّن في واقع حركته ومستوى تردي أوضاعها كافّة، وهناك الجمهور المستقل غير المسيّس الذي لا بدّ من الفتّ من عزيمته تجاه مواصلة الاحتجاجات من خلال تصويرها على أنها تأتي لخدمة أجندة حركة حماس في الضفة الغربية، وأنها لن تخرج في المحصلة عن ثنائية الخصام الفتحاوي الحمساوي!
والأهمّ من كل هذا أن هناك عيناً إسرائيلية أمريكية تظل متركزة على ساحة الضفة، خشية من استعادة جماهيرها روح الانتفاض والمواجهة، خصوصاً إذا ما ألف عوامّ الناس الاحتجاج والتظاهر، واتجهوا نحو عصيان مدني شامل، وفطنوا إلى ضرورة مراجعة وفتح كل دفاتر الاتفاقات السياسية ليروا شراكها التي تجلت الآن أزمات مركبة تكبّل واقعهم وتعبث بمصيرهم.
من هنا، كان لا بد من مسكّنات لحالة الاحتجاج، بالوعود حينا، وبإقحام حماس في المشهد حيناً آخر، وبافتعال التخريب حيناً ثالثا، وهو تخريب نجح في كبح جماح تمدد الاحتجاجات، خصوصاً حين دخلت على الخط أيادٍ مشبوهة ومعروفة بارتباطها بالاحتلال، الأمر الذي حمل بعض المنظمين للتظاهرات على مراجعة خطواتهم أو تعليقها خشية من تحميلهم مسؤولية الانفلات الذي يراد منه بالأساس التأثير على حماسة الجمهور لاستمرار التظاهر من خلال وضعه في تصور تجريبي للبديل المتمثّل بالفوضى، وحمله على مشاهدة إرهاصاته الأولى!
للسلطة في الضفة، كما للاحتلال، مصلحة في إعادة ضبط حركة الشارع، ولذلك فإن التلويح بالفزاعة الحمساوية من قبل الجهتين لم يأتِ من فراغ، لكنه لا يعني فقط تصديراً للأزمة، بل يعكس تخوفاً –لدى الجهتين أيضا- من إمكانية استفادة حماس في حال استمرت الاحتجاجات أو تصاعدت، والاستفادة هنا يخشى من تبعاتها على حالة (استتباب الأمن) في الضفة، أي إمكانية انفجار الأوضاع في وجه الاحتلال ولو بشكل محدود، خصوصاً أن الضفة الآن تعيش حالة غير مسبوقة على صعيد الهدوء المطلق، وانتفاء أي تهديد لجبهة الاحتلال، المغروس بين ظهرانيها!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...