الأربعاء 14/مايو/2025

الاستيطان يأكل نابلس

د. يوسف رزقة

في أسبوع واحد تصادر حكومة الاحتلال (850 دونماً) غرب مدينة نابلس، و(650 دونماً) جنوب نابلس، والأراضي المصادرة مزروعة بأشجار الزيتون منذ عشرات السنين، وهي من أملاك المواطنين الفلسطينيين.

حكومة الاحتلال زعمت أنها أرض حكومية، وبهذا الزعم نزعت ملكيتها الموروثة من المواطنين الفلسطينيين.

حكومة الاحتلال تتقدم يوماً بعد يوم في مشروعها الاستيطاني المبرمج على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية في الأرض الفلسطينية المحتلة. المراقبون يقولون: لم تعد أرض كافية لإقامة الدولة الفلسطينية حتى إذا نجحت المفاوضات. مع العلم بأن (إسرائيل) تستغل المفاوضات من أجل استكمال مشروع الاستيطان والتهويد.

المراقب الفلسطيني يشهد في هذه الأيام الحالية الجولة الأخيرة، أو ما قبل الأخيرة للاستيلاء على القدس ومحيطها واستكمال تهويدها، وفي مشهد مواز يشهد تقدم الاستيطان بوتيرة أسرع في الضفة الغربية.

الاستيطان يؤلم الفلسطينيين عامة وأصحاب الأراضي المصادرة خاصة ويدمر حياتهم ومستقبلهم، ولكن ما يؤلم الفلسطيني ويحزنه أكثر هو موقف القيادة الفلسطينية التي تتمسك بالمفاوضات وبمشروع فاشل وتنسق أمنياً مع الاحتلال، وتزعم أن العمالة مع الاحتلال هي لخدمة المواطن الفلسطيني، وهي مصلحة للسلطة وليس لدولة العدوان.

كم هي حجم الأراضي التي صادرتها دولة العدوان في ظل مشروع المفاوضات، وفي ظل رئاسة محمود عباس للسلطة؟! أنا لا أدري الرقم الحقيقي على كبره وضخامته، وأزعم أن محمود عباس لا يملك هذا الرقم؟ وأن السلطة ليست معنية بتقديم الإحصاءات اللازمة والأرقام لشعبها؟ الآن هذه الأرقام تحمل إدانة خطيرة لمشروع المفاوضات، وتنزع الشرعية عن قادته في تمثيلهم للشعب.

السلطة تشجب الاستيطان، وتستنكر أعمال الاحتلال، وهذا ما يفعله كل مواطن هو خارج إطار المسئولية والسلطة والحكم، وما هو مطلوب من السلطة شيء أكبر، شيء عملي، شيء يتضمن ردعاً، أو يعلق جرس الخطر الداهم.

هذا لم يحدث حتى الآن، ولكنه واجب يجب القيام به، وأقل الواجب هو الإعلان عن هذه الأرقام مع قرار ينعى المفاوضات للشعب وللعالم، ويدفنها إلى الأبد بدون صلاة جنازة لنجاستها، ومن ثم فتح الخيارات أمام الشعب الفلسطيني بدون تنسيق امني (عمالة) مع المحتل الغاصب.

الاستيطان إعلان حرب على الشعب الفلسطيني في حاضره ومستقبله، المقاومة هي آلية فلسطينية ممكنة لدفع جزء يسير من هذه الحرب الاستيطانية، إذ لا يجوز أن يقتلع الصهيوني أشجار الزيتون الرومانية في عمرها، ويقهر أصحابها ويدمر مستقبلهم، والسلطة تتفرج وتنسق أمنيا وتنتظر المفاوضات، والشعب يألم ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه غائلة الاستيطان لأن السلطة تمنع المقاومة لأسباب كاذبة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...