وما فياض إلا موظفٌ عند عباس

هل انحصرت مشاكل الفلسطينيين في سوء تخطيط الحكومة التي يرئسها “سلام فياض”؟ وهل انكمش الهمُّ الفلسطيني حتى صار فشلاً إدارياً لحكومة “سلام فياض”؟ ومتى كان رئيس أي حكومة هو صاحب القرار السياسي والاقتصادي والأمني؟ أليس الأصل في كل المآسي الفلسطينية هو القرار السياسي المسقوف بالأفق الإسرائيلي؟ وهل كان فياض هو المسئول عن التوقيع على الاتفاقيات السياسية والأمنية والاقتصادية التي استثمرها الصهاينة حتى النهاية؟.
لا نبرئ سلام فياض من المسئولية، بل نحمله هو وحكوماته المتعاقبة جزء من مسئولية خداع المواطن الفلسطيني، وتوريد الأوهام له مقابل صمته على زحف المستوطنين، واغتصابهم لأرضه، لا نبرئ سلام فياض، ونحمله مسئولية قتل المقاومين بدم بارد، ونحمله مسئولية جريمة إغراق المقاومين بمياه الصرف الصحي في قلقيلية، وتسهيل مهمة الجيش الإسرائيلي لتصفية المقاومين في نابلس، وإلقاء القبض عليهم في الخليل، وتعذيبهم في سجون الضفة الغربية، ومع ذلك لا يجوز أن نلقي على كاهل “سلام فياض” بكامل المسئولية، ليتم تبرئة المسئول الأول “محمود عباس”، ولا يصير مهاجمة فياض للدفاع عن رئيسه، ولا يصح حرق فياض كي يخضر عود “عباس” ليعاود النمو والتمدد، والتوسع في التنسيق الأمني مع المخابرات الإسرائيلية.
لا نبرئ شخص سلام فياض، ولكن الغباء أن يكون فياض هو الكبش الذي يذبح على عتبة المعبد التفاوضي، وإذا كان على الشعب الفلسطيني أن يتهم ويدين فالأولى بالمسائلة هو المسئول عن سلام فياض، الذي كلفه برئاسة الوزراء، وأعطاه كل تلك السنوات من عمر القضية الفلسطينية، كي يفعل بعقل الشعب ووجدانه ما يشاء.
قبل اثني عشر عاماً، في أيلول سنة 2000، كان الفلسطينيون يمتلئون حقداً وكراهية ومقتاً واحتقاراً للسلطة الفلسطينية التي أهانت مستقبلهم، وصغرت شأنهم، وسخفت حقوقهم، وسفّهت قضيتهم، وأضاعت مصريهم، وكان الوضع على وشك الانفجار في وجه القيادة التي خذلت الشعب، في ذلك الوقت من سنة 2000، جاءت زيارة “شارون” للمسجد الأقصى خشبة الخلاص؛ التي ركبتها السلطة لتحرف الانتفاضة باتجاه إسرائيل.
ماتت الانتفاضة بعد أن ذبحت بيد القيادة الفلسطينية الحالية، وتم استبدال شخص نافذ في السلطة اسمه “خالد سلام” بشخص آخر صار أكثر نفوذاً اسمه “سلام فياض.
فهل ستنجح القيادة ذاتها في حرف سهم الغضب الفلسطيني المنطلق اليوم إلى رأسها، لتوجهه إلى صدر شخص اسمه “سلام فياض”!؟ وهل سيخرج النهج السياسي بريئاً، ليصير تحميل شخص “سلام فياض” مسئولية الانهيار التام والشامل والعام في كافة مجالات الحياة؟! وهل سيتم استبدال شخص “سلام فياض” بشخص آخر قد يكون اسمه “فياض سلام”؟!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...