السبت 02/نوفمبر/2024

تحليل صهيوني لعملية الجيش المصري في سيناء ضد المسلحين

تحليل صهيوني لعملية الجيش المصري في سيناء ضد المسلحين

قالت أوساط عسكرية صهيونية أن ازدياد منسوب العنف في صحراء سيناء مرتبك بالوجود المتنامي لتنظيم القاعدة على طول الحدود، وهو ما يمكن أن يورط “إسرائيل” في مشاكل أمنية جديدة وخطيرة.

وقال “ديفيد بوكاي” أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة حيفا: بدأنا نستيقظ ونفهم أخيرا أن عدم الاستقرار في مصر، يسمح للجماعات الجهادية بأن تأخذ مكانها، فيما أشار “دان هارئيل” القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية في الجيش إلى إن مصر ليس لديها سيطرة فعالة على المناطق.

وأوضح الخبير الاستراتيجي “أتيلا سومفلبي” إن عناصر الجهاد العالمي يحاولون ضرب العلاقات بين مصر و”إسرائيل”، ولذلك فإن العلاقات بينهما تسير نحو المجهول في ضوء الوضع “المائع الراهن”.

المتخصص الصهيوني في الشئون العربية “آفي يسسخاروف”، زعم أنه في عهد مرسي والإخوان المسلمين في مصر بالذات، تزدهر العلاقات الأمنية مع “إسرائيل”، والتعاون الوثيق بين الجهتين يعبر عن التفهم للمصلحة المتبادلة في السلام بينهما، ناقلا عن ضباط أمنيين كبار في تل أبيب قولهم: من الصعب تذكر فترة كانت فيها العلاقات مع جهاز الأمن في القاهرة حميمة مثلما هي اليوم.

* إخطارات معادية

وأضاف: “شهر العسل” المتجدد يجد تعبيره في كل يوم: نقل إخطارات بعمليات معادية، محادثات بين ضباط كبار في الميدان، الاتصال لا يتوقف بين وزارة الدفاع المصرية والمخابرات العامة، وبين رجال وزارة الحرب والجيش الصهيوني، وما تعيين وزير جديد لشؤون المخابرات المصرية إلا خطوة صحيحة في تعزيز الاتصال بين الطرفين أكثر فأكثر.

وأشار إلى أن محمد رفعت شحاتة، وزير المخابرات المصري الجديد معروف بعلاقاته الممتازة مع “إسرائيل”، هو من اقتاد الجندي “شاليط” في معبر كرم سالم عندما تحرر من أسر حماس، والتقى مع عدد غير قليل من المسئولين الصهاينة السنة الماضية، ويعرف الواقع السياسي والأمني جيداً، فيما نائبه، نادر الأعصر، القنصل السابق في تل أبيب، يعرف شوارعها، والصحفيين، تقريبا بشكل أفضل من نظرائه في الطرف الصهيوني.

واستدرك “يسسخاروف” قائلا: رغم الازدهار في العلاقات الأمنية بين الدولتين، فان طبيعة النشاط المصري في سيناء ليست واضحة بعد، خاصة وأن الجيش المصري يواصل حشد القوات أمام قطاع غزة، بما في ذلك الآليات الهندسية، ويخطط لحملة ضد الأنفاق، وإغلاقها قد يؤدي لانتفاضة البدو في سيناء، لأنها مصدر الدخل الأساس لهم، وبالنسبة للبدو والفلسطينيين في رفح يعتبر هذا موضوع بقاء.

من جانبه، قال عضو الكنيست “يوئال حسون” نائب رئيس جهاز الشاباك الأسبق إنه في جميع الأحوال يجب أن ننظر للصورة المصرية بحذر، ومراد موافي وزير المخابرات المصري المقال كان الخط المركزي في التنسيق الأمني، وله الدور البارز في تحديد السياسة الخارجية لمصر مع “إسرائيل”، فيما خليفته الجديد “شحاته” وهو له الدور الأبرز في إتمام صفقة “شاليط”.

ويعتبر المسئولون الصهاينة أن شحاته عنصر هام في بسط الهدوء المتجدد في قطاع غزة في وقت جولات التصعيد، وكان الشخص المصري الأساسي في اتفاق الأسرى مع مصلحة السجون ولذي أنهى إضراب الأسرى، مقابل تلبية العديد من مطالبهم، حيث حظي بتقدير واحترام من قبل تل أبيب، وهو على صلة مباشرة مع مسئولين أمنيين صهاينة، كما يحظى بثقة لدى حركة حماس والسلطة الفلسطينية.

* الخلاف حول حماس

لكن “أمير بوحبوط” المراسل العسكري نقل أجواء من الرضا في المؤسسة الأمنية الصهيونية راضون من مبادرة الجيش المصري، في عملية “تطهير سيناء”، لكنها تتعاطى بارتياب حيال فرص نجاحها، لأنها لا تتوقع أن تؤدي عملية واحدة للتغيير المنتظر، فلدينا خبرة سنوات في مكافحة الخلايا الفلسطينية، والحرب ما زالت مستمرة.

وأضاف: تطلب تل أبيب بالتشدّد في سيناء، رغم أن الرد العسكري غير كافٍ، وتأمل أن تجري القاهرة دمجا للعملية الهجومية ضد عناصر العنف في سيناء، مع نشاط على المستوى الاقتصادي، سيمنح حوافز للبدو.

من جهته، تحدث الخبير العسكري “رون بن يشاي” أن القوّات البريّة المصريّة، مع الآليّات المدرّعة قادرة على التنقّل بالأنفاق الموجودة أسفل قناة السويس، أو الوصول على متن السفن من الشمال، كما فعلوا أثناء عملية “نسر واحد” قبل أكثر من نصف عام، لكن على ما يبدو فإنّها اصطدمت بمعارضة شديدة تشمل الصواريخ المضادة للطائرات التي تشغّل ضدّ المروحيّات. وأضاف: “من المبكر جداً معرفة ما هي نتائج العملية في سيناء، ولأي مدى ستكون فعّالة، وهل أنّ المصريين سيتابعونها بشكل مناسب، لكن الخبرة الصهيونية تدلّ على أنّه بغية قمع المجموعات المسلحة يلزم عملية متواصلة مؤلّفة من:

1- تجميع معلومات استخباراتيّة.

2- اعتقال المطلوبين.

3- نشاطات تنفيذيّة وهجوميّة ضدّ مراكزها بغية إحباطها.

مجلة “بمحانيه” العسكرية، 12/8/2012

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات