الأربعاء 14/مايو/2025

حماس في الأردن

كاظم عايش

الكثيرون شعروا بالارتياح حين رأوا أبا الوليد في بلده الاردن الذي يكن له ولحركته المباركة الكثير من الود والاحترام والتأييد، وحماس بهذه المناسبة لم تخرج من الاردن لحظة واحدة، فهي في قلوب الاردنيين، ومثل حماس اذا دخل في القلب لا يخرج منه أبدا، ليس فقط لأنها حركة مجاهدة، وليس فقط لانها طرقت ابواب السماء بارواح شهدائها الذين ما فتئوا وما توقفوا عن البذل، مذكرين الامة بطريق عزتها، وسبيل خلاصها، وليس فقط لأن حماس تكن في وجدانها الحب الحقيقي لأمتها وشعبها (وهي تعتبر العرب والمسلمين هم شعبها وامتها ) وليس فقط لأن حماس مستعدة لبذل أغلى ما تملك في سبيل عزة امتها في أي مكان، فحماس هي بنت الاخوان المسلمين، تلك الحركة المباركة التي تحمل مشروع نهضة الامة، الحركة التي قدمت قادتها ومؤسسيها شهداء على طريق عزة الامة ولا تزال، ليس لهذا فحسب، وانما لأن حماس كانت ملهمة الأمة في نهوضها الحالي، فصمود حماس الملحمي على ارض فلسطين وتضحياتها في غزة، والحصار الظالم الذي أطاح بالمتسببين فيه، وموقفها الحازم من المؤامرات التي أحاطت بها، وجرأتها في اتخاذ القرارت الصعبة،رشحها لقيادة مشروع التحرير بلا منازع، ليس تحرير فلسطين وحدها، بل تحرير الارادة العربية التي تم تكبيلها طويلا من خلال الانظمة الخانعة التي ظنت أن القوى العظمى قدرلا محيد عنه ولا فكاك منه.

حماس تعيش في قلوب الأردنيين، وهي الاصدق تعبيرا عن امانيهم في التحرير والخلاص من الواقع الآسن المتخلف الذي مكن للصهاينة ان يعربدوا ويصولوا ويجولوا دون رادع، حتى بلغت بهم الغطرسة ان يتحدثوا عن الاردن كوطن بديل وأن الحل سيكون على حسابه، حماس كانت واضحة تماما في موقفها، فلا بديل عن فلسطين ولا بديل عن القدس، ولا بديل عن التحرير الكامل لكامل التراب الفلسطيني، طال الزمن أو قصر، كثرت التضحيات أو قلت، فالطريق واضح جلي، لا تتلجلج به السنة قادتها، وقد اوضحوا ذلك في كل المناسبات وعلى الدوام، الاردن هي الاردن وفلسطين هي فلسطين، وانهم لن يعترفوا بالكيان الغاصب المحتل عل اي شبر من فلسطين، حتى لا يخطر ببال احد ان هناك مساومة على الوطن تفضي للتفكير بوطن بديل أو أي حل على حساب أي بلد شقيق، يحمل شعبه الحب لفلسطين ولطالما ضحى في الدفاع عنها وسعى لتحريرها.

حماس في الاردن، هذا هو الوضع الطبيعي، فمحبو حماس في الاردن منتشرون على امتداد جغرافيته، يحبون حماس لأنهم يحبون الاسلام،ولأنهم يحبون البطولة والبذل والتضحية، لانهم يحبون الصدق والرجولة، لأن الشعب الاردني شعب أصيل، وطني منتم الى امته، يعيش همومها وآلامها ويشاركها امانيها وأحلامها، الشعب الاردني بكل مكوناته شعب يحب الحرية والتحرر، يحب القدس وفلسطين، ويحب كل المخلصين الذين يحملون مشروع التحرير الحقيقي، ولا يواربون فيه، ولهذا السبب هم يحبون حماس ويرحبون بها كمعبر حقيقي عن طموحاتهم.

هذه هي مشاعر الشعب التي لمسناها على الدوام، ولقد راهنت حماس على ارادة الشعوب وكان رهانها رابحا وصائبا، فالشعوب هي الضمانة الحقيقية للمشاريع المهمة والاستراتيجية، والشعوب هي التي تختزن عوامل البقاء والاستمرار والنجاح لمثل هذه المشاريع، حماس انطلقت من رؤية استراتيجية ايمانية وقرأت المستقبل قراءة قرآنية نبوية، ولهذا فانها لن تضل طريقها بأذن الله ولن تخيفها ولن يغرها الاضطراب الآني لموازين القوى الذي بدأ يتغير لصالح رؤيتها ومشروعها الذي تمسكت به ونادت به طويلا، بينما المهزمون كانوا يراهنون على عطف الأعداء والخصوم، ويتسولونهم الدعم والتأييد ولا يزالون.

حماس في الاردن كانت ولاتزال وستبقى، ايا كانت اقامة قادتها، فحماس لم تكن يوما مشروعا تجاريا دنيويا و لا فكرة شاذة غريبة عن فكر امتها ولا ثقافتها، حماس حالة متقدمة، وطليعة مؤمنة، وهي المرشحة الاولى لقيادة مشروع تحرير فلسطين، كل فلسطين، وهذا المشروع هو مشروع الامة الاسلامية، وكل الامة لها دور فيه وهو دور قادم لا محالة ولا محيد عنه، هذا هو قدر حماس وقد ارتضت لنفسها ان تكون في هذا المقام الكبير والخطير، والمطلوب منها ان تتمثل هذا الدور دون تردد، فما قامت به حتى الآن هو شيء عظيم، ولكن المهمة لم تنته بعد، وينتظرها الكثير من العمل والبذل والتضحيات والصمود وقد عودتنا حماس انها أهل لمثل هذا، ولا اظنها إلا ماضية في طريقها الى نهايته،لأننا أمرنا أن نحسن الظن بالمؤمنين، ونحسبهم كذلك والله حسيبهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...