الأربعاء 14/مايو/2025

أحلام الواثقين بنصر الله

النائب منى منصور

ثبت علميا أن أطول حلم في المنام لا يتعدى زمنه 6-7 ثواني لكن حلمي استمر خمسة عشر يوما. نعم كان حلما بمعنى الكلمة حيث كان ذلك الحلم في سجن الشارون في شهر تموز عام 2008 كان لقائي حينها بالإنسانة التي احببتها عن بعد والتي ثأرت لمجزرة نابلس في 31/7/2001 وكان على رأس الشهداء قيادات حماس ومنهم زوجي الشهيد جمال منصور ورفيق دربه جمال سليم وغيرهم.

كان اجتماعي بالأخت المجاهدة احلام التميمي حلما لم اكن اتوقع تحققه يوما تحدثنا كثيرا وشرحت لها من هم الجمالان الذين ثأرت لهم وضحت بعمرها من اجلهم من دون ان تتعرف عليهم وكم كان شوقها كبيرا لتعرف عنهم وجدتها صابرة محتسبة ثابتة عندها من الانسانية والمشاعر ما يفتقده الكثيرون حدثتني عن نفسها وعن دورها يوم نقلت الاستشهادي في عملية الثأر لمجزرة نابلس تحدثنا كثيرا عن المستقبل تجاذبتنا مشاعر الانوثة والصدق القهر والجراح فتهنا في دوامة الزمن التي لم يكن بها متنفس إلا فسحة الامل بفرج الله.

حدثتني عن خطوبتها لنزار وأملها ان تلتقيه حتى وان كان ذلك بالامتناه (لغة داخل السجن تعني زنزانه صغيرة يسمح بها للزوج الاسير ان يلتقي بزوجته كل عدة شهور مرة ومن خلف الزجاج ) ولكن لأنها احلام كانت دائما ممنوعة ولم يتسن لها ذلك حسب معلوماتي سوى مرة واحدة بعد الخطوبة.
خرجنا من خلف قضبان السجن ومن بواباته الحديدية التي لا تفتح إلا بأرقام سرية وبمرافقة المجندين والمجندات (بأحلامنا).

تحدثنا عن المستقبل وان الامر ليس بيدنا ولا بيد احد من البشر وإنما بيد الله سبحانه وتعالى ورسمنا معاً بأحلام الواثقين بنصر الله وبقدرته على الفرج عن جميع الأسرى والأسيرات .

خرجت من السجن الى الحرية وفي قلبي ألف غصة وغصة على اخوات تركتهن خلفي وعلى احلام تحديدا خجلت من نفسي وأنا اودعهن بعد ايام فقط على مشاركتي اياهن قيدهن ودعتهن وفي عيون كل منهن ترتسم امال الحرية وتمتزج بالآلام سنوات من الأسر اثقلت كواهلهن.

خرجت من السجن وقلبي عند احلام وأخواتي الاسيرات ودموع احلام التي كانت تتراقص في عيونها لم تغب عن مخيلتي احببتها من كل قلبي ودعوت لها ليلا ونهارا ان يحقق الله حلمها بالفرج والحرية وان تلتقي بنزار خارج السجن.

وها هو وعد الله لعباده المؤمنين قد تحقق ” وعد الله لأغلبن انا ورسلي” جاء ذلك اليوم الذي انزعت فيه المقاومة بعزم رجالها حريتهن رغما عن المحتل فكانت صفقة وفاء الأحرار حقا نعم الوفاء.

لحظات ومشاهد عادت بي الى أحلام كيف سنستقبلها بل كيف ستستقبل هي حريتها كم تخيلت تلك اللحظات وتخيلت عرسها وأبناءها وبناتها تخيلات كان الخوف يلفها بأن يمر وقت طويل قبل ان تتحقق لكن اراده الله فوق كل ارادة واليوم لم تعد تخيلات فها هي احلام احلام واقعا على الارض يصرخ بالعالم اننا من يستحق هذه الحياة.

فشكرا لله اولا وشكرا للمقاومة التي حققت الحلم وهنيئا لك احلام ولك نزار زواجكما واسأل الله ان يرزقكما الذرية الصالحة المجاهدة انه على كل شيء قدير.
وللأسرى مني تحية ودعوة للواحد القهار ان يحقق حلمهم بالحريّة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...