الأربعاء 14/مايو/2025

صهينة التعليم العربي

صهينة التعليم العربي

تواصل الدولة الصهيونية شن حروبها الاقتلاعية ضد عرب البلاد والتاريخ والحضارة، وتفتح ضدهم الجبهات كافة، ومنها وربما أخطرها جبهة التربية والتعليم. ففي أحدث وأخطر تصعيد صهيوني ضد أهلنا في مناطق الـــ 48 المحتلة، قرر وزير المعارف الصهيوني جدعون ساعر فرض الاحتفال بذكرى “بن غوريون” و “بيغين” على المدارس العربية، واعتبرت جمعيّة الثّقافة العربيّة والاتّحاد القطريّ للجان أولياء أمور الطلّاب العرب هذا القرار عمـى سياسيّا وصهينة، وفرضًا مجدّدًا للرواية الصهيونيّة علـى الطلّاب العرب، واستمرارًا للسياسة التربويّة الإسرائيليّة المتجاهلة للخصوصيّة القوميّة والثقافيّة، والمصرّة علـى تشويه الهويّة وإقحام المضامين الصهيونيّة على مناهج التدريس.
وقبلها صادقت حكومة نتنياهو على خطة وزير التربية والتعليم، جدعون ساعر، الرامية إلى تعليم وتعميق المفاهيم الصهيونية في المدارس، وشكلت تصعيدا جديدا يعتبر من وجهة نظرهم تكريسا للمصطلحات المئة لليمور لبنات وتكريسا للدولة اليهودية وشطبا للقضية والنكبة والمصطلحات والذاكرة الوطنية الفلسطينية..!
يقول ساعر: “يمكن للعرب التعبير عن الجوانب الإنسانية للتراجيديا التي مرّوا بها في “حرب التحرير- أي حرب 48 -، ولكن لا يمكن أن يتم التعامل في الكتب الدراسية في المدارس العربية مع قيام إسرائيل على أنه نكبة”، وأعلن “أنه سيدخل موضوعاً إلزامياً جديداً لطلاب المدارس بين الرابع – والتاسع وهو”تراث اليهودية والصهيونية”، ويتعلم فيه الطلاب عن السبت، الصلوات، الكنيس، الأعياد، ويشمل الموضوع الإلزامي أيضاً: النشيد الوطني، وثيقة الاستقلال، العلم، الحنين لصهيون، قانون العودة، القدس كعاصمة إسرائيل، الهجرة والاستيطان، وأعياد إسرائيل وأمور أخرى، كما يتعلم الطلاب عن شخصيات يهودية تاريخية كـ “رامبام” (رابي موشي بن ميمون)، و “راشي” رابي شلومو يتسحاك، وهرتسل وآخرين”.
وفي المصطلحات والمفاهيم الصهيونية التي ملأت كتب التعليم العبرية ومنها كتب الأطفال، كانت وزيرة التعليم الإسرائيلية سابقا “ليمور لبنات” أطلقت هجوماً على الرواية العربية باسم”خطة المئة مصطلح لتعليم الصهيونية” وكان ذلك في مطلع العام الحالي 2005 “، ومضمون الخطة التربوية التعليمية كما زعموا أنها “تهدف إلى تعميق الصهيونية والديمقراطية والتراث اليهودي داخل المدارس في”إسرائيل” واشتملت الخطة التي جرى تعميمها على المدارس الإسرائيلية بما فيها المدارس العربية هناك على مئة مصطلح تتحدث عن أهم وابرز الأحداث المتعلقة بالصراع عبر مصطلحات مركزة موجهة معسكرة صهيونيا مثل: “إعلان قيام إسرائيل” و”أنواع الاستيطان” و”ايلي كوهين”و”بنيامين زئيف هرتسل” و”جيش الدفاع ” و”حروب اسرائيل” وحوماه ومجدال – اي السور والبرج ” و”زئيف جابوتنسكي” و”محاكمة ايخمان”، وكذلك عن “المنظمات العسكرية الاسرائيلية قبل قيام الدولة ” وعن “الهجرات اليهودية قبل قيام الدولة ” و”وعد بلفور” و”يد فشيم -الكارثة أو المحرقة “، كما كانت اتخذت الحكومة الإسرائيلية قبلها قرارا بتعليم ” تراث زئيفي ” أيضاً في المدارس العربية إضافة إلى اليهودية”.
وعلى الجانب الثاني من الخطة فقد “خصصت بعض المصطلحات الخاصة بالتراث العربي شملت أسماء مثل: عيد الفطر وعيد الأضحى والمؤذن والمسجد والكنيسة والمروءة والمعلقات والاستسقاء والخيمة والخليفة وغير ذلك في السياق ذاته.
البروفيسور العربي إسماعيل أبو سعد من جامعة بن غوريون علّق قائلاً: “قائمة المائة مصطلح هي عار وسُبّة، وشهادة فقر لوزارة التربية”، وأضاف: “في كل قائمة المصطلحات المتصلة بالتراث العربي يظهر فقط ثلاثة رجال، كلهم من العصور الوسطى، وكل المصطلحات الأخرى تقريباً تتصل بالدين، وكأنه لم يكن تاريخاً وحضارة عربيين بعد العصور الوسطى”.
الباحث الإسرائيلي المعروف “دان ياهف ” كثف مثل هذه الخطط التعليمية التربوية الإسرائيلية في كتاب أطلق عليه اسم “عسكرة التعليم في إسرائيل” وهو عبارة عن مجموعة مقالات وأبحاث تم استعراض ملخصاتها في محاضرات ألقيت في المؤتمر الدولي الذي عقد في الجامعة العبرية في القدس، كما اصدر ياهف نفسه كتابا آخر بعنوان “ما أروع هذه الحرب”، ويشتمل على نصوص ورموز عسكرية ظاهرة ومبطنة في الأدب الإسرائيلي ويتناول الكتاب كيفية بلورة الروح العسكرية عبر تتبع الآلة التربوية التي استخدمتها المؤسسة الإسرائيلية لتنشئة أجيال من الإسرائيليين العنيفين إلى حد كبير، وقد عمدت تلك المؤسسة وفقاً لياهف إلى ترويج النصوص التي تلهب المشاعر القومية الشوفينية من جهة، وتنزع عن الآخر العربي إنسانيته من جهة أخرى تمهيداً لتبرير إلغائه.
لنصبح ويصبح أهلنا هناك عملياً في مواجهة عملية”عسكرة للتربية والتعليم”توجت بخطة “لبنات” بمصطلحاتها المئة.
[email protected] 
صحيفة العرب اليوم الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...