الأربعاء 14/مايو/2025

ادخلوه محررين لا مطبعين مزمرين

ادخلوه محررين لا مطبعين مزمرين

في ظل إجماع شعبي عربي على رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، واتفاق علماء الأمة على أن شد الرحال إلى المسجد الأقصى ينبغي أن يكون بإرادة المحررين لا تحت ذل المحتلين، رافعي الهامات لا مطأطئي الرؤوس والأعناق تحت حماية جيش الاحتلال، فإن زيارة مفتي مصر علي جمعة للأقصى وقبلها زيارة العالم اليمني حبيب الجفري لا يمكن أن ينظر إليها كزيارات تعبدية للأكناف المباركة ومعراج الرسول.
وكان يمكن التعامل معها على أساس أنها خطايا تستدعي الاستغفار الشديد والإصلاح بعد أن اعترف المفتي نفسه أنها خطأ شخصي وقوله إنه لم يطلب تأشيرة من الاحتلال، رغم أن لا أحد يدخل تلك الأراضي بحراً أو براً أو جواً دون إذن و«مباركة» الاحتلال العنصري الصهيوني الجاثم على صدر الوطن، والدليل على ذلك المنع والاعتقال والإجراءات القاسية ضد المتضامنين الأمميين في مطار بن غوريون مؤخراً، الذين وصلوا تضامنا مع حملة «أهلا بكم في فلسطين 2012»، إلا أن إعلان الإذاعة الصهيونية ومصادر إعلامية وسياسية صهيونية أن هذه الزيارة تمت بتنسيق كامل مع وحدة الاتصال في جيش الاحتلال الصهيوني يجعل هذه الزيارة ليست مجرد خطيئة خروج عن إجماع شعبي يقاوم التطبيع وخرق فاضح لإجماع علماء الأمة يغسلها الاستغفار والقنوت والتوبة النصوح والعدول عن الخطيئة ممن أوتي علماً وفقهاً.
ما يجعل من هذه الزيارة تجاوزاً كبير لمبادئ النزاهة أنها جاءت في وقت يشتد فيه التعنت الصهيوني في رفض وقف التوطين، وتسارع وتائر تهويد القدس وتهديد الأقصى المبارك واقتحامه المتكرر من قبل علوج المستوطنين الصهاينة تحت حماية الجيش الصهيوني، وحرمان الشباب الفلسطيني من شد الرحال إليه والصلاة فيه، وأنها جاءت في وقت يتصاعد فيه نضال الأسرى الفلسطينيين ضد الممارسات العنصرية للاحتلال الصهيوني ويخوضون مقاومة الأمعاء الخاوية للحفاظ على كرامتهم وحقوقهم الإنسانية في مواجهة الانتهاكات اليومية الصهيونية للمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف الخاصة بالأسرى التي تمارسها إدارة السجون الصهيونية من خلال البطش والإرهاب، وأنها جاءت في وقت يشتد فيه الحصار على قرابة المليوني فلسطيني في قطاع غزة، والتنكر لكل معالم التراث الإسلامي في فلسطين.
ما يجعل من هذه الزيارة من مفتي ديار إسلامية موضع استنكار شعبي فلسطيني وعربي أنها تأتي لتضفي لاحتلال القدس غشاء من الشرعية والقبول، بل والمباركة للإجراءات التي يتخذها الاحتلال لتغيير معالم الأقصى وهدم جسر باب المغاربة تمهيدا لتقويض المسجد وبناء الهيكل الأسطورة المزعوم مكانه، كل ذلك يجعل من الزيارة «المفاجئة» موقع استهجان الشعوب العربية، وجرحا لمشاعرها.
وتستدعي تعهد المؤسسات الإسلامية كافة سيما الأزهر الشريف بمكانته الرفيعة باتخاذ إجراءات عقابية رادعة لمنع تكرار مثل هذه الخطايا مستقبلاً، وحتى لا تكون مبرراً للبعض لتحويل الخروج عن إجماع علماء الأمة، والخروج على الإرادة الشعبية العربية التي ترفض التطبيع إلى مجرد وجهة نظر.
صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...