الأربعاء 14/مايو/2025

من المفاوضات العبثية إلى الرسائل العبثية

من المفاوضات العبثية إلى الرسائل العبثية

ما الهدف الحقيقي وراء تبادل الرسائل بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو؟ لا يخفى الطرفان أن الهدف من هذه الرسائل هو العودة إلى طاولة المفاوضات. عجباً! بعد أن فشلت المفاوضات التي استمرت قرابة تسعة عشر عاماً هل من الطبيعي العودة إليها؟ ألا يقال إن العودة إلى الطريق المجرب المسدود فاشلة سلفاً؟
والأعجب أن رسالة نتنياهو الفعلية – الجوابية – قد وصلت إلى عباس قبل أن تصل رسالة عباس إليه. كيف؟ ألم يوصل نتنياهو رسالة للرئيس الفلسطيني قبل أن يتلقى هو رسالة الأخير؟ لقد وصلت الرسالة التي يقول فيها نتنياهو: لا انسحاب إلى حدود 67 ويجب الاعتراف (بإسرائيل) دولة لليهود، والغور يبقى تحت السيادة (الإسرائيلية)، ولا تفكيك للمستوطنات في الضفة وأخيرا (ما يبقى لكم) – أي للفلسطينيين – هو (دولة منزوعة السلاح). العجيب ماذا يبقى لكي تقام عليه دولة بمعنى الدولة؟
أما الجواب فكان من الرئيس الفلسطيني في نقطتين رئيسيتين، الأولى: ما فعلته حكومة (إسرائيل) أفقد السلطة الفلسطينية مبرر وجودها، والثانية: الخشية من الوصول إلى (دولة واحدة ثنائية القومية). بعد هذا هل من ضرورة للبحث عن سبيل إلى المفاوضات ومن خلال تبادل الرسائل؟ أين اشتراطات العودة للتفاوض؟ أليس من المفروض أن يتوقف الاستيطان؟ وماذا عن الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم أكثر من سبعة آلاف؟ وماذا عن حق العودة؟ وماذا عن عاصمة فلسطين (القدس) التي يعتبرها المحتلون (العاصمة الموحدة الأبدية لهم)؟ ثم لماذا محاولة تجريب المجرب والتخلي عن أسباب قوة الشعب والقضية؟ لماذا تجميد المصالحة الفلسطينية ولمصلحة من؟
لماذا التهافت للبحث في سبل العودة للتفاوض العبثي مع المحتل ونسيان الشقيق بل وتجاهل الاتفاقيات المبرمة مع الشقيق بشأن المصالحة الفلسطينية وصولاً إلى استعادة شعبنا الفلسطيني ورقة قوته – الوحدة – الرافعة الأساس للموقف العربي القوي المغيب حالياً عن فلسطين؟
أغرب ما يمكن أن يلحظه المتابع للشأن الفلسطيني هو هذا التناقض القائم في العلاقة بين الفلسطيني والفلسطيني وبين بعض (الفلسطيني) والمحتل الصهيوني. إذ يبدو أن العيون في رام الله لا تبصر إلا تل أبيب، وربما لا تبصر حتى الخليل وليس قطاع غزة المحاصر. ويبدو أن السبيل إلى المفاوضات هو الأوحد الذي يطغى على ما عداه لدى القائمين على السلطة الفلسطينية في رام الله. أليس من المفروض أن تكون العيون مفتوحة مع الأذهان لمتابعة نبض الشعب وإرادته وكيفية تلبية رغباته لا البحث عن طرق تشتيته والإيغال في تمزيقه وتقسيمه؟
ما معنى الإلحاح اليوم على الانتخابات في ظل الانقسام الفلسطيني؟ ما معنى تجاهل اتفاقيات المصالحة ورفض إنفاذ أي خطوة إيجابية في طريق المصالحة الفلسطينية؟
المشكلة أن عقلية (المفاوضات ولا شيء إلا المفاوضات) هي التي تحكم اليوم مسار الحدث الفلسطيني في رام الله لترغم قطاع غزة على إجراءات سلبية كرد فعل لا تلبي بدورها حاجة وأمل الشعب الفلسطيني.
آخرا هل أن الرسائل هي السهم الأخير قبل الإقدام على خطوات جوهرية فلسطينية أم تراها الجسر الذي ترغب السلطة أن يؤدي إلى العودة للمفاوضات العبثية؟
*كاتب فلسطيني
[email protected]
صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...