من المفاوضات العبثية إلى الرسائل العبثية

ما الهدف الحقيقي وراء تبادل الرسائل بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو؟ لا يخفى الطرفان أن الهدف من هذه الرسائل هو العودة إلى طاولة المفاوضات. عجباً! بعد أن فشلت المفاوضات التي استمرت قرابة تسعة عشر عاماً هل من الطبيعي العودة إليها؟ ألا يقال إن العودة إلى الطريق المجرب المسدود فاشلة سلفاً؟
والأعجب أن رسالة نتنياهو الفعلية – الجوابية – قد وصلت إلى عباس قبل أن تصل رسالة عباس إليه. كيف؟ ألم يوصل نتنياهو رسالة للرئيس الفلسطيني قبل أن يتلقى هو رسالة الأخير؟ لقد وصلت الرسالة التي يقول فيها نتنياهو: لا انسحاب إلى حدود 67 ويجب الاعتراف (بإسرائيل) دولة لليهود، والغور يبقى تحت السيادة (الإسرائيلية)، ولا تفكيك للمستوطنات في الضفة وأخيرا (ما يبقى لكم) – أي للفلسطينيين – هو (دولة منزوعة السلاح). العجيب ماذا يبقى لكي تقام عليه دولة بمعنى الدولة؟
أما الجواب فكان من الرئيس الفلسطيني في نقطتين رئيسيتين، الأولى: ما فعلته حكومة (إسرائيل) أفقد السلطة الفلسطينية مبرر وجودها، والثانية: الخشية من الوصول إلى (دولة واحدة ثنائية القومية). بعد هذا هل من ضرورة للبحث عن سبيل إلى المفاوضات ومن خلال تبادل الرسائل؟ أين اشتراطات العودة للتفاوض؟ أليس من المفروض أن يتوقف الاستيطان؟ وماذا عن الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم أكثر من سبعة آلاف؟ وماذا عن حق العودة؟ وماذا عن عاصمة فلسطين (القدس) التي يعتبرها المحتلون (العاصمة الموحدة الأبدية لهم)؟ ثم لماذا محاولة تجريب المجرب والتخلي عن أسباب قوة الشعب والقضية؟ لماذا تجميد المصالحة الفلسطينية ولمصلحة من؟
لماذا التهافت للبحث في سبل العودة للتفاوض العبثي مع المحتل ونسيان الشقيق بل وتجاهل الاتفاقيات المبرمة مع الشقيق بشأن المصالحة الفلسطينية وصولاً إلى استعادة شعبنا الفلسطيني ورقة قوته – الوحدة – الرافعة الأساس للموقف العربي القوي المغيب حالياً عن فلسطين؟
أغرب ما يمكن أن يلحظه المتابع للشأن الفلسطيني هو هذا التناقض القائم في العلاقة بين الفلسطيني والفلسطيني وبين بعض (الفلسطيني) والمحتل الصهيوني. إذ يبدو أن العيون في رام الله لا تبصر إلا تل أبيب، وربما لا تبصر حتى الخليل وليس قطاع غزة المحاصر. ويبدو أن السبيل إلى المفاوضات هو الأوحد الذي يطغى على ما عداه لدى القائمين على السلطة الفلسطينية في رام الله. أليس من المفروض أن تكون العيون مفتوحة مع الأذهان لمتابعة نبض الشعب وإرادته وكيفية تلبية رغباته لا البحث عن طرق تشتيته والإيغال في تمزيقه وتقسيمه؟
ما معنى الإلحاح اليوم على الانتخابات في ظل الانقسام الفلسطيني؟ ما معنى تجاهل اتفاقيات المصالحة ورفض إنفاذ أي خطوة إيجابية في طريق المصالحة الفلسطينية؟
المشكلة أن عقلية (المفاوضات ولا شيء إلا المفاوضات) هي التي تحكم اليوم مسار الحدث الفلسطيني في رام الله لترغم قطاع غزة على إجراءات سلبية كرد فعل لا تلبي بدورها حاجة وأمل الشعب الفلسطيني.
آخرا هل أن الرسائل هي السهم الأخير قبل الإقدام على خطوات جوهرية فلسطينية أم تراها الجسر الذي ترغب السلطة أن يؤدي إلى العودة للمفاوضات العبثية؟
*كاتب فلسطيني
[email protected]
صحيفة الوطن العمانية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...