الأربعاء 14/مايو/2025

غزة تموت ونقابة الصحفيين تتقاسم الكعكة

رمزي صادق شاهين

في الوقت الذي يتعرض فيه قطاع غزة للقصف الإسرائيلي بكل أنواع الأسلحة المُحرمة، وفي الوقت الذي يتساقط فيه الشهداء الأبطال في شوارع غزة والمدن من رفح إلى بيت حانون، كانت نقابة الصحفيين تشارك في الجريمة الكُبرى والمتمثلة في تقاسم كعكة مجلس النقابة، من خلال انتخابات هزيلة شارك فيه عدد من المخبرين وأصحاب المواقف المُخجلة وجزء كبير من السماء التي أتت بهم الأمانة العامة في غزة لتسكير الفجوات وسد الخلل الإداري لديها، هذه الأسماء التي ليس لها علاقة بالعمل الصحفي أو الإعلامي، بل أن جزءا منهم لا يعرف من هو نقيب الصحفيين أو أين مقر النقابة.

إن ما حصل يومي الجمعة والسبت من انتخابات بنقابة الصحفيين لهو عار على تاريخ هذه المهنة العظيمة، الصحافة الفلسطينية التي قدمت الشهداء الأبطال خلال المسيرة النضالية الفلسطينية، الشهداء الذين سقطوا أثناء فضح جرائم الإحتلال، فكان طارق أيوب شاهداً على الاحتلال الأمريكي في العراق، وكان فضل شناعة شاهداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

لم يقدم الشهداء دماءهم الزكية حتى تأتي نقابة الصحفيين بأشخاص دخلاء على المهنة ليسرقوا تاريخهم، ولم يُضح عمالقة الصحافة بعرقهم وجهدهم من أجل أن تقوم الأمانة العامة ومن يقف خلفها بتزوير الانتخابات من خلال تنسيب أعضاء ليس لهم علاقة بالصحفيين، هؤلاء الذين يعلمهم القاصي والداني، والذين تم وضعهم حتى تقوم النقابة والأمانة العامة بالتحايل على القانون والاستمرار في نهج التفرد بقيادة النقابة مدعية أن هناك شراكة فصائلية.

إن الجريمة التي قامت بها مجموعة المتنفذين بالنقابة يجب أن لا يتم السكوت عليها، فحالة التزوير واضحة تماماً، وللأسف الشديد تمت تحت إشراف الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، هذه المؤسسات التي تم تضليلها من خلال مشروع التزوير وتغييب الحقائق وشطب أسماء القيادة الصحفية التاريخية التي لم تساهم في هذه المهزلة، وهي شخصيات قاطعت الانتخابات والنقابة منذ عام 2010م ولازالت حتى يومنا هذا على موقفها الشجاع بضرورة إصلاح النقابة وفق قانون يكون الحكم بين النقابة والصحفيين.

كان على النقابة أن تخجل على نفسها وتعمل على تأجيل الانتخابات في ظل هذا العدوان، وكذلك الاستجابة للمطالب التي قدمتها المؤسسات الوطنية الفلسطينية وبعض فصائل منظمة التحرير، حتى يتم وقف الخرق الواضح للوائح الداخلية للنقابة، وتعديل الخلل من خلال وقف التزوير وإعادة النظر في الطعون التي قدمت للنقابة بما يتعلق بملف العضوية، هذا الملف الذي تديره مجموعة زيفت التاريخ وشطبت أسماء الصحفيين واستبدلتهم بأسماء المعارف والمحسوبية، والأهم من ذلك أن اللجنة تقودها شخصية ليست صحفية ولا تعمل في الصحافة.

إن الناظر لبعض أسماء القوائم التي خاضت الانتخابات تصيبه حالة من الخجل، عندما يقرأ بعض الأسماء التي تم وضعها لتمثل هذا الجيش العظيم من الصحفيين، بعض هذه الأسماء لا يعلم عن نقابة الصحفيين إلا الاسم فقط، وآخر لا تربطه بالصحافة إلا علاقة مع أحد المتنفذين بالنقابة، وآخر لا يعرف شارع عمر المختار من شارع الوحدة.

سوف يحاسب التاريخ كُل من أساء لتاريخ الصحفيين، كُل من زور الحقيقة، كُل من منح العضوية لفتاة جميلة، أو لشاب مُخبر، أو لآخر متسلق، أو لآخر يصطف خلف المتنفذين والطامعين بالبقاء على كرسي النقابة للإستمرار في مسلسل تدميرها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...