هل ستتوالى آيات انتصار الأسرى؟!

ها هو الإنجاز الثاني للحركة الفلسطينية الأسيرة بعد صفقة وفاء الأحرار يسطّره الشيخ خضر عدنان، وبأسرع مما توقع جميع المتابعين والمراقبين، وها هو بعد 66 يوماً على إضرابه المتواصل عن الطعام يجبر المحتل على الإذعان والرضوخ لمطالبه، وها هي قضية أسرى الإداري تأخذ بعداً جديداً بعد أن فتح صمود الشيخ خضر كوّة في جدار جمودها، وهي القضية التي تمسّ بالدرجة الأولى قادة ورموز المجتمع الفلسطيني الذين يحتجزون لأهداف تدور في الغالب حول حرص الاحتلال على تغييبهم لإبقاء ميدان الضفة ضعيفاً ومنهكاً ومفتقداً لعناوين استنهاضه.
هنا؛ وحين وجد الاحتلال نفسه مخيراً ما بين تبعات استشهاد الشيخ خضر عدنان والاضطرار للإفراج عنه، واضح أنه اختار أهون الشرين، لأنه عينه الأخرى كانت على ما يمكن أن يعنيه الاستمرار في تجاهل إصرار الشيخ على مواصلة إضرابه وصولاً إلى الشهادة التي تأكد للاحتلال أن الشيخ مستعد لها، وهو ما قد يفتح الباب أمام احتمالات عدة تتوزع ما بين عصيان عام في جميع السجون، وتفجّر انتفاضة شعبية سيصعب التحكم بها، خصوصاً بعد تحول الشيخ خضر إلى رمز وطني لكل تفاصيل الحالة النضالية الفلسطينية، حيث كانت صوره ترفع في التظاهرات الأسبوعية ضد الجدار والاستيطان، كما في جميع أشكال الحراك الميداني التي جرت بعد إضرابه. ومعلوم بالضرورة أن (الانتفاضة الثالثة) ما زالت هاجساً يقلق راحة الاحتلال ويسعى بالتالي لتأجيلها قدر ما يستطيع والتصدي لإرهاصاتها أو محاصرتها.
أما معركة الأسرى لأجل حريتهم فهي قطعاً لن تنتهي بإنجاز واحد، رغم أن ما حصّله خضر عدنان يعدّ إنجازاً كبيراً وتاريخياً نقل قضية الأسرى نقلة نوعية إلى الأمام، لكنه لن يكون آخر المطاف، إلا أنه أحدث اختراقاً مهماً في جدار العتمة الكبير، ومهّد لخطوات أخرى مشابهة أو مختلفة قد يمضي بها أسرى آخرون من بعده.
ولعلّ العبرة الأهم التي جسدتها تجربة الشيخ خضر المكللة بالظفر هي وجوب أن يكون لمعركة النضال ضد الاعتقال جناحان؛ الأول داخل الأسر والثاني في الميدان، ففي حالته كان إضرابه الأسطوري عامل استنهاض لحركة التفاعل الميدانية، مثلما أسهم تصاعد الفعاليات المساندة له وتعدد ضروبها في إبقاء أضواء الاهتمام مسلطة على قضيته، والتي كان مرور الأيام يزيدها تألقا، على العكس من حالات وقضايا أخرى كانت تبدأ متألقة ثم تخبو ويتضاءل الاهتمام بها.
حين يتوفر الإيمان والإرادة سرعان ما تتراجع سطوة المستحيل وتنكسر رهبته، تلك هي وصفة استعادة روح الانطلاق والمواجهة التي يبدو شعبنا اليوم في أمس الحاجة إليها قبل أن يعيد ترتيب أولويات مرحلته القادمة، وهي رسالة ينبغي أن يعيها السياسيون جيدا، إذ لا متسع بعد اليوم لتقزيم الطموحات الوطنية أو اختزالها في خانة العجز والواقعية المجردة، ولا متسع للإصغاء للحسابات اليائسة التي يمليها الجمود والتعامي عن اجتراح بدائله، فثمة فسحة كبيرة للتفكير الثوري المتمعن في أدوات القوة التي يمتلكها صاحب الحق، وآليات إخراجها فعلاً إيجابياً قادراً على استغلال الطاقات وإتقان توظيفها في مكانها الملائم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...