مخاطر الرهان على المفاوضات

قررت حكومة نتنياهو بناء سبعين مستوطنة جديدة في الضفة الغربية. نقول سبعين مستوطنة وليس وحدة استيطانية، ما يعني أن هناك خطة لمزيد من ابتلاع الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وأن هناك زيادة في تدفق قطعان المستوطنين ليبلغ عدد المستوطنين في الضفة أكثر من 550 ألف مستوطن في عموم الضفة وبخاصة في القدس.
جاء القرار الصهيوني ومعه تصريح لنتنياهو يقول فيه إنه لن يوقع على أي اتفاق لا يتضمن بقاء الغور تحت السيطرة الصهيونية المباشرة.
نضع هذا أمام اجتماع اللجنة العربية الخاصة بالملف الفلسطيني والتي من المقرر أن تجتمع غداً السبت في القاهرة. وأمام منظمة التحرير وقيادتها التي درست نتائج اجتماعات عمَّان بين وفد صهيوني ووفد من السلطة الفلسطينية لبحث الخيارات لفلسطينية بعد فشل الجولات الأربع من المفاوضات.
والحقيقة أن هناك الكثير من الضغوط الأوربية والأميركية والدولية على قيادة السلطة للتمسك بخيار المفاوضات مع العدو الصهيوني. ومن بين الذين مارسوا الضغوط بان كي مون وآشتون، إلى جانب ضغوط عربية تدعو المنظمة للمراهنة على المفاوضات من أجل التوصل إلى ما يقال إنها تسوية حل الدولتين.
إذا كان الاحتلال يبتلع في كل يوم المزيد من الأراضي المحتلة، وإذا كان يتمسك ببقاء قواته المحتلة إلى ما وراء نهر الأردن، وإذا كانت القدس بالنسبة له خطا أحمر فهي (العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل) فعلى ماذا يتم التفاوض؟ وإذا كان العدو يحاصر القطاع منذ خمس سنوات، وهو ماضٍ في الحصار وفي القتل والاستهداف لكي يبرهن أن القطاع ما زال تحت هيمنته المطلقة فعلى ماذا يتم التفاوض؟ وإذا كان العدو لا يعترف بقرارات الأمم المتحدة ومنها القرار 194 الخاص بحق العودة، فعلى ماذا يتم التفاوض؟
التفاوض على أقل من تسعة بالمئة من أرض فلسطين، أهذا ما نريده من حقوقنا؟ ثم إلى العرب المعنيين نتساءل: إلى متى تبقى المبادرة العربية مطروحة على الطاولة؟ ألم تقابل بالازدراء والرفض من العدو الصهيوني ومن الإدارات الأميركية؟ لماذا لا يتم سحبها الآن؟ أم أن هناك من يراهن على أن المحتلين يمكن أن يقبلوا بها بعد طول انتظار؟
المفاوضات دامت تسعة عشر عاما مع الاحتلال ـ بالرباعية تارة ومن دون الرباعية تارة أخرى ـ فماذا كانت النتائج؟ هل قبل العدو التنازل عن أي من لاءاته المعروفة؟ هل أوقف الاستيطان؟ هل أوقف تهويد القدس؟ هل توقف عن الاعتقالات ومصادرة الأراضي ونسف البيوت؟
لم يحصل شعبنا الفلسطيني طوال هذه السنين إلا على الانقسام والضعف وخسران مزيد من الأراضي والحقوق. على السلطة وقف المراهنة على المفاوضات، وعلى العرب سحب مبادرتهم، وعلى الفلسطينيين التوجه إلى الوحدة لاستعادة ورقة قوتهم، وعليهم العودة إلى منبع ثورهم الوطنية المتمثلة بالعودة إلى الميثاق الوطني الفلسطيني كما كان.
كاتب فلسطيني
صحيفة الوطن العمانية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...