الأربعاء 14/مايو/2025

ربيع النقب

ربيع النقب

حقائق ومعطيات مهمة، أكدتها المظاهرات والاحتجاجات الغاضبة لجموع أهلنا في النقب وبئر السبع، على مخططات العدو القاضية بترحيلهم من قراهم “40” قرية، ومصادرة أراضيهم “700” ألف دونم، وتحويلهم إلى لاجئين، شأنهم شأن الغالبية من أبناء شعبهم، الذين نفوا في أربع رياح الأرض.

الأولى: أن العدو الصهيوني لم يتخل عن سياسة التطهير العرقي، وبقي وفيا لنهج التميز العنصري، وماضياً في ارتكاب المذابح والمجازر وحروب الإبادة، تماهياً وانسجاماً وتجسيدًا لنهجه الصهيوني، القائم على الاحتلال والاستيطان والترانسفير. ومن هنا فإنه بإعلانه عن نيته طرد عرب النقب من قراهم، يذكر من نسي أو تناسى، بان من ارتكب مائة مجزرة منذ دير ياسين، مستعدٌ لارتكاب مائة أخرى، ما دامت أميركا تدعمه، وتحميه من تطبيق العقوبات الدولية، وما دام حلفاؤها الغربيون متواطئين معها، وضمير العالم في إجازة، والربيع العربي لم يزهر بعد.

الثانية: أن هذه المظاهرات الصاخبة التي شارك فيها أهلنا في النقب وبئر السبع كافة، وممثلو الفعاليات السياسية في الجليل والمثلث..إلخ، والتي هتفت من الأعماق “الأرض أرضنا” و”باقون هنا فوق صدوركم” و”لن نرحل”.. تؤشر على أننا أمام مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني، ازدادت صلابة بفعل صمود أهلنا في المحتل من أرضنا عام 1948، وجاء الربيع العربي؛ ليزيدها قوة وصلابة والتحاماً مع الجغرافيا والتاريخ.

ومن هنا فلن يكون بمقدور العدو الصهيوني تنفيذ جرائمه بسهولة كما تعود “فزمان أول حول”.. فهدير هذه الألوف الغاضبة هي رسالة للعدو الصهيوني، بأنها لن تترك قراها وترحل، ولن تغادر أرضها وتمضي، كما فعل أسلافها في عام 1948، بل هي مصممة على البقاء، حتى لو دمرت القرى الأربعين تدميراً تاماً، فسيعيدون بناءها مرة تلو الأخرى، كما بنوا قرية العراقيب، التي دمرها العدو “16” مرة، لتشكل ملحمة الصمود والتحدي في وجه المحتلين النازيين، والتهم الحربية المجرمة.

الثالثة: أن صمود أهلنا في النقب والجليل والمثلث، وفي كل شبر من أرضنا التي احتلت عام 48، يذكر العرب والعالم بأن هذا الشعب ورغم ما تعرض له من تمييز عنصري ومجازر ومحارق، لم ينس وطنه، وبقي متمسكاً بهذه الأرض، بعروبتها، وتاريخها وجغرافيتها العربية التي لا تنكر أهلها وربعها.

إن مقاومة عرب النقب للحفاظ على أرضهم عربية منذ أن خلقها الباري عز وجل، هي أيضاً رسالة لإخوانهم في الضفة الغربية، تذكرهم بخطيئة “أوسلو” التي جعلت الفلسطينيين ثلاثة أقسام: فتخلت السلطة عن أهلها في فلسطين المحتلة 48، وعن أهلنا في الشتات والمخيمات، وحولت المنظمة إلى سلطة في خدمة الاحتلال.

باختصار.. إن الربيع العربي الذي وصل النقب، سيزهر حتماً في كل فلسطين من البحر إلى النهر، رافعاً راية التحرير والعودة وإقامة الدولة.

إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.

[email protected]

صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...