ربيع النقب

حقائق ومعطيات مهمة، أكدتها المظاهرات والاحتجاجات الغاضبة لجموع أهلنا في النقب وبئر السبع، على مخططات العدو القاضية بترحيلهم من قراهم “40” قرية، ومصادرة أراضيهم “700” ألف دونم، وتحويلهم إلى لاجئين، شأنهم شأن الغالبية من أبناء شعبهم، الذين نفوا في أربع رياح الأرض.
الأولى: أن العدو الصهيوني لم يتخل عن سياسة التطهير العرقي، وبقي وفيا لنهج التميز العنصري، وماضياً في ارتكاب المذابح والمجازر وحروب الإبادة، تماهياً وانسجاماً وتجسيدًا لنهجه الصهيوني، القائم على الاحتلال والاستيطان والترانسفير. ومن هنا فإنه بإعلانه عن نيته طرد عرب النقب من قراهم، يذكر من نسي أو تناسى، بان من ارتكب مائة مجزرة منذ دير ياسين، مستعدٌ لارتكاب مائة أخرى، ما دامت أميركا تدعمه، وتحميه من تطبيق العقوبات الدولية، وما دام حلفاؤها الغربيون متواطئين معها، وضمير العالم في إجازة، والربيع العربي لم يزهر بعد.
الثانية: أن هذه المظاهرات الصاخبة التي شارك فيها أهلنا في النقب وبئر السبع كافة، وممثلو الفعاليات السياسية في الجليل والمثلث..إلخ، والتي هتفت من الأعماق “الأرض أرضنا” و”باقون هنا فوق صدوركم” و”لن نرحل”.. تؤشر على أننا أمام مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني، ازدادت صلابة بفعل صمود أهلنا في المحتل من أرضنا عام 1948، وجاء الربيع العربي؛ ليزيدها قوة وصلابة والتحاماً مع الجغرافيا والتاريخ.
ومن هنا فلن يكون بمقدور العدو الصهيوني تنفيذ جرائمه بسهولة كما تعود “فزمان أول حول”.. فهدير هذه الألوف الغاضبة هي رسالة للعدو الصهيوني، بأنها لن تترك قراها وترحل، ولن تغادر أرضها وتمضي، كما فعل أسلافها في عام 1948، بل هي مصممة على البقاء، حتى لو دمرت القرى الأربعين تدميراً تاماً، فسيعيدون بناءها مرة تلو الأخرى، كما بنوا قرية العراقيب، التي دمرها العدو “16” مرة، لتشكل ملحمة الصمود والتحدي في وجه المحتلين النازيين، والتهم الحربية المجرمة.
الثالثة: أن صمود أهلنا في النقب والجليل والمثلث، وفي كل شبر من أرضنا التي احتلت عام 48، يذكر العرب والعالم بأن هذا الشعب ورغم ما تعرض له من تمييز عنصري ومجازر ومحارق، لم ينس وطنه، وبقي متمسكاً بهذه الأرض، بعروبتها، وتاريخها وجغرافيتها العربية التي لا تنكر أهلها وربعها.
إن مقاومة عرب النقب للحفاظ على أرضهم عربية منذ أن خلقها الباري عز وجل، هي أيضاً رسالة لإخوانهم في الضفة الغربية، تذكرهم بخطيئة “أوسلو” التي جعلت الفلسطينيين ثلاثة أقسام: فتخلت السلطة عن أهلها في فلسطين المحتلة 48، وعن أهلنا في الشتات والمخيمات، وحولت المنظمة إلى سلطة في خدمة الاحتلال.
باختصار.. إن الربيع العربي الذي وصل النقب، سيزهر حتماً في كل فلسطين من البحر إلى النهر، رافعاً راية التحرير والعودة وإقامة الدولة.
إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.
صحيفة الدستور الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...