الأربعاء 14/مايو/2025

هذه هي حقيقة إسرائيل

هذه هي حقيقة إسرائيل

قام المستوطنون الصهيونيون مؤخراً بإضرام النار في مسجد في قرية طوبا الزنجرية التي يسكنها البدو في الجليل، وأحرقوا نسخ القرآن والكتب الدينية وقاموا بكتابة شعارات عنصرية بذيئة ضد العرب الفلسطينيين. هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها التي يقترفها الإسرائيليون فمن قبل قاموا بإحراق وهدم مساجد في مدينتي عكا ويافا وغيرهما من المناطق، وفقط وقبل أسبوعين قاموا بالاعتداء على ثلاثة مساجد في الضفة الغربية المحتلة.

لن تغرنا البيانات الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية والتي تستنكر فيها هذه الفعلة الهمجية، فحكومات “إسرائيل” المتعاقبة هي المحرّض الأساسي والرئيسي للمستوطنين ولسكانها اليهود على اقتراف هذه الجرائم العنصرية البشعة، إذ تبدأ بتربية الحقد في نفوس الإسرائيليين منذ الطفولة في رياض الأطفال، وتستأنف في المدارس بكل مراحلها وفي الجامعات أيضاً.

من زاوية ثانية فإن الحاخامات العنصريين وفي مدارسهم الدينية يستأنفون التربية للأجيال الجديدة بالمفاهيم العنصرية ضد الفلسطينيين والعرب وكل من هم غير يهود (أغيار) وضد المسلمين والمسيحيين (إلا أولئك الذين يخدمون الحركة الصهيونية) وهؤلاء الأغيار (من وجهة نظر الحاخامات) ليسوا أكثر من خدم عند اليهود.

لقد اتهمت “إسرائيل” الصهيوني الذي قام بحرق منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى بعدم السوية النفسية، واتهمت جزار الحرم الإبراهيمي في الخليل باروخ جولدشتاين بالجنون، وحكمت على من قام بإعطاء الأوامر في مجزرة كفر قاسم بأغورة (أي ما يعادل قرشاً). ومنذ كان الاحتلال فإن الجنود الصهيونيين والمستوطنين لا يحاكمون على قتلهم للفلسطينيين وبدم بارد.

ومنذ فترة شهرين أعلنت الحكومة الإسرائيلية حملتها والمسماة (بذور الصيف) الهادفة إلى تدريب المستوطنين في الضفة الغربية على الأنواع الجديدة من الأسلحة، وقامت بمدهم بالسلاح، الأمر الذي يعطي ضوءاً أخضر لهم لممارسة القتل بحق الفلسطينيين. ليس ذلك فحسب بل الاعتداء على المزارعين وخلع الأشجار والتأسيس لبناء مستوطنات جديدة،ما تلبث الحكومة الإسرائيلية أن تتبناها.هذا هو واقع التعاون بين الجيش والحكومة الإسرائيلية والمستوطنين. كل الحكومات الإسرائيلية السابقة وبخاصة حكومة نتنياهو الحالية تغدق أموالاً كثيرة على الأحزاب الدينية واليمينية الفاشية تحت دعاوى شتى (منها المساعدة على سبيل المثال لا الحصر) وتستجيب لطلبات بعض هذه الأحزاب التي تشارك في الحكومة المنصبّة على التدخل في الحياة السياسية الإسرائيلية وبخاصة حدودها للتسوية مع الفلسطينيين والعرب.

من ناحية ثانية، أين هو الفارق بين بنيامين نتنياهو والمستوطنين؟ بدواع سياسية حكومية لا يستنكر رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس الدولة شيمون بيريز جرائم المستوطنين ومنها حرق المسجد الأخير في الجليل، لكن ومثلما قلنا، فإن الحقيقة تتمثل في أن الأجهزة الرسمية الإسرائيلية هي التي تخطط جرائم المستوطنين وإلاّ ما معنى أن يُحرَم العرب في عكا ويافا مثلاً من ترميم بيوتهم والتي في كثير من الأحيان تشرف على الانهيار،الخطة الصهيونية باختصار:تهدف إلى التخلص من كل الشواهد على عروبة فلسطين بما فيها منازل السكان العرب، وذلك على طريق إنشاء دولة إسرائيل اليهودية.

حرق المساجد هو جزء من هذه المخططات الإسرائيلية فكم من مسجد في المدن والقرى المهوّدة جرى تحويله إلى نادٍ ليلي؟ وكم من مسجد تعرض للاعتداء وكم من مسجد يمنع فيه الآذان والصلاة بدعوى إزعاج السكان.

كثير من المساجد منذ عام 1948 حُوِلّت إلى إسطبلات للخيل!.

عندما يصدر الحاخامات(المفترض فيهم أنهم رجال دين سماوي بالتالي إنسانيون) فتاوى من نمط العربي الجيد هو العربي الميت، يجوز قتل العرب بمن فيهم الأطفال والنساء حتى الحوامل منهن والشيوخ) والعرب ليسوا أكثر من صراصير، وغيرها من التعليمات والفتاوى العنصرية، وعندما يتدرب الأطفال الإسرائيليون على كيفية الإصابة بالسلاح على نماذج تمثل الفلسطينيين والعرب والمسلمين… ماذا تتوقع الحكومة الصهيونية من غلاة اليمين المتطرف من المستوطنين؟ أتتوقع أن يقوموا برش العرب بالكولونيا ورميهم بالزهور؟ هذا ما يحدث في القرن الواحد والعشرين في “إسرائيل”، فهل نستغرب حرق المساجد من المستوطنين..

هذه هي حقيقة “إسرائيل”!.

كاتب فلسطيني

صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...