هذه هي حقيقة إسرائيل

قام المستوطنون الصهيونيون مؤخراً بإضرام النار في مسجد في قرية طوبا الزنجرية التي يسكنها البدو في الجليل، وأحرقوا نسخ القرآن والكتب الدينية وقاموا بكتابة شعارات عنصرية بذيئة ضد العرب الفلسطينيين. هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها التي يقترفها الإسرائيليون فمن قبل قاموا بإحراق وهدم مساجد في مدينتي عكا ويافا وغيرهما من المناطق، وفقط وقبل أسبوعين قاموا بالاعتداء على ثلاثة مساجد في الضفة الغربية المحتلة.
لن تغرنا البيانات الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية والتي تستنكر فيها هذه الفعلة الهمجية، فحكومات “إسرائيل” المتعاقبة هي المحرّض الأساسي والرئيسي للمستوطنين ولسكانها اليهود على اقتراف هذه الجرائم العنصرية البشعة، إذ تبدأ بتربية الحقد في نفوس الإسرائيليين منذ الطفولة في رياض الأطفال، وتستأنف في المدارس بكل مراحلها وفي الجامعات أيضاً.
من زاوية ثانية فإن الحاخامات العنصريين وفي مدارسهم الدينية يستأنفون التربية للأجيال الجديدة بالمفاهيم العنصرية ضد الفلسطينيين والعرب وكل من هم غير يهود (أغيار) وضد المسلمين والمسيحيين (إلا أولئك الذين يخدمون الحركة الصهيونية) وهؤلاء الأغيار (من وجهة نظر الحاخامات) ليسوا أكثر من خدم عند اليهود.
لقد اتهمت “إسرائيل” الصهيوني الذي قام بحرق منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى بعدم السوية النفسية، واتهمت جزار الحرم الإبراهيمي في الخليل باروخ جولدشتاين بالجنون، وحكمت على من قام بإعطاء الأوامر في مجزرة كفر قاسم بأغورة (أي ما يعادل قرشاً). ومنذ كان الاحتلال فإن الجنود الصهيونيين والمستوطنين لا يحاكمون على قتلهم للفلسطينيين وبدم بارد.
ومنذ فترة شهرين أعلنت الحكومة الإسرائيلية حملتها والمسماة (بذور الصيف) الهادفة إلى تدريب المستوطنين في الضفة الغربية على الأنواع الجديدة من الأسلحة، وقامت بمدهم بالسلاح، الأمر الذي يعطي ضوءاً أخضر لهم لممارسة القتل بحق الفلسطينيين. ليس ذلك فحسب بل الاعتداء على المزارعين وخلع الأشجار والتأسيس لبناء مستوطنات جديدة،ما تلبث الحكومة الإسرائيلية أن تتبناها.هذا هو واقع التعاون بين الجيش والحكومة الإسرائيلية والمستوطنين. كل الحكومات الإسرائيلية السابقة وبخاصة حكومة نتنياهو الحالية تغدق أموالاً كثيرة على الأحزاب الدينية واليمينية الفاشية تحت دعاوى شتى (منها المساعدة على سبيل المثال لا الحصر) وتستجيب لطلبات بعض هذه الأحزاب التي تشارك في الحكومة المنصبّة على التدخل في الحياة السياسية الإسرائيلية وبخاصة حدودها للتسوية مع الفلسطينيين والعرب.
من ناحية ثانية، أين هو الفارق بين بنيامين نتنياهو والمستوطنين؟ بدواع سياسية حكومية لا يستنكر رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس الدولة شيمون بيريز جرائم المستوطنين ومنها حرق المسجد الأخير في الجليل، لكن ومثلما قلنا، فإن الحقيقة تتمثل في أن الأجهزة الرسمية الإسرائيلية هي التي تخطط جرائم المستوطنين وإلاّ ما معنى أن يُحرَم العرب في عكا ويافا مثلاً من ترميم بيوتهم والتي في كثير من الأحيان تشرف على الانهيار،الخطة الصهيونية باختصار:تهدف إلى التخلص من كل الشواهد على عروبة فلسطين بما فيها منازل السكان العرب، وذلك على طريق إنشاء دولة إسرائيل اليهودية.
حرق المساجد هو جزء من هذه المخططات الإسرائيلية فكم من مسجد في المدن والقرى المهوّدة جرى تحويله إلى نادٍ ليلي؟ وكم من مسجد تعرض للاعتداء وكم من مسجد يمنع فيه الآذان والصلاة بدعوى إزعاج السكان.
كثير من المساجد منذ عام 1948 حُوِلّت إلى إسطبلات للخيل!.
عندما يصدر الحاخامات(المفترض فيهم أنهم رجال دين سماوي بالتالي إنسانيون) فتاوى من نمط العربي الجيد هو العربي الميت، يجوز قتل العرب بمن فيهم الأطفال والنساء حتى الحوامل منهن والشيوخ) والعرب ليسوا أكثر من صراصير، وغيرها من التعليمات والفتاوى العنصرية، وعندما يتدرب الأطفال الإسرائيليون على كيفية الإصابة بالسلاح على نماذج تمثل الفلسطينيين والعرب والمسلمين… ماذا تتوقع الحكومة الصهيونية من غلاة اليمين المتطرف من المستوطنين؟ أتتوقع أن يقوموا برش العرب بالكولونيا ورميهم بالزهور؟ هذا ما يحدث في القرن الواحد والعشرين في “إسرائيل”، فهل نستغرب حرق المساجد من المستوطنين..
هذه هي حقيقة “إسرائيل”!.
كاتب فلسطيني
صحيفة الوطن العمانية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...