الأربعاء 14/مايو/2025

منهج التهديدات الإسرائيلية

منهج التهديدات الإسرائيلية

يمكننا من خلال مطالعة وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نلاحظ أن الحكومة اليمينية قد بدأت تشعر بالحصار وضيق الأحوال وضعف الوسائل في معالجة الأوضاع علي الجبهة الدولية، حيث يقترب موعد اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي سيقر فيه الاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها في المنظمة الدولية، وكذلك على جبهة غزة حيث تصاعدت الاشتباكات المسلحة في الفترة الأخيرة، بل وأيضاً على مستوى العلاقات مع مصر.

في تقديري، أن لغة التهديد التي بدأت تلوح بوادرها نهاية الأسبوع الماضي من جانب المسؤولين وبعض الكتّاب، تعكس الأزمة الإسرائيلية ومحاولة إرهاب الطرف العربي ودفعه إلى تقديم التنازلات.. انظر مثلاً إلى التهديدات التي أطلقها وزير البنية التحتية “عوزي لانداو” ضد السلطة الفلسطينية وضد عباس. لقد هدد “لانداو” بإلغاء جميع الاتفاقيات الإسرائيلية مع السلطة إذا نجحت في تمرير قرار الاعتراف بإقامة الدولة الفلسطينية. هذا التهديد ليس الأول من نوعه، فقد سبقه تهديد مماثل من جانب وزير الخارجية “أفيجدور ليبرمان”. نلاحظ أن “لانداو” الذي ينتمي إلى حزب “إسرائيل بيتنا” الذي يرأسه وزير الخارجية، قد صعّد لغة التهديد، حيث قال سيتوجب على إسرائيل إذا مر القرار الدولي أن تفرض سيادتها على قطاعات الأراضي في الضفة التي تجمع القوى السياسية الإسرائيلية على ضمها، وهي الكتل الاستيطانية الكبرى وغور الأردن، لأن اتفاقياتنا مع السلطة ستصبح لاغية وباطلة.

إذن، التهديدات نفسها تفصح عن الهدف منها وهو ردع السلطة عن استكمال طريقها في الأمم المتحدة خاصة بعد أن أعلنت 191 دولة عن تأييدها للطلب الفلسطيني، ولم يتبق سوى دولتين ليكتمل نصاب ثلثي الأعضاء المطلوب لتمرير القرار. إن وزير المالية “يوفال شتايفتز” المنتمي إلى حزب “ليكود” تحت زعامة نتنياهو لم يشأ ترك وزراء حزب “إسرائيل بيتنا” وحدهم يهددون، فانضم إليهم قائلاً، إن توجه السلطة إلى الأمم المتحدة أخطر من صواريخ حركة “حماس” في غزة، وهو أمر لن يبقى من دون رد إسرائيلي.

بالإضافة إلى هذا، نلاحظ صدور بيان من رئيس هيئة الأركان يهدد حركة “حماس” بأن الرد الإسرائيلي سيكون شديداً في حالة وقوع أي هجوم على إسرائيل. وهنا أيضاً يتبين من لغة التهديد أن إسرائيل تحاول ردع الطرف الآخر، وهو نفس الهدف الذي تنطوي عليه تلويحات بعض الكتاب المطالبة بإقدام الحكومة على المبادرة بإلغاء اتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع مصر، مثلما ورد في مقال المحلل السياسي “تسيفي بارئيل” في صحيفة “هآرتس”. هذه التلويحات تهدف إلى ردع المصريين عن المطالبة بإجراء تعديلات على معاهدة السلام لبعض البنود التي لم تعد توائم المصالح المصرية العليا.

يستطيع القارئ رؤية الخط المشترك الجامع بين التهديدات على جبهة السلطة وجبهة “حماس” والجبهة المصرية. إنه خط الإرهاب ومحاولة الردع نتيجة العجز عن التصرف المناسب والعادل الذي يؤدي لإقامة الدولة الفلسطينية وإقرار السلام على الجبهتين الفلسطينيتين، والذي يؤدي إلى الأمن المتبادل مع مصر. وهذا هو نهج السياسة “اليمينية” الإسرائيلية الدائم.

صحيفة الاتحاد الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...