الجمعة 19/أبريل/2024

يوسف: معظم قيادة حماس السياسية والعسكرية بالسجون في الزنازين الانفرادية

يوسف: معظم قيادة حماس السياسية والعسكرية بالسجون في الزنازين الانفرادية

قال القيادي في حركة “حماس” في الضفة الغربية، الشيخ حسن يوسف، إن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو هو من عطل صفقة شاليط بعد أن وصلت إلى مراحل متقدمة جدا في عهد سلفه أولمرت.

وشدد الشيخ يوسف في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن محاورين صهاينة أساسيين في ملف التبادل أجروا لقاءات جماعية مطولة مع قيادات سياسية وعسكرية فاعلة في الحركة داخل السجون لبحث صفقة شاليط.

وأكد الشيخ أن هذه اللقاءات كانت تتم داخل السجون وبشكل جماعي، ولا يتم التطرق فيها إلى التفاصيل كالأسماء أو المعايير ولم تخرج عن الإطار العام للوفد المفاوض في الحركة في الخارج .

وعلى مستوى الواقع الاعتقالي، قال الشيخ  إن هناك تدهورا كبيرا في الظروف التي يعيشها الاسرى في السجون الصهيونية منذ اكثر من 8 سنوات، وعلى سبيل المثال خلال هذه السنوات تم سحب أكثر من 75 انجاز من انجازات الحركة الاسيرة ، كما ان وتيرة هذه الاجراءات زادت خلال الشهور القليلة الماضية، فقد زاد العزل الانفرادي ومنع التعليم الجامعي وعدم السماح بدخول اي كتاب بما فيها المصاحف بدعوى انها من الممنوعات، وحجب القنوات الفضائية العربية، ومنع الزيارات حيث بلغت حالات المنع لـ 800 معتقل وهو رقم كبير ومتغير دائما، كما منعت الزيارة بين الغرف او بين الاقسام في داخل السجن الواحد، وحرمت الخطباء من الانتقال من قسم الى اخر ايام الجمعة، وقللت استخدام مواد التنظيف التي يستخدمها الاسرى للغرف والحمامات ولا يدخل منها سوى القليل والقليل جدا.

وقال الشيخ “إن العزل الانفرادي شمل معظم المعتقلين لكن في كل مراحله، العدد الاكبر من المعزولين كانوا من حركة حماس، وشمل العزل معظم القيادات السياسية والعسكرية، كما ان العزل الانفرادي يعيش فيه المعتقل بمفرده لسنوات او في أحسن الاحوال يعيش مع معتقل اخر ولا يسمح له بالفسحة الا ساعة واحدة ويخرج اليها مقيد اليدين والقدمين ويفتقد لأدنى متطلبات الحياة البشرية، وان ما يفاقم من سوء العزل ان هذا العزل يكون بجوار زنازين فيها الجنائيين وتحديدا من اليهود وتجار المخدرات”.

وشدد الشيخ ان أسوء انواع العزل الانفرادي هو العزل المزود بالكاميرات، اذ يبقى الاسير المعزول تحت عين ادارة السجن اربع وعشرين ساعة، وتصور كل شيء وكل تفصيلات الحياة وعلى مدار الساعة، وهناك بعض الاسرى مضى على عزلهم اكثر من 12 عاما، كالاسير محمود عيسى من مدينة القدس وهو قائد خلية في كتائب القسام عرفت في حينه بخلية طوليدانو، والشيخ جمال ابو الهيجا مضى على عزله اكثر من 8 سنوات، وعبد الله البرغوثي 7 سنوات، وابراهيم حامد منذ اليوم الاول لاعتقاله نقل الى العزل الانفرادي.

وتابع “لقد لاحظ المعتقلين ان الاسير المعزول خاصة من يبقى لسنوات يعاني من اشكالية التأقلم مع المحيط الجديد عليه، وهو بحاجة الى معاملة وعناية خاصة”.

وبحسب الشيخ فان الاسرى المرضى داخل السجون لهم معاناة من نوع خاص، بالاضافة الى معاناة المرض فان الاسير الذي يتطلب نقله الى المستشفى، فان اجراءات نقله قد تستغرق اسابيع واشهر واحيانا سنوات فهذه الاجراءات بطيئة الى ابعد الحدود.
وعن رحلة اعتقاله، يقول الشيخ انها بدأت في الرابع والعشرين من شهر سبتمبر عام 2005 وانتهت في الخامس من الشهر الحالي، فكان الاعتقال من البيت ثم نقلت الى سجن عوفر ثم عسقلان ثم النقب ثم عوفر ثم هشارون ثم هداريم ثم ريمونيم ثم ريمون ثم النقب ثم ايشل ثم عوفر .

ومنذ اليوم الاول للاعتقال حول الشيخ الى المحاكمة وكان للنيابة العسكرية هدف واحد هو سجنه اطول فترة ممكنة اقلها 10 سنوات.

وقدمت ضده 163 شهادة عرضت امام المحكمة على انها اعترافات تدينه، واكثر من 7600 تقرير امني بمعدل اربع تقارير يومية، واكثر من 40 جلسة محاكمة على مدى عامين ونصف، لتنتهي فصولها بالحكم على الشيخ اربع سنوات ونصف ثم استأنف ليضاف الى الحكم الاصلي عام ونصف العام.

ويقول الشيخ حسن يوسف ان افادات الـ163 شخصا كانت فقط “رأيته في مسيرة، رأيته في محاضرة، رأيته في مهرجان، رأيته في خطبة الجمعة، وبعضهم ادرج في لوائح اتهامه رفع صورة الشيخ او سلمت عليه في المسجد على انها فعاليات في تنظيم محظور”.

ويتابع  الشيخ انه في اول محاكمة له وكانت بعد اسبوعين من تاريخ اعتقاله قال القاضي لممثل النيابة العسكرية ان ملف الاتهام المقدم له فارغ ولا يوجد فيه اي سبب لابقاء المعتقل داخل السجن، ولكن النيابة رفضت هذا التوجه وعملت جاهدة على تغير القاضي وهذا بالفعل ما حدث.

ويتابع “ان القاضي الذي ادار الجلسات الاولى لمحاكمتي قرر الافراج عني بكفالة ما لم تستأنف النيابة، وهذا ما حدث وعندما عرضت على محكمة جديدة وبقاضي جديد قلت له في محاضر المحكمة اتمنى من هيئة المحكمة عدم اغفال او تجاهل رأي وقرار زميلكم السابق الذي قرر الافراج عني، فرد علي القاضي بالقول زميلي السابق طالب بالافراج عنك وانا اطالب بسجنك اطول فترة ممكنة وبالفعل بعد عامين ونصف حكمني القاضي بالسجن اربع سنوات ونصف، ثم استانفت النيابة الحكم ليضاف اليه عام ونصف لتصبح ستة سنوات، وكانت تحت بند واحد بحسب ما جاء في محاضر المحاكمة بانه قرار يهدف (لردع الشيخ  حتى لا يعود الى نشاطه مرة اخرى)”.

وفيما يخص صفقة شاليط، قال الشيخ انه حصل اكثر من لقاء من مسؤولين عن ملف شاليط من الجانب الصهيوني مع قيادات معتقلي الحركة في السجون وكانت كلها لقاءات جماعية والحديث في الاطار العام للصفقة دون الدخول او التطرق الى التفاصيل، وبالتالي كل هذه اللقاءات اكدت للجانب الصهيوني ان موقف الحركة هو الموقف الداعم الذي يعبر عن الوفد المفاوض من الحركة في صفقة شاليط .

وأضاف الشيخ ان اكذوبة نتنياهو التي تقول ان الذي عطل الصفقة هم اسرى حماس، كذب وتضليل وقلب للحقائق، وهروب من مسؤولياته امام شعبه وعائلة شاليط، وهي للاستهلاك المحلي ليس الا ، لان الوقائع التي توصل اليها الجميع تقول ان الذي اوقف عملية التبادل بعد ان وصلت الى مراحل متقدمة هو رئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو.

وعن الانقسام أكد الشيخ يوسف أن الكل يعلم كيف كانت محاولة الانقلاب على الشرعية الفلسطينية التي حازت عليها الحركة في انتخابات عام 2006 ، وأضاف “هذا الانقلاب ادى الى الانقسام وما تبعه من تشتت وفرقة مزقت كل شيء”.

لكن في المقابل أبدى يوسف سرورا بالغا يوم تم توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة، وتابع “ولكن يبقى القلق والشكوك يساورنا ازاء التباطؤ والعراقيل التي توضع امام تنفيذ الاتفاق، وندعو الى القفز عن المعوقات التي تقف في تنفيذ بنود الاتفاق ومن الجيد ترحيل تشكيل الحكومة الى مرحلة لاحقة مع التأكيد انه من غير المقبول ولا يجوز باي حال من الاحوال رهن الشعب الفلسطيني بشخص واحد”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات