الجمعة 19/أبريل/2024

الخفّش: ندعو آسري شاليط لرفع سقف مطالبهم ردًّا على نتنياهو

الخفّش: ندعو آسري شاليط لرفع سقف مطالبهم ردًّا على نتنياهو

دعا مدير مركز أحرار للأسرى ودراسات حقوق الإنسان، والباحث المختص في شؤون الأسرى، فؤاد الخفش، الفصائل الآسرة للجندي الصهيوني جلعاد شاليط، إلى رفع سقف مطالبها العادلة أمام تعنت الاحتلال ورفضه إبرام صفقة التبادل، مشددًا على أن العدو سيرضخ في النهاية ويقبل إتمام الصفقة بالشروط الفلسطينية.

وقال الخفش في مقابلةٍ شاملةٍ السبت (25-6) مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، بمناسبة الذكرى الخامسة لأسر شاليط، “يجب أن تتمسك المقاومة بشروطها، وأن تعلن وبشكلٍ واضحٍ أنها وأمام تعنت الاحتلال؛ مضطرةٌ لتغيير شروطها ورفع سقف مطالبها.
وأكد أن “هذا أقل ردٍّ ممكنٍ أن يكون على تصريحات نتنياهو الذي قال إن الحفلة انتهت وإن السجون يجب أن يُضيَّق عليها، وهو يريد أن يعاقب الأسرى ويضيق الخناق عليهم”.

وشدد على أن عملية “الوهم المتبدد” التي نجحت في أسر شاليط رفعت منسوب الأمل لدى الأسرى وذويهم لاسيما ذوي المؤبدات منهم، وأن الإفراج عنهم ممكنٌ وأنه مسألة وقت، وأن الخيار الأنسب لذلك هو أسر الجنود ومبادلتهم في صفقات تبادل، بعدما ثبت أن المفاوضات لم تنجح في الإفراج عنهم.

وأشار إلى أن السبب الرئيس لعدم إنجاز الصفقة حتى الآن، هو مماطلة الاحتلال ورفضه الإفراج عن مجموعةٍ من القيادات المعروفة إلى جانب أسرى القدس والداخل الذين تتمسك حركة “حماس” بضرورة الإفراج عنهم.

ووصف الخفش نجاح كتائب القسام في الحفاظ على شاليط وإفشال كل محاولات الاحتلال في الوصول إليه، بأنه النجاح الأكبر للمقاومة “وهو الأمر الذي يجب أن تحافظ عليه بعد كل هذه التضحيات والشهداء والجهود”.

وشدد على أن مطالبة اللجنة لدولية للصليب الأحمر بدليلٍ على حياة شاليط لم تكن مطالبةً  “نزيهةً”، لافتًا إلى أنها لم تسبق أن طالبت الاحتلال بتطبيق الاتفاقات الدولية على الأسرى الفلسطينيين، ووقف الانتهاكات بحق الأسرى.

وقال :”لم نسمعه (مدير اللجنة الدولية للصليب) يطالب الاحتلال بالإفراج عن جثامين الشهداء، أو إنهاء سياسة العزل أو حرمان ذوي الأسرى من زيارة ذويهم”.

ورفض الخفش ما يثيره بعض المشككين بأن “شعبنا دفع ثمنًا باهظًا مقابل استمرار أسر شاليط”، مشددًا على أن “أسرانا الأبطال يستحقون منا التضحية والبذل”، ومتسائلاً “لماذا اعتقل نائل وفخري وفؤاد الرازم وأكرم منصور أليس من أجل أن نعيش أحرارًا؟ ألا يستحق هؤلاء أن نضحي من أجلهم؟!”.

وثمن المحاولات العديدة التي بذلتها حركة “حماس” لأسر جنودٍ صهاينةٍ، إلى جانب إدارتها البارعة للمفاوضات غير المباشرة في ملف شاليط، قائلاً إن الحركة استطاعت أن تظهر درجةً عاليةً من القدرة على التفاوض وفرض الشروط ومناورة العدو وإبداء تقدمٍ في الوقت الذي يحتاج الأمر إلى التقدم وتجميد الأمر في الوقت الذي يحتاج الأمر إلى تجميد الأمر.

وأضاف الخفش “استطاعت حماس أن تعيد الاعتبار لقضية الأسرى، وأن تعيدها للواجهة بعد أسر الجندي شاليط، وأبرزت معاناة هذه الفئة التي كادت تنسى في خضم الأحداث التي تعصف بالمنطقة”، لافتًا إلى أن محاولاتها المتكررة لأسر جنودٍ صهاينةٍ يشير إلى إصرار الحركة على إنهاء معاناة المعتقلين، ويقينها أن لا سبيل للإفراج عنهم إلا من خلال عمليات التبادل.

وشدد على أن عملية أسر شاليط أعادت الروح للأسرى ودبت الحياة من جديد لديهم وبات هناك حلم للحرية اقترب أن يتحقق لدرجة أن حياة الأسرى تغيرت بنسبة 180 درجة بعد أسر الجندي شاليط.
وفيما يلي نص المقابلة:
 
 
· مع حلول ذكرى أسر شاليط، لا تزال هذه العملية التي حملت اسم “الوهم المتبدد” تثير الإعجاب والأمل، فإلى أي حدٍ شكلت هذه العملية رافعةً لمنسوب الأمل بالإفراج عن الأسرى؟.
لو كنت استشرت بإطلاق اسمٍ على هذه الصفقة لأطلقت عليها اسم الأمل؛ لأنها بكل تأكيدٍ هي التي أعطت الأمل، وأعادت الروح لآلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب، الذين طحنت رحى القيد أعمارهم كل هذه السنين، كما أنني أرفض أن أطلق على هذا التاريخ اسم ذكرى شاليط بل هي ذكرى الوفاء للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. لقد آن الأوان أن نبرع باستخدام المصطلحات التي تمجد أبطالنا وتسلط الضوء على قضيتهم وبطولاتهم ومعاناتهم.

لقد كان الأسرى يعيشون قبل أسر شاليط في سجون الاحتلال مرحلةً صعبةً وغايةً في الصعوبة وكان هناك تذمرٌ كبيرٌ من قبل قيادات الحركة الأسيرة ومن مضى على اعتقالهم عشرات السنين لعدم وجود بارقة أمل تشير إلى قرب الإفراج عنهم. لقد كنت عام 2006 في سجون الاحتلال، وأفرج عني في منتصف شهر مايو 2006 وقد التقيت بهذا الاعتقال برموزٍ وقياداتٍ من الأسرى القدامى وقد لمحت في عيونهم وسمعت منهم عتبًا كبيرًا واستغراب أن المقاومة قبلت أن يبقوا كل هذه المدة داخل الأسرى وكانوا محقين بذلك. ودعني أذكر موقفًا عايشته بنفسي بعد اعتقال القائد زاهر جبارين عام 1993 وحكمه بالمؤبد لتأسيسه كتائب القسام في الضفة، كان يلوم بشكلٍ كبيرٍ على بقاء الأسرى كل هذه المدة داخل الأسر وكان يقول “مستحيل أن أبقى وأن تسمح حماس أن أبقى كل هذه المدة بالأسر” وفي عام 2003 تحدثت مع زاهر والتقيته فوجدته يتحدث بذات الروح وكان يسأل لماذا أنا داخل الأسر كل هذه المدة؟.

عام 2006 وُضِعَ حدٌ لهذا السؤال ليس بالنسبة لزاهر جبارين فقط بل لكل الأسرى وبالذات القدامى منهم، فقبل أيام حلت ذكرى دخول ثاني أقدم أسير في السجون عامه الـ34 (فخري البرغوثي).

لقد كانت الصفقة بمثابة الروح التي عادت للجسد فالأسرى القدامى الذين يصل عددهم لـ 300 أسيرٍ معتقلٍ قبل توقيع اتفاقية أوسلو، دبت الروح في أجسادهم المريضة، وسرى دم الشباب في أجسادهم التي نخرتها السنين، وأفقدتها قوتها الأدوية المجربة عليهم.
صفقة الأمل أعادت الروح لأهالي أسرى الداخل، وأهالي أسرى القدس الذين أهملتهم كل صفقات حسن النوايا التي تمت ما بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية، والتي لم تتمكن من الإفراج عن مناضلٍ واحدٍ أصاب جنديًا محتلًا.

صفقة الأمل جعلت أمهات الأسرى تبحث عن عرائس لأولادهن، وجعلت حلم الحرية يقترب وباتت العائلة تجهز وتشيّد منزل الأسير المحرر.

صفقة الأمل أعادت نضارة وجوه الأسيرات وباتت الأسيرة المحكومة بالمؤبد -وأمام تصريحات المقاومة- تحلم بالحرية والعودة والحياة وبتكوين بيت، جعلت أحلام التميمي تطلب من المقاومة الإفراج عن ابن عمها وزوجها نزار فترد عليها المقاومة “إنه أقل الواجب لك يا أحلام”.

صفقة الأمل جعلت قادة السجون يقولون لمصلحة السجون الصهيونية إن أيامنا باتت قريبة لقد أعادت هذه الصفقة الروح للأسرى وذويهم وكان عنوانها أن المقاومة ما نسيت رفاق السلاح.
 
 
مراحل المفاوضات
· هل يمكن أن نستحضر أهم التطورات التي تخللت ملف المفاوضات لإنجاز الصفقة؟
مما لا شك فيه أن هذه العملية نوعية بكل ما تحمل الكلمة من معنى فهي أول مرةٍ تنجح فيها عملية أسر جندي داخل حدود فلسطين التاريخية، وهي المحاولة العاشرة لحركة حماس، في البداية شكلت العملية ونوعيتها وتوقيتها بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية هزةً بكل ما تحمل الكلمة من معنى للكيان الذي فقد صوابه من نوعية العملية .

وكانت ردة الفعل الأولية لسلطات لاحتلال أنها لن تتفاوض مع حماس إطلاقًا على اعتبار أن حماس منظمةٌ إرهابيةٌ، وهي لا تتفاوض مع إرهابيين على حد وصفها. وكانت تتأمل أنها تستطيع أن تصل لمكان الجندي سواء كان بقتله أو بتحريره.

وهذا ما حذرت منه أنا شخصيًا مع أول ساعةٍ أعلنت في المقاومة أسرها شاليط واستمر بحث الاحتلال عن شاليط فترة العام بشكلٍ كاملٍ واستخدم الاحتلال كل إمكاناته واستخباراته واستعان بكل العملاء والأقمار الصناعية وحملات الترغيب من عرض مبالغ مالية كبيرة لمن يرشد على مكان شاليط، ولكن محاولاته فشلت فاعتمد على أسلوب اعتقال النواب وقيادات الشعب وأطلق حملةً دوليةً كبيرةً للتعريف بشاليط، والظروف التي يعيشها شاليط، ونجح في جعل قضية شاليط قضية رأي عام دولي، واسم معروف عالميًا ومن ثم لجأت لدك قطاع غزة بالصواريخ وقتلت الآلاف من أجل الضغط على المقاومة.

ولكن هذه المحاولات فشلت، الأمر الذي جعلها تلجأ لقبول الوساطات والتي تمثلت أولا بمصر والنظام القديم الذي لم يكن نزيها حسب معاييرنا وقد كنت من أوائل من طالب المقاومة عدم الاعتماد على الوسيط المصري، وضرورة تدخل طرفٍ أوروبيٍ واقترحت وقتها ألمانيا على اعتبار أنها صاحبة خبرةٍ كبيرةٍ في إتمام مجموعة من الصفقات المعروفة.

واعتبر هذا انتقالا جديدًا لمرحلةٍ جديدةٍ فقدم الطرف الجديد مقترحاتٍ كثيرةً واستطاع أن يخرق حاجز الصمت والسكوت وأصبح هناك حديثٌ عن أرقامٍ وأعدادٍ وكسرٍ لحاجز الجليد وفي هذه المرحلة -وحتى اللحظة- استطاعت المقاومة البقاء متمسكةً بمطالبها وشروطها وترفض كل الضغوط، وكانت مرحلة ما بعد حرب غزة وسقوط نظام مصر ودخول مرحلةٍ جديدةٍ حديث الاحتلال عن قبوله بتقديم تنازلاتٍ مؤلمةٍ، ودخول الطرف التركي والنظام المصري الجديد وحديث قادة الاحتلال عن ضرورة تقديم تنازلاتٍ وهذه مرحله هامة.

خلال هذه المراحل كان هناك صفقة الإفراج عن الحرائر في أوائل أكتوبر 2009 والتي أظهرت الجندي على قيد الحياة مقابل الإفراج عن مجموعة من الأسيرات الفلسطينيات والتي استجابت بها حماس للوساطات وأن شاليط على قيد الحياة بالذات بعد صفقة حزب الله التي خرج خلالها جنود الاحتلال أشلاء وأموات.

الآن هناك مرحلةٌ جديدةٌ، وهي دخول الأتراك على الخط وتقديم اقتراحات الإفراج عن العدد الذي تريده حماس، ولكن أن لا يكون من بين المفرج عنهم من كان له علاقة بأي عملٍ استشهادي وأن يتم إبعاد مجموعةٍ للخارج، وهنا كان هذا تقدمٌ وتطورٌ وقد كان هذا الكلام قبل فترةٍ بسيطةٍ جدًا قبل أشهر وقد تم تداول الأمر مع السجون التي رفضت الأمر، حيث سيتم استثناء عددٍ كبيرٍ من قيادات حماس بالذات إبان انتفاضة الأقصى، وغيرهم من الأسرى القدامى، وقد تدخلت السجون هذه المرة بقوة؛ الأمر الذي أدى إلى تغير طاقم المفاوضات حسب ما تناقلت وسائل الإعلام وأكدته مصادر السجون، وأصبح هناك طاقمٌ جديدٌ يستمد نفسًا كبيرًا من الأسرى وهو ما يفسر عزل قيادات حماس في السجون هذه الفترة والذي يدعي الاحتلال علاقتهم وطلبهم للمقاومة التمسك بشروطها.

الآن بتقديري أن الاحتلال يجب أن يذعن لشروط المقاومة ويجب أن يكون الأسرى هم أصحاب هذه المبادرة لأنهم أعلم الناس بظروف السجون وأوضاعها.
 
 
· بشكل فعلي صفقة التبادل تراوح مكانها. لماذا برأيك؟ وما الذي يعيق تحقيق الصفقة؟ وماذا عن مطالب الفصائل؟
تركيبة المحتل وعنجهيته وخوفه من أن تحقق الصفقة انتصارًا جديدًا لحماس، ورعبه من أن الإفراج عن أسرى الضفة وعودتهم للضفة، سيشكل تهديدًا لأمن الاحتلال بالإضافة إلى العقلية التي يفكر بها المحتل، والذي لا يمكن له أن يتخيل أن يتم الإفراج عن شخصٍ أسأل دم صهيوني، هذه هي الأسباب التي تعيق تحقيق وإتمام الصفقة، هذا من جانب ومن جانبٍ آخر فإن رئيس حكومة الكيان نتنياهو هذا الشخص المتطرف هو من قال يومًا في كتابه (رجل تحت الشمس) إن من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها دولته كانت صفقة 85 والتي كانت سببًا في اندلاع انتفاضة الحجارة 87 والتي أفرج خلالها عن الشيخ أحمد ياسين.

تركيبة الاحتلال وعدم رغبته أن يبدو ضعيفًا صاغرًا أمام حماس وإخراج الضفة من المأزق الحالي وم

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات