الأربعاء 27/مارس/2024

النائب عطون: قرار إبعادنا سياسي بامتياز وآثرنا البقاء في القدس حتى لا نفرط بحق ش

النائب عطون: قرار إبعادنا سياسي بامتياز وآثرنا البقاء في القدس حتى لا نفرط بحق ش

مع اقتراب مرور عام على بدء نواب مدينة القدس أحمد عطون، ومحمد طوطح، والوزير السابق المهندس خالد أبو عرفة، اعتصامًا في مقر الصليب الأحمر بالشيخ جراح في القدس المحتلة، ردا على القرار الصهيوني بإبعادهم عن المدينة المقدسة، وسحب هوياتهم ، أجرى مراسل ” المركز الفلسطيني للإعلام ” في مدينة القدس، مقابلة مع النائب المهدد بالإبعاد أحمد عطون، أكد خلالها أن قرار إبعادهم عن مدينة القدس هو قرار سياسي بامتياز ولا مسوغ قانوني له، وأنهم كمهددين بالإبعاد آثروا البقاء بالقدس والاعتصام بها حتى لا يفرطوا بحق شعبهم ومقدساته.

خلفية القرار الصهيوني
وعن قرار الإبعاد وخلفيته قال النائب عطون، إن قرار الإبعاد صدر عن حكومة الاحتلال بعد انتخابهم في المجلس التشريعي عام 2006 ، حيث طلب منهم وزير داخلية الاحتلال آنذاك “بار اون” في 29/5/2006، الاستقالة من المجلس التشريعي الفلسطيني كما هددهم بسحب الهويات المقدسية منهم بحال عدم الاستجابة للطلب.

وأشار عطون إلى أن هذا الطلب رفض رفضا قاطعا من قبل نواب القدس ووزيرها السابق، الذين أكدوا للوزير الصهيوني بأن الجهة الوحيدة المخولة بطلب تقديم استقالتهم هو من رشحهم وانتخبهم للمجلس التشريعي كممثلين عن مدينة القدس.
وأوضح النائب عطون بأن القرار الصهيوني تأجل بسبب اعتقالهم في شهر 6/2006، بعد أقل من شهر من صدوره ضمن حملة شنها الاحتلال بحق نواب المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح ووزراء الحكومة الفلسطينية العاشرة من الضفة الغربية والتي ترأسها الأستاذ إسماعيل هنية.

وذكر عطون أنه تم استدعاؤهم فور الإفراج عنهم، بعد اعتقال دام أكثر من ثلاث سنوات ونصف، من قبل قائد شرطة الاحتلال وتم تسليمهم قرار بالإبعاد عن حدود ما تسمى “دولة إسرائيل” وذلك بحجة عدم الولاء لدولة الكيان، وتم إمهالهم مدة شهر لمغادرة القدس إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة أو خارج فلسطين المحتلة.

وتابع عطون بأنه تم الاستعانة بطاقم من المحاميين القانونيين واللجوء إلى القضاء في دولة الاحتلال لتفعيل قضيتهم مع قناعتهم أن القرار هو سياسي بامتياز، وليس قرارا قانونيا، وأكد أنه لا زالت هناك جلسات تعقد في ما تسمى المحكمة العليا الصهيونية ولم يتم اتخاذ أي قرار نهائي بخصوص قضيتهم ويتم تأجيلها بشكل مستمر، وأن حكومة الاحتلال وجدت نفسها في موقف محرج لأنها تشرعن لنفسها القوانين حتى الدولية منها، وتم تعيين جلسة في السادس والعشرين من شهر تموز/يوليو القادم للنظر في قضيتهم.

واعتبر النائب أن هذه الخطوة هي الأولى من نوعها، التي يتم فيها اتخاذ قرار بإبعاد مواطنين من القدس المحتلة على خلفية الانتماء السياسي، مؤكداً أن هذا الأمر يخالف القوانين والمواثيق الدولية واتفاقية جنيف، ويتعارض مع القانون داخل دولة الاحتلال.
 
وتتطرق النائب عطون خلال حديثه إلى ما كان يقال داخل أروقة المحاكم، مؤكدًا أن هذا القرار هو سياسي، ويجب التوصل إلى تسوية بين الجهات السياسية لدى الاحتلال والمؤسسة الأمنية الصهيونية للوصول إلى حل هذه القضية.

الاعتصام بمقر الصليب الأحمر

وفي تعليقه على قيام النواب باللجوء إلى مقر الصليب الأحمر للاعتصام فيه أكد النائب المهدد بالإبعاد أن ذلك لم يكن خوفا من الاعتقال وإنما لإبراز ورفع أصواتهم عاليا لفضح الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين خاصة المقدسيين منهم، ومن أجل إغلاق باب الإبعاد بحق كوادر وقيادات العمل الوطني والسياسي في مدينة القدس، حيث كان من المقرر إبعاد 315 شخصية من القدس، وتم تأخير هذا الإجراء بسبب اعتصامهم وإقدامهم على مثل هذه الخطوة.

وشدد بأنه لا زال في جعبتهم الكثير من إمكانيات الصمود والصبر والتحدي من أجل فضح جرائم الاحتلال وفضح صمت المجتمع والمنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، في الوقت الذي تنتهك أمامهم المواثيق الدولية، واستهجن الصمت حيال قضيتهم، متسائلًا “لو اتخذ هذا الإجراء بحق برلمانيين آخرين منتخبين بشكل ديمقراطي ونزيه كما حصل معنا فهل يا ترى سيكون الموقف الدولي نفسه ؟!”.

كما شدد عطون وبالرغم من صعوبة الوضع الذي يعيشونه داخل خيمة الاعتصام، على  أن لديهم الاستعداد للصمود لأن قدسهم وشعبهم يستحق منهم أكثر من ذلك، وأضاف “كان باستطاعتنا البحث عن الراحة والتخلص من هذا الواقع المرير جراء استمرار الاعتصام والخروج من مدينة القدس، لكننا آثرنا البقاء والصبر حتى لا نفرط بحق شعبنا وأمتنا، وهذا الأمر يشرفنا أمام الله تعالى لقيامنا بواجبنا”، قائلا “على التاريخ أن يسجل هذا الصبر والصمود”.

معاناة أهل القدس
وتطرق عطون إلى المعاناة التي يتعرض لها سكان مدينة القدس وأنهم يقفون خجلين أمام معاناة وتضحيات شعبهم الذي يقدم الشهداء وتهدم بيوته وتصادر أرضه، وكذلك أمام الأسرى الذي قدموا عشرات السنوات خلف القضبان، معتبرا أن معاناتهم ما هي إلا جزء من معاناة شعبهم، وقال “إنه شرف لنا أن جعلنا الله وأهل مدينة القدس وحبانا بأن كنا رأس حربة في الدفاع عن القدس والمقدسات، وكذلك مفخرة لنا بأن جعلنا الله في هذا المقام والمكان لنشكل آية من الصمود”، مؤكدًا أن لديهم الاستعداد الكامل للتضحية بأرواحهم وكل ما يملكوا من أجل القدس والأقصى، فهما يستحقان أكثر من ذلك بكثير.

ولفت النائب النظر إلى معاناة عائلاتهم كنواب معتصمين منذ ما يقارب العام، وقال إنه لا يمكن التعبير عن الحالة الإنسانية بكلمات لأن الأمر صعب، وهذا شيء طبيعي لأن الفطرة الإنسانية تقتضي بأن نكون بين أهلينا وأبنائنا وأزواجنا نشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ولكن بفضل الله تعالى ولإيمان ذوينا بعدالة قضيتنا فإنهم وقفوا مؤازرين لنا ومساندين، ولم يشكلوا أي عبء عليهم، لأنهم يدركون ويجلون ما نقدمه من التضحية لثباتنا على حقوقنا”، وأشار إلى أن  معاناتهم لم تتوقف مع الاحتلال منذ عشرات السنين ما بين سجن واعتقال وهدم بيوت، حيث تربى أبناؤهم وعائلاتهم على هذه المعاناة.

رسالة النائب
كما وجه عطون رسائل إلى جهات عدة أولاها إلى أهل مدينة القدس وسكانها الذين يعانون الأمرين تحت نير الاحتلال، وداعيا إياهم إلى مزيد من الصبر والتحدي، وثمن هذا الصمود والإصرار لأهل القدس والداخل الفلسطيني الذين يدافعوا عن أقدس مقدسات الأمة وعن كرامتها، وأكد أنه بمجرد وجودهم منذ عشرات السنين تحت الاحتلال، فهو دليل على أنهم لم يفرطوا بأرضهم ولا زالوا يذودون بالدفاع عنها ويقدمون كل ما يستطيعون بالرغم من معاناتهم المستمرة.

ووجه رسالته الثانية إلى العالم العربي والإسلامي شعوبا وحكاما، وإلى القيادة الفلسطيني، متسائلًا “ماذا فعلوا للقدس والأقصى وماذا فعلوا لتعزيز صمود أهلها فالقدس تمثل الماضي والحاضر والمستقبل وهي جزء من عقيدة الأمة، والأصل أن تكون هناك خطة طوارئ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مدينة القدس”. وقال بأن الرسالة التي يوجهها إلى العالم العربي والإسلامي هي نفس الرسالة التي وجهها ذلك الشاب المسلم إلى القائد صلاح الدين الأيوبي وقال فيها:

يا أيها الملك الذي لمعالم الصلبان نكس
جاءت إليك ظلامة تسعى مــن البيت المقدس
كل المساجد طهرت وأنا على شرفي أدنس

وطالب عطون الشعوب والحكام بمزيد من العمل والقيام بواجبهم، وقال “لأن الكل مقصر ويستطيع ضمن ظروفه وإمكاناته تقديم الكثير لنصرة القدس ولتعزيز صمود أهلها أمام الاستهداف الصهيوني حتى يعود الحق لأهله وتحرر القدس والأقصى من دنس المحتلين .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات