من أجل عيون أمريكا

الا ان المثير في تلك الوثائق ان هذه الجرائم كانت تجري بشكل موثق ومتعمد مع سبق الاصرار مع الاجهزة الامنية العراقية وبمعرفة الحكومات العراقية المتتابعة وعلمها والتي لم تحرك ساكناً هذا ان لم تشارك فعلياً .ولقد صورت الكاميرات وسجلت الاقلام ونقل المراسلون عن تدمير مدينة الفلوجة بالطائرات والصواريخ والمدفعية الامريكية بعد محاصرتها من جميع الجهات وقطعها عن العالم الخارجي ،وأعمل القتل ضد اهالي الفلوجة بشكل ممنهج وهمجي لم يسبق له مثيلا في التاريخ الا في مذابح تدمير بغداد على ايدي التتار وقتل مئات الالاف من اهلها ،ومثل ذلك مذابح الصليبيين في القدس وغيرها من ربوع الاسلام .لقد سمعنا الناطق باسم الحكومة العراقية اثناء وبعد مجزرة الفلوجة يهون ويخفف من خطورة هذه المجزرة ومثيلاتها ..لقد أبعدت فضائيات وصفي مراسلون وقتل صحافيون من اجل اخفاء الحقيقة حول تلك الجرائم، ولكن رغم ذلك لا بد للحقيقة أن تسطع كما شمس النهار ولا بد أن يماط اللثام عن المجرم الحقيقي الذي خطط ونفذ وشارك بل وصمت.
يأبى التاريخ الا ان يفضح جرائم امريكا حامية حمى الديموقراطية وراعية حقوق الانسان خاصة الانسان العربي لتظهر حقيقة هذا الامريكي الذي روجت له الانظمة العميلة في المنطقة انه جاء ليملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا واستقبلت الدبابات وراجمات الصواريخ بالارز والورود وزغاريد النساء لتظهر تلك الصورة البشعة لذلك الامريكي بدون رتوش ولا تزوير .. ثم بعد ذلك توضع فضائيات واشخاص وفصائل ومنظمات مقاومة بل ودول على قائمة الجهات الداعمه للارهاب.
ان امريكا ما كان لها ان تدوس الانسان العربي والمسلم مهما بلغت قوتها لولا مساهمة ومشاركة الانظمة الحاكمة التي جيء بها على ظهور دبابات الاحتلال، ولولا الاحزاب العميلة المشبوهة التي مهدت للاحتلال وهيئت الساحة لذلك الا ان هذه الاحزاب تفاجأت عندما استعملتها امريكا لمرة واحدة ثم القت بها في سلة المهملات ومن ثم الى مزابل التاريخ
ان تستر امريكا واجهزتها وشركاتها الامنية على عمليات التعذيب والقتل والسحل واخفاء الجثث وسحق النفس الادمية واهانة بني البشر وقمع الحريات وكتم الانفاس وملاحقة كل مشتبه يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الكل شريك ويدور في نفس الدائرة.
ان امريكا التي سمحت لنفسها ان تتجسس على دول صديقة وشريكة لها في حملاتها الاعلامية والعسكرية فيما يسمى بالحرب على الارهاب وذلك باستخدام قواعدها الموجودة في تلك الدول او في المطارات والمعسكرات من اجل استجواب المشتبه بهم دونما حياء او خجل او دبلوماسية الا ان هذه الدول شعرت بالاهانة وخرجت عن صمتها وكشفت المستور واعتقلت ضباط ال(C.I.A )بل قامت بمحاكمة هؤلاء الضباط واصدرت بحقهم الاحكام المتناسبة مع حجم الفعل.
لقد قامت امريكا باعتقال تعسفي بحق الكثير من الشباب المسلم بعد غزو افغانستان ووضعتهم في سجن غوانتنامو في منطقة نائية بعيدة كل البعد وفي ظروف غاية في القسوة حيث تعرض هؤلاء السجناء لأساليب بربرية قاسية يصعب على القلم ان يصف تلك القسوة التي لقيها هؤلاء الناس كل ذلك في اشارة ان من يسيء الى الانسان الامريكي- السوبر مان –سيكون مصيره الويل والثبور وعظائم الامور يجب ان يسخر كل العالم بانظمته وقادته واجهزته لخدمة وحماية (الكاوبوى) الامريكي لأن ما سوى الامريكي ليس من صنف البشر ولا يساوي في المفهوم الامريكي ثمن ساندويشة (الهمبورغر )او زجاجة البيبسي.
لقد راينا المحققين الامريكين ياخذون صورا تذكارية مع السجناء العراقيين في سجون النظام الحاكم وهم في حالة مزرية من الجوع والتعب والاجهاد والعري شبه الكامل وهذا ما فعله شركاؤهم الاسرائيليون مع الاسرى الفلسطينيين.
ان مما يدمي القلب ان نجد دولا بكامل مؤسساتها واجهزتها الامنية واحزابها ورجالاتها المتعددة من سياسيين وعسكريين وامنيين في خدمة الدور الامريكي في العراق وغيرها من دول المنطقة.
لقد كان المتحدث العراقي بعد هذه الفضيحة فاقدا لكل معنى من معاني الانسانية ناهيك عن الوطنية وهو يبرر ويهون من شأن هذه الوثائق وانها كشفت في وقت مقصود الهدف منه منع تشكيل الحكومة العراقية برئاسة الملهم المالكي … ثم قال هذا ( الفهلوي ) ان الذي عمل على كشف هذه الاوراق في هذا الوقت بالذات هدفه خلط الاوراق على الساحة العراقية..!
ان ما حصل في الفلوجة زمن اياد علاوي من دمار شامل طال كل نواحي الحياة الانسانية جراء قصف الطيران الامريكي ودون هوادة اياما وليالي حيث شمل الدمار كل شيء وملأت الجثث الشوارع ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منها سوى الكلاب تنهشها وتاكل ما بقي منها .. كان رد الحكومة العراقية في ذلك الوقت لا يقل تفاهة عن البيانات الامريكية فاي انظمة هذه واية حكومات ووزراء ووزارات ومؤسسات كلها في خدمة المحتل
لقد دفع العراق وشعب العراق ثمن امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل التي لم يكن يملكها اصلا وبقي راس النظام الذي وضعته امريكا سالما وهاهو الشعب الباكستاني يدفع نفس الثمن ومثله الشعب الصومالي والافغاني وكذلك الشعب الفلسطيني وشعوب اخرى وكما قال احد المراسلين.. ان امريكا تسلح الجيش الباكستاني ولكنها تقصف الشعب الباكستاني وامريكا تتعامل مع الظام الباكستاني امنيا ولكنها لا تثق بمخابراته وهي تدعم باكستان ماليا ولكن ليس على حساب الهند
ان وضع العراق الماساوي لا يختلف كثيرا عنه في عالمنا العربي والاسلامي فها هو صديقنا ( دايتون ) وخليفته مولر يساعدون الشعب الفلسطيني في مجال الامن وتأسيس اجهزة امنية قوية وفي نفس الوقت يشرفون على اعتقال وتعذيب الشعب الفلسطيني .اننا امام هذه الوثائق المخزية والتقاريرالمؤسفة حول دور امريكا في اهانة شعوب المنطقة العربية والاسلامية وسط تواطؤ مشين من الانظمة تلك الوثائق التي تحدثت عن مأساة العراق لا بد ان ياتي يوم يكشف فيه المستور عن خطورة دور امريكا واسرائيل فيما يتعرض له الانسان الفلسطيني اليوم.
ان اخشى ما نخشاه اننا مقبلون على مرحله غاية في الخطوره اذا استمرت الاعتقالات بهذا الشكل المهين المستمر بان تخرج الامور عن السيطرة وتدخل بلادنا خاصة في فلسطين في مرحلة لايعلم لنا منها مخرجا الا الله وكما كشفت صحيفة الغارديان البريطانية حول دور الادارة الامريكية المباشر في الحرب على حركة حماس ، ثم ان امريكا واسرائيل تغذيان الشعور لدى السلطة الفلسطينية وببيانات كاذبة ومضخمة عن خطر حماس على السلطة الفلسطينية والسلطة تصدق ذلك مما يؤدي الى استمرار عمليات الاعتقال والتعذيب وربما ابعد من ذلك.
ان الرد الرسمي العربي حول هذه الجرائم مؤسف ومقلق ولا يقنع المواطن العربي باي حال ويضيف الى المواطن العربي مخزونا جديدا من الهم والضغط النفسي وحالة من الاحتقان التي قد تتفجر باي وقت وقد يكون لها نتائج غير محسوبة ولذلك فان المطلوب من الجميع وعلى راسها الانظمة واجهزتها ان تبدا عملية مصالحة مع شعوبها وان تزيل حالة الاحتقان وان تنحاز الى جانب هذه الشعوب قبل ان تلفظها تلك الشعوب غير ماسوف عليها مهما كان ثمن ذلك ثم ان ما جرى من كشف لهذه الوثائق يجب ان يدق ناقوس الخطر وبشكل فوري عند كل الجمعيات الحقوقية والانسانية والفصائل الفلسطينية من اجل وقف الاعتقال السياسي وانتهاك حقوق الانسان الفلسطيني لان الانسان الفلسطيني لا يستحق هذا الالم وهذا العذاب وهذه الاهانة التي تتراكم يوما بعد يوم والتي سيكون لها نتائجها الكبيرة والخطيرة ان استمرت
واخيرا فإن الطغيان مهما على وانتفش فهو الى زوال ثم ان ارهاصات زوال وانهيار امبراطوريات الظلم وعلى رأسها امريكا بادية للعيان اكثر من اي وقت مضى، وما سقوط وانهيار نظام شاه ايران والاتحاد السوفيتى السابق عنا ببعيد.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...