المختطف مهند نيروخ.. حكاية أيام وأحلام حصدتها قيود ذوي القربى

اختطفته أجهزة أمن “المخابرات العامة” التابعة لعباس في محافظة الخليل بتاريخ (10-10-2008)، وما زال قيد الاختطاف في سجن أريحا، وتم اختطاف كل من والده وأخويه محمد ومصعب في نفس الفترة، حيث قضى والده عدة أيام وأخوه مصعب 4 شهور عند أجهزة أمن “المخابرات”، ومن ثم شهرين عند “الوقائي”.

تعرض مهند خلال فترة اختطافه لمراحل صعبة وفترة تحقيق شديدة ذاق فيها أقسى أنواع التعذيب شملت الشبح على الكراسي وعلى الأبواب والحرمان من النوم وسحب الفراش والأغطية برغم الجو البارد، بالإضافة إلى “الفلقة” (وهي التعليق من القدمين بحبل مربوط طرفاه بخشبة) والمنع من الزيارة والإهانات والشتائم بشكل مستمر، وذلك تسبب في أصابته بغيبوبة استمرت لعدة أيام وأصيب بنزيف حاد، ما أدى إلى نقل عدة وحدات من الدم له، كما أصيب بعدة كسور بأصابع يديه وقدميه وجروح بالغة بالجسم.

بعد فترة من التحقيق القاسي التي دامت سبعة شهور في سجن الخليل تم نقل مهند إلى سجن “المخابرات” في أريحا بقصد إرهاق المختطف وإرهاق أهله، حيث بعد المسافة وصعوبة المواصلات والتكاليف الباهظة والحرارة المرتفعة والحبس الانفرادي والحشرات الضارة وفرض العقوبات النفسية على المختطف ومنعه من الحديث مع أيٍّ من المختطفين الآخرين والمنع من الخروج للساحة، ووصلت المعاناة لذوي المختطف في ساحات الانتظار الخارجية إذ ينتظرون تحت أشعة الشمس دون استراحة أو مقاعد، بالإضافة إلى جلوس أحد المحققين مع الأهل أثناء فترة الزيارة ليسمع ما يدور من حديث.

المختطف حصل على قرارٍ بالإفراج من ما يسمى بـ”محكمة العدل العليا” في رام الله بتاريخ (3-2-2010م)، وبالرغم من أن القرار صدر من أعلى سلطة قضائية في رام الله وبرغم المناشدات والمذكرات الصادرة من عدة جهات، إلا أن أجهزة أمن “المخابرات” لم تنفذ القرار، وواصلت اختطافه، حيث لا يزال مع رفاقه يعانون من السجن والحرمان والتعدي على حريتهم وحقوقهم بلا وجه حق ولا مبرر قانوني.