باب التوبة للعملاء.. انزعاج صهيوني وانقضاء نصف المدة الممنوحة

مارس العملاء مع العدو الصهيوني عبر تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني الكثير من النشاطات لصالح الاحتلال؛ فجمعوا المعلومات عن الشعب وعن المقاومة، وعملوا على إثارة الفتنة وبث روح الهزيمة، وأسهموا في إذكاء روح العداء بين الفلسطينيين، ومارسوا القتل والتخريب، وأسهم بعضهم في مزيد من الإسقاط الأمني؛ فساعدوا الاحتلال على إسقاط آخرين من أبناء الشعب الفلسطيني، ولم تتوقف مهماتهم القذرة إلى هنا، بل امتدت إلى مهمة إفساد ما يمكن إفساده من الفلسطينيين، من خلال المخدرات والجنس وغيرهما.
الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية قررت تشكيل الحملة الوطنية لمواجهة التخابر مع العدو من أجل وضع حد لقضية العملاء، وتعميق الوعي بمكائد اليهود، ومقاومة محاولاته في إسقاط أبناء الشعب الفلسطيني في حبائله المتمثلة في مستنقع ووحل الخيانة والسقوط الأمني، والعمل على إنقاذ من يمكن إنقاذه من المتورطين في العمالة مع العدو.
قلق وترقب وحذر صهيوني
ويؤكد الدكتور عدنان أبو عامر المتخصص في الشأن الصهيوني، في حديث خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”؛ أن سلطات الاحتلال، لا سيما الأجهزة الأمنية الصهيونية (المخابرات والشاباك وغيرهما)، يتابعون الحملة وفعالياتها بشكل جيد وبترقب وقلق وحذر، مبينًا أن الاحتلال متخوف من أن يكون رد فعل هذه الحملة عودة العملاء إلى الصف الفلسطيني عن غيهم وخيانتهم شعبهم.
وأضاف أن الاحتلال يحاول أن يقوم بحملة مضادة لهذه الحملة الوطنية؛ حيث يسعى إلى دعوة عملائه وتحريضهم على ألا يستجيبوا للحملة الوطنية، ومن ثم دعوتهم إلى الاستمرار في خدمته والتخابر معه، ومحاولة الاستمرار في عمالتهم وعدم التراجع عن ذلك، مشيرًا إلى أن الكيان الصهيوني يواجه مشكلة أمنية في قطاع غزة، خاصة بعد مواجهة مشكلة العملاء بجهود أمنية من المقاومة والحكومة في القطاع.
وقال أبو عامر: “إن “إسرائيل” تنظر بعين المتابعة إلى هذه الحملة، وفي المستوى السياسي والاستخباراتي الصهيوني ينظرون إلى أن مشروعهم في قطاع غزة آخذ في الزوال والانحسار، لا سيما في الجهود الأمنية المبذولة في هذا الإطار، ومن ثم وضع حد لظاهرة العمالة والتخابر مع العدو”، مؤكدًا أن الكيان الصهيوني متخوف من مغبة فشل جهوده الاستخباراتية، مبينًا أن الصهاينة لا يعلنون ذلك عبر وسائل الإعلام، وإنما يديرون ذلك من وراء الكواليس.
التخابر عمل شائن دنيء
من جهته يقول الأستاذ وفا عياد الناشط في مجال الشباب والمشرف العام على شبكة مساجدنا الدعوية: “العمالة والتخابر مع العدو والتجسس على أعراض المسلمين وعوراتهم ومكامن القوة والحيوية فيهم لصالح أعداء الأمة والدين؛ هو عمل شائن دنيء وخسيس، تأباه المخلوقات الحيوانية فضلاً عن الطبيعة الإنسانية السوية، وإن التجسس لصالح اليهود خيانة لله ورسوله والمؤمنين، يستحق صاحبه أشد ألوان العذاب في الدنيا قبل الآخرة؛ لأن الجاسوس الذي رضي لنفسه أن يكون عينًا على أبيه وأمه وأخيه وفصيلته التي تؤويه، قد حكم على ضميره بالموت، وسلخ نفسه بنفسه من كل وشيجة وآصرة بينه وبين نفسه وأهله ووطنه، بل وأمته، فأصبح مبتوتًا مقطوع الصلة والنسب مع من حوله، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ (الممتحنة: 1)”.
حرب على الله
وأضاف عياد في حديث خاص لمراسلنا: “إن إيذاء المسلمين في أرواحهم وإيذاء المجاهدين في أنفسهم، والآمنين في أموالهم وممتلكاتهم مقابل دراهم معدودة، أو لذة في دنيا زائلة فانية، هو إعلان حرب على الله عز وجل”، وثمَّن عياد الخطوة التي أعلنت عنها الحكومة الفلسطينية من خلال فتح باب التوبة للعملاء.
وقال: “الفرصة مفتوحة ومتاحة لمن أراد أن يعود إلى ضميره، وأن يصطف إلى جانب شعبه معترفًا بذنبه أمام الجهات المختصة ليكون عضوًا فاعلاً ومواطنًا صالحًا كما كان”، واستدرك قائلاً: “أما الذين يكابرون ويصرون على خطيئاتهم ويتمادون في الإثم والعدوان ومعصية الرسول، فإن عقابهم أليم ويد العدالة ستطولهم مهما طال الزمان”.
وبيَّن عياد أن عقوبة إعدام العملاء عقوبة رادعة تمامًا، وأن كثير من العلماء يرجحونها، على اعتبار أنها تكون عقوبة رادعة.
التصدي لسبل تخابر الاحتلال
من جانبه يقول أحد المشرفين على الحملة الوطنية لمكافحة التخابر، في حديث خاص لمراسلنا: “إن الغاية من الحملة التي أعلنت عنها الحكومة هو التصدي لسبل تخابر الاحتلال مع المواطنين في قطاع غزة والعمل على إضعافها من خلال التثقيف الأمني لدى كافة شرائح المجتمع الفلسطيني في غزة وتشجيع العملاء على التوبة”، مشيرًا إلى أن المسؤولية تتطلب منهم في الحملة الوطنية الإسهام الجاد في بناء مجتمع حر ومقاوم وواع بمكائد العدو، ويقوم على عدم القابلية للتخابر مع العدو، وتقديم المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني”.
وأكد المشرف أن أهداف الحملة تتمثل في زيادة الوعي الأمني لدى الجمهور الفلسطيني بشكل عام للحد من تجنيد المخابرات الصهيونية عملاء جددًا في صفوفها، والتثقيف الأمني لدى الفئات الخاصة (الصيادين، والمرضى والطلاب)، بالإضافة إلى التعرف على طرق التخابر الجارية في الوقت الراهن، ومواجهة سبل وآليات عمل المخابرات في قطاع غزة.
وأضاف: “أيضًا من أهداف الحملة القيام بخطوات هجومية مضادة لإفشال التخابر مع الاحتلال، وتجفيف منابع وبؤر التخابر والتجنيد الأمني مع الاحتلال، وتشجيع العملاء على التوبة والمعالجة الأمنية للتائبين.
وسائل الحملة الأمنية
وعن وسائل وصول الحملة إلى الجمهور يقول: “نحن نستخدم العديد من الوسائل التي تتمثل في اللقاءات والأيام الدراسية والندوات والمحاضرات والأمسيات وورش العمل والمؤتمرات، وكذلك النشرات والتعميمات والإصدارات والرسائل عبر المحمول وجهاز الإشارة اللا سلكي، والمؤتمر الصحفي والإعلان الإذاعي، ومخاطبة وسائل الإعلام المحلية والكتّاب والخطباء بالتركيز على موضوع التوبة والتخابر وإصدار تصريحات حول الحملة الوطنية، وعقد برامج حوارية على الفضائيات عن التوبة ونشر تقارير صحفية عن توبة العملاء، وبث برنامج إذاعية على كافة الإذاعات عن التوبة، وموجة مفتوحة على جميع الإذاعات المحلية عن الحملة، ونشر البوسترات حول استمرار الحملة والإجراءات التي من الممكن أن يتخذها العميل في طريقه للتوبة، ونشر تقارير صحفية حول آليات التخابر والوقاية وبيان الحكم الشرعي للعمالة، وعقد اللقاءات المتلفزة حول الأسباب النفسية التي تدفع العملاء للسقوط وطرق العلاج، وتفعيل هجوم دعائي عبر الإنترنت وبث أفلام وثائقية موضحًا التأصيل الشرعي، ويعرض في الميادين العامة والمساجد، إضافة إلى الملتقيات مع النخب والمثقفين وجموع الطلبة والوجهاء وأنصار المقاومة من الكتاب والسياسيين والمفكرين لدعم الحملة فكريًّا وإعلاميًّا”.
وأضاف المشرف على الحملة لمراسلنا أنها “تحمل مضامين توعوية كبيرة من أجل التحذير من خطورة الولوغ في وحل العمالة مع الاحتلال الصهيوني، ومخاطر ذلك وآثارها في الصعد الديني والعائلي والمجتمعي والأخلاقي”.
وأوضح أن الحملة تحظى باهتمام كبير، وأنها استقبلت رسائل مهمة عبر البريد الإلكتروني، متوقعًا أن تجد صدى واسعًا بين الأوساط المعنية، مبينًا أن الحملة تأتي في إطار عمل أمني توعوي للمواطنين الفلسطينيين والعرب، وتنبيههم من الولوغ في وحل العمالة مع الاحتلال، وأنها تهدف إلى وضع حد لقضية التخابر مع العدو الصهيوني.
انقضاء نصف المدة الممنوحة
وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني قد أعلنت على أن هناك مجموعة من العملاء تقدموا وأعلنوا توبتهم راغبين وبمحض إرادتهم، وقالت إنه تم التعامل معهم بمسؤولية وطنية ناضجة وواعية، معلنة عن انتهاء نصف الفترة الزمنية الممنوحة لبقية العملاء لإعلان توبتهم.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الناطق باسم وزارة الداخلية في مقر وزارة الإعلام؛ حيث أكد أن فرصة تسليم العملاء والمتخابرين أنفسهم لا تزال متاحة لبقية العملاء ليعلنوا التوبة النصوح، مشددًا على أن من لم يستجب حتى نهاية الحملة فلن تنفعه شفاعة الشافعين.
وأعلنت الوزارة أن “هناك أسماء من العملاء معروفة لدينا، وآثرنا إعطاءهم الفرصة؛ فان لم يتقدموا بالتوبة راغبين فسيفاجئوا بما لم يتوقعوا.. وقد أعذر من أنذر”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...