الأربعاء 14/مايو/2025

كتائب القسام.. عمليات متواصلة رغم التنسيق الأمني والاستهداف المزدوج

كتائب القسام.. عمليات متواصلة رغم التنسيق الأمني والاستهداف المزدوج
استهدافٌ مزدوجٌ يتعرَّض له أبناء “كتائب الشهيد عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في الضفة الغربية المحتلة.. يد الاحتلال تبطش بهم وتزجُّ بهم في السجون، ويدٌ أخرى تمثلها ميليشيات عباس، يتَّحد الاثنان في مواجهة أبناء “القسام”؛ بيد أن هذه المؤامرات لم تنجح في وقف عمل “كتائب القسام” في الضفة الغربية، فامتدَّ ليضرب بيد أقوى وفي أماكن أكثر حساسيةً؛ فكانت ضربات “القسام” موجعةً للعدو الصهيوني ولسلطة عباس التي تمثل دور الحارس لأمن الاحتلال!.

                                “القسام”.. صاحبة الكلمة الأولى

“كتائب القسام” صاحبة الكلمة الأولى والردِّ الأقوى؛ فمند بدء انتفاضة الأقصى، برزت “الكتائب” في العمليات الاستشهادية؛ فضربت في “تل الربيع والخضيرة وحيفا ويافا” وفي كل مكان من الأراضي الفلسطينية المحتلة أروع الأمثلة، وأشعلت الأرض نارًا وبراكين تحت أقدام الاحتلال، حتى أصبح عاجزًا أمام الضربات المتلاحقة التي ينفِذها أبطال “القسام”، وباتت “كتائب القسام” كابوسًا يُزعج الاحتلال أينما كان.

                                     أتباع يحيى عياش

وامتدادًا لجهاد المهندس يحيى عياش مهندس العبوات الناسفة ومهندس الاستشهاديين ومهندس السيارات المفخَّخة، واصل أبناء “القسام” العمل بوتيرة أقوى، وعجز المحتلون الصهاينة عن حلِّ هذا اللغز المعقَّد.. لغز “كتائب القسام”، فبعد استشهاد العياش شرع القساميون في استعراض عضلاتهم أمام انهزامية الاحتلال، فبرز من جديد القائد الأسير يحيى السنوار؛ الذي قاد عمليات الثأر المقدَّس؛ كما برز إلى جانب ذلك القائد القسامي محمود أبو هنود، فأصبحت الضربات متلاحقةً ومزدوجةً ومؤلمةً أكثر مما مضى، فتخلى المحتلون عن ركوب السيارات، وحُرِمُوا من التجوال؛ نتيجة الخوف الشديد الذي أوجده “القسام”، الذين حققوا عنصر الرعب وزعزعة الأمن الصهيوني.

                                   سلسلة من العمليات الضخمة

وبعد استشهاد القائد أبو الهنود واعتقال القائد يحيى السنوار، وبعد أن أذاقا هؤلاء المحتلين أصنافًا من القتل والعذاب، فقد خلفهما جيشٌ قويٌّ لا يُقهر؛ حيث تمكَّن من ضرب الصهاينة وأوجعهم، فجاءت أقوى عملية في الضفة الغربية آنذاك، نفَّذها الاستشهادي المقدام الحافظ رائد مسك، فضرب الأمن الصهيوني في العمق الصهيوني؛ وخلَّف عشرات القتلى والجرحى؛ وتمكَّن هذا الأسد من زعزعة التفكير لدى قادة الاستخبارات العسكرية الصهيونية، وخلفتها عملية الاستشهادي عز الدين المصري، التي نفَّذها في مطعم “سباروا”، بمشاركة الأسيرة المجاهدة أحلام التميمي المحكومة بعشرات المؤبدات؛ ولم تتوقَّف العمليات البطولية القسامية بل توالت.

                                        عملية “ديمونا” الاستشهادية

ولعل من أخطر العمليات التي تمكَّنت “كتائب القسام” من اختراق الأمن الصهيوني فيها؛ هي العملية الاستشهادية في منطقة “ديمونا”؛ التي نفَّذها الاستشهاديان القساميان محمد الحرباوي وشادي زغير، من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة؛ حيث أعلنت “الكتائب” أن العملية البطولية أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 40 صهيونيًّا.

ولعل عملية “ديمونا” جعلت وزير الحرب الصهيوني “إيهود باراك” يلملم أوراقه المبعثرة مرةً أخرى، بذهول أمام عقول أبناء “القسام”؛ فتعهد مرةً جديدةً بإيجاد حلٍّ مناسبٍ لذلك.

                                      اغتيال أبناء “كتائب القسام”

سلطة عباس بدورها الداعم للاحتلال والحامي له؛ شنَّت حملةَ اعتقالات واسعةً في صفوف قادة “حماس” السياسيين والعسكريين، وبدأت تهدِّدهم وتوجه إليهم الاتهامات؛ وذلك نظرًا لأن القسام أحرج سلطة عباس أمام الاحتلال، وأنها لم تعد قادرةً على خدمته، وتواصل بعد ذلك مسلسل الاغتيالات الجبانة، فطالت العديد من قادة “كتائب القسام”، أمثال الشهيد أحمد أبو عاصي من قلقيلية، وشهاب الدين النتشة مهندس عملية ديمونة البطولية، والقائد عبد المجيد دودين من الخليل، والقائد محمد السمان وعبد الله ياسين في قلقيلية أيضًا، وقد قضيا في عملية مدروسة ومخطط لها وبدعم مباشرة من سلطات الاحتلال، التي باركت العملية وشكرت السلطة على ارتكابها.

                               عملية مغتصبة “نفي تسوف” شمال رام الله

ولم تتوقف عمليات “كتائب القسام”، بل كانت امتدادًا لسلسلة متواصلة من العمليات البطولية، على الرغم من كيد السلطة الفلسطينية؛ ففي يوم الجمعة 16 جمادى الآخرة 1429هـ الموافق 20/06/2008م  تمكَّنت “كتائب القسام” من تنفيذ عملية بطولية قرب مغتصبة “نفي تسوف” شمال رام الله، فأعلنت مسئوليتها الكاملة عن العملية الجهادية، والتي كانت عبارةً عن نصب كمين لعدد من المغتصبين الصهاينة قرب مغتصبة “نفي تسوف” شمال مدينة رام الله المحتلة، وأردَوهم مضرَّجين بدمائهم بين قتيل وجريح، وقد اعترف العدو الصهيوني في حينه بإصابة 3 مغتصبين صهاينة، إصابة أحدهم حرجة، وقالت الكتائب إن الإعلان عن العملية تأخر نظرًا للظروف الأمنية الصعبة في الضفة المحتلة.

                            عملية منطقة “نيتساني عوز” قرب طولكرم

كما نفَّذت “كتائب القسام” عمليةً جريئةً أسفرت عن مقتل جنديين صهيونيين في منطقة “نيتساني عوز” قرب طولكرم؛ حيث جاءت هذه العملية لتؤكد أن كل محاولات إقصاء المقاومة أو سحب سلاحها لن تجدي نفعًا، بل تزيد فصائل المقاومة إصرارًا على مواصلة طريق الجهاد.

وقد أعلنت “كتائب القسام” -وبمشاركة “سرايا القدس”- مسئوليتها عن العملية البطولية في المنطقة الصناعية “نيتساني عوز” الواقعة بين مدينة طولكرم وأراضينا المحتلة عام 1948م؛ حيث تمكَّن أحد مجاهدي “القسام” من الدخول إلى تلك المنطقة مخترقًا كل الحواجز والتحصينات الأمنية الصهيونية، وأطلق النار باتجاه حراس أحد المصانع؛ مما أدَّى إلى مقتل اثنين منهم أحدهما ضابط صهيوني، وتمكن مجاهدنا من الانسحاب تحفُّه عناية الرحمن.

                              عملية “كفار عتصيون جنوب القدس المحتلة

كما تمكنت “كتائب القسام” من تنفيذ عملية “كفار عتصيون”، وأصابت خلالها عددًا من الجنود المغتصبين الصهاينة، وأعلنت “الكتائب” مسئوليتها عن عملية اقتحام مغتصبة “كفار عتصيون” جنوب القدس المحتلة، والتي أسفرت عن إصابة 6 من الضباط والجنود والمغتصبين الصهاينة، مبينةً أن اثنين من مجاهدي “القسام” تمكَّنا من اقتحام هذه المغتصبة وبحوزتهما بعض الأسلحة الخفيفة، ليتمكَّنا بعون الله من اختراق كل الإجراءات الأمنية الصهيونية، وتنفيذ العملية بالطعن وإطلاق للنار من مسدس صغير، ليُستشهدا بعد ذلك بنيران الصهاينة داخل المغتصبة، وقد أعلنت “الكتائب” في الخامس والعشرين من يناير من العام 2008م عن منفذَي العملية، وهما الشهيدان القساميان محمد فتحي صبارنة (23 عامًا)، ومحمود خليل صبارنة (23 عامًا)، وهما من بلدة بيت أمَّر بالخليل المحتلة.

                               عملية “عزبة شوفة” شرق طولكرم

أما عملية إطلاق النار تجاه سيارة مغتصب والاشتباك مع قوة صهيونية في “عزبة شوفة” شرق طولكرم؛ فقد أعلنت “كتائب القسام” (لواء شمال الضفة الغربية) مسئوليتها عن إطلاق النار بشكل كثيف تجاه سيارة بعض المغتصبين الصهاينة كانوا يمرون على طريق جانبي في قرية “شوفة” شرق طولكرم يوم الأربعاء (17/1/2008م)؛ الأمر الذي أدَّى إلى إصابة جميع من كانوا بالسيارة، وقد حضرت قوة صهيونية إلى المكان، واشتبك معها مجاهدو القسام، ومن ثم انسحبوا من المكان، وأكدت “الكتائب” وقتها أن هذه العملية تأتي كردٍّ على المجازر والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية، وخاصةً بعد مجزرة حي الزيتون في القطاع.

                                     عملية “بيت كاحل” البطولية

وفي عملية مشتركة أعلنت عنها “كتائب القسام” و”سرايا القدس” عن تنفيذ عملية “بيت كاحل” البطولية، غرب مدينة خليل الرحمن، والتي وقعت يوم الجمعة (28/12/2007م)، والتي أسفرت عن مقتل اثنين من جنود الاحتلال الصهيوني؛ حيث هاجمت مجموعة مشتركة من “كتائب القسام” و”سرايا القدس” عدداً من جنود العدو والمغتصبين، ومن ثم الاشتباك مع دورية؛ الأمر الذي أدَّى إلى استشهاد أحد المشاركين في العملية وهو الشهيد القسامي المجاهد باسل نبيل النتشة.

                                   عملية “أريئيل” الجريئة

كما نفَذت “كتائب القسام” عملية “أريئيل”، حيث قام مجاهدو “القسام” ظهر الأربعاء 24(/10/2007) باستهداف مجموعة من الجنود والمغتصبين الصهاينة بالقرب من مغتصبة أريئيل وإصابة جندي صهيوني بجراح خطيرة وآخر بجراح متوسطة وجرح عدة مغتصبين آخرين اعترف العدو بإصابة ثلاثة منهم، وأكدت “الكتائب” من جديد أنها تكتَّمت على إعلان تبنِّي المسؤولية عن العملية لدواعٍ أمنية محضة، وحتى يصل مجاهدو “القسام” إلى قواعدهم بسلام.

                                   الكلمة الأخيرة لكتائب “القسام”

وعلى الرغم من الاستهداف المتواصل لـ”كتائب القسام” من قِبَل سلطات الاحتلال الصهيوني وسلطة عباس المتعاونة أمنيًّا مع الاحتلال، إلا أن سطوع شمس “القسام” هو الأقوى في الميدان وتحقيق نقاط متقدمة، كما كانت كل عملية تنفذها “كتائب القسام” تشكل ضربةً جديدةً لجهود التنسيق الأمني والتعاون الاستخباراتي بين الجهتين المذكورتين.

وتُنذر الأوضاع الراهنة في الضفة الغربية بأن المنطقة برمَّتها هناك مقبلةٌ على انفجار سيطال تل الربيع وحيفا ويافا والقدس المحتلة، وكل الأراضي المحتلة عام 1948م، وستكون الكلمة في النهاية لـ”كتائب القسام”، ولأبطال العمليات الاستشهادية، خاصةً من أبناء الضفة الغربية المحتلة الذين يتعرضون للتعذيب الشديد في المرحلة الراهنة في مسالخ وسجون ميليشيات عباس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...