الأربعاء 14/مايو/2025

حرب غزة المعلقة في منطقة رمادية

حرب غزة المعلقة في منطقة رمادية

صحيفة الوطن القطرية

هل تساءلنا ما هي أحوال أهل غزة اليوم بعد أن علقت الحرب العسكرية عليهم من قبل “إسرائيل” قبل أربعة أشهر تقريباً، وكيف يعيشون، وما الفرق بين أحوالهم قبل العدوان وبعده؟

اعتقد أن هذا السؤال لم يعد مطروحاً لأن معظمنا صرف النظر عن القضية بعد أن أوهم بأن الجيش الإسرائيلي هزم في تلك الحرب وجر أذيال الهزيمة أمام العالم وعاد أدراجه لثكناته بعد أن فشل في تحقيق مآربه من تلك الحرب.

صحيح أن الجيش الإسرائيلي انكسر أمام إرادة المرابطين هناك الذين قاتلوا وقاوموا بأجسادهم العارية أقوى دولة معتدية في العالم، ولكن إلى ماذا آلت الأمور بعد تلك الحرب. هل بالفعل فشلت “إسرائيل” في تحقيق أهدافها أم أننا فشلنا في استثمار ذلك الانتصار العظيم الذي حققه الشعب الفلسطيني على اليهود؟

اعتقد أننا أمام رؤية مشوشة جداً لا يمكن من خلالها قراءة الواقع قراءة حقيقية ومنطقية عندما لا يقترن الفشل بالهزيمة والنصر بالنجاح. ف”إسرائيل” التي عادت أدراجها حين لم ينفعها سلاحها المتطور في كسر ذلك الصمود الأسطوري، وجدت نفسها أمام انتصار لم تخطط له ولم تضعه في حساباتها عندما فقد العرب والمسلمون صوابهم وواصلوا الحرب بدلاً عن “إسرائيل” ضد المحاصرين في غزة التي لم يكن حالها أثناء الحصار والعدوان بأسوأ من حالها اليوم. فالنصر الذي تحقق كان كفيلاً برفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر وإعادة الأعمار بالأموال التي رصدت لهذا الهدف، ولكن هل تحقق ما كنا ننتظره ونعد العدة لإنجازه؟ بالطبع لم يتحقق أي شيء لأن مواقفنا هي ذاتها التي رافقت الحرب عندما اختلفت الدول العربية والإسلامية على توصيف تلك الحرب ووقفت مواقف متباينة منها بين مؤيد ومعارض ومتحفظ ومطبل ومزمر ومهدد ومتوعد. فهذه الأدوار التي نفعت أصحابها أثناء الحرب بالرغم من صعوبة تسويقها، لا يمكنها أن تلعب نفس الدور بعد الحرب والتي استعيض عنها بذلك الصمت المطبق الذي مارس نفس الدور ولكن بصورة أقسى حينما غيبت القضية وراء ذلك الجدار الذي لا يعلم أحد ما يدور وراءه.

المشكلة أن الحرب بين “إسرائيل” والمقاومة انتهت بقرار من جانب واحد مثلته “إسرائيل” حينما استبدلت قرار الحرب بقرار تشديد الحصار الذي كان أكثر ملاءمة للدول العربية والإسلامية التي أحرجتها الحرب ووضعتها في مواقف لم تكن على استعداد لتقبلها ومواصلة العمل من خلالها. فحالة ألا حرب وألا سلام هي الأنسب لجميع الأطراف عدا الطرف المحاصر الذي وجد في الحرب خلاصاً لما يعيشه من مآس تجددت مع إطلالة الوضع الراهن الذي يبدو أنه سيطول لعدم وجود وقت محدد للمفاوضات التي تجرى في أكثر من مكان وللوساطات التي لم تثمر حتى الآن عن موقف فلسطيني موحد يمكنه أن يعالج الفراغ في السلطة التنفيذية المتمثلة في رئاسة الوزراء وفي الرئاسة أيضاً التي أصبحت شاغرة منذ أن انتهت ولاية الرئيس عباس قبل أشهر.

من الواضح أن سياسة التعليق هي الحل المفضل ل”إسرائيل” والدول الغربية الداعمة لها والتي جربت مثل هذا الإجراء سابقاً عندما علقت حرب 73 بين العرب و”إسرائيل” من دون أن تسفر تلك الحرب عن غالب ومغلوب بشكل واضح ودقيق (بعيداً عن توصيف كل طرف) وهو الأمر الذي مهد لمفاوضات السلام التي أسست لكل ما نراه اليوم من ترهل في العلاقات العربية العربية وفي التفوق المطلق ل”إسرائيل” بالرغم من ضعفها الظاهر الذي اختبر بجدارة في حرب غزة الأخيرة.

الخوف أن يستمر هذا الوضع طويلاً مثلما استمرت هدنة 73 مع الفارق بين أوضاع الأمس واليوم. فالاستمرار يعني الموت البطيء لكل المحاصرين عندما ينتشر بينهم اليأس والألم ونبقى نحن معلقين بالأمل الزائف الذي لا يهمنا كم يستمر طالما أننا لسنا من بين المحاصرين ولا نعاني ما يعانون، وطالما استمرت المشاورات والمفاوضات والاجتماعات بين المعنيين بالأمر. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...