الأربعاء 14/مايو/2025

سفينة الكرامة والكرامة

سفينة الكرامة والكرامة

صحيفة الشرق القطرية

لامست شواطئ غزة سفينة الكرامة القطرية المحملة بالأدوية والاحتياجات الضرورية والعاجلة لأهلنا في غزة ورمزية هذا الحدث ليس، فيما تحمله السفينة من مساعدات ولكن الهدف الأكبر كسر الحصار وتشجيع الآخر على القيام بنفس الخطوات أو خطوة أكبر إن أمكن بعيداً عن الحسابات السياسية، أي أن المراد به تأسيس حركات شعبية وتأدية مؤسسات المجتمع المدني على الأقل لدورها المطلوب الذي هو في صميم عملها ألا وهو العمل الإغاثي، حيث إن مؤسسات المجتمع المدني في أغلب الدول العربية مرتبطة بسياسة حكومات الدول وليس لها حتى هامش من الحرية، ودائماً الشعوب هي المحرك والقوة الأكبر لأي تغيير، وأعتى الأسلحة تواجه بالحشود الجماهيرية وتكون الأقوى ولكن المطلوب الإصرار والعزيمة، كما كان إخواننا منسقون “سفينة الكرامة” والكرامة خير اسم لهكذا حدث وكأن لسان الحال يقول للجانب المغتصب كلما طال اغتصابك للأرض زدنا كرامة وشجاعة وإقداماً ومعنى آخر حسب وجهة نظري لسفينة الكرامة هو ضياع الكرامات العربية وعدم جرأتها على ملامسة شواطئ غزة أو حتى الوصول لمعبر رفح في حين أن قيام أكثر من مجتمع غير عربي بكسر الحصار والقيام بردة فعل يساوي الحصار ويحدث ضجة إعلامية وهذا مطلب أساسي للتأثير على الرأي العام في حين لم نر ولم نسمع عن أي حركة عربية مقابل التحركات الشعبية لحقوق الإنسان التابعة لمؤسسات ومنظمات أوروبية وتتعرض هذه التنظيمات لرمزية كسر الحصار للكثير من العوائق ولكن الإيمان بعملها ونشر رسالة السلام وحقوق الإنسان لا يمنعها من أداء عملها، فأين المؤسسات العربية والجمعيات الخيرية من كل ذلك، هل هم لا يعلمون بما يحصل في غزة، أو عليهم أن يكونوا خارج هذا الحدث، وهل هم مدركون أن دخول أي فرد من غزة لأراضي جمهورية مصر العربية هو أسهل بكثير من ذهابه إلى بيت المقدس من حيث كم الحواجز، إذن فالكل مشارك في حصار غزة من إسرائيليين وعرب مجتمعين لا يريدون كسر الحصار بأي طريقة كانت، ولعلهم يفقهون ويتعظون لما قام به أهل قطر من خلال سفينة الكرامة القطرية رغم كل التهديدات ولكن غير المعلوم أنه ليس هناك أي قانون أممي أو صادر من مجلس الأمن داعم لهذا الحصار الملعون وهنا نسأل القانونيين في العالم العربي وما أكثرهم بمنح محاضرات مجانية لصالح أهلنا في غزة، فيما يخص القانون الدولي سواء بالبر أو البحر وبالأخص البحر لعله يوقظ الضمير العربي والنخوة العربية عند الكثير من الحكومات العربية الغافلة لما يحدث وغير المدركة أن الحصار القادم قد يكون هو ليس غيره سواه، إذن المطلوب دون تردد تكثيف مثل هذه الحملات وليس المطلوب دعم الحكومات العربية مباشرة ولكن المطلوب هو ابتعاد هذه الحكومات عن ممارسة أي ضغوط مباشرة أو غير مباشرة، لمنع حصول كسر الحصار، نعم هذا هو المطلوب لابد أن نؤمن بالمبادرات سواء كانت شخصية، وخير دليل لنا على ذلك ما فعله الكثير من الأشخاص دون ذكر الأسماء أو المبادرة المؤسسية المنظمة لأي مؤسسة ذات طابع مدني ومهما كانت النتائج لا تصل إلى القتل – لا سمح الله – وحتى إن وصلت فهي الشهادة والعيش بشرف وكرامة، ولكن علينا أن نتناول هذا الموضوع من الجانب السياسي الآخر للحدث فكما هو معلوم للعامة أن حكومة هنية غير مرحب بها من أغلب الحكومات العربية وتعتبر حكومة عربية لم تتبع النظام الأساسي المعمول به في أغلب الحكومات العربية، أي أنها بالعربي حكومة ذات صوت عال مع الغرب ومع الشرق ومع الجيران وكأنها أصبحت حكومة مزعجة بكل معنى الكلمة وأصبح الشقيق له في الطرف الآخر من الدولة عدو أي هناك حسابات عربية – عربية، وفلسطينية -فلسطينية أدت بفاعلية عالية لنجاح هذا الحصار المميت ببطء لأهلنا في غزة وتصفية الحسابات وصلت حتى للحجاج الفلسطينيين أي أن القضية أصبحت عداوة من الجميع لأهل غزة وكل ذلك عبارة عن ضغوط مباشرة وغير مباشرة على حكومة حماس بالانسحاب من الحكومة وقبول ما كان يملي على العرب مسايرة عملية السلام التي هي في واقع الأمر خيال كبير لحمامة سوداء لقت حتفها قبل أن تطير، نعم إنها خدعة كالخدع السابقة من الجانب الإسرائيلي والأمريكي على السواء.

والقضية كلها عبارة عن قتل للوقت واستنزاف لجميع القوة وضرب للإرادة العربية والقومية في وقت حيد فيه الصراع العربي – الإسرائيلي ودخول البعض من الدول العربية في اتفاقية السلام وشلل كامل لكثير من الحركات الشعبية وانتهاء الفكر القومي وتشتت الفكر الإسلامي لدى المتلقى العربي كل هذه العوامل والعناصر زادت من حصار غزة.

وأخيراً لفت انتباهي ما صرح به هنية رئيس وزراء فلسطين من أن التهديدات الأخيرة من القيادة الإسرائيلية لإنهاء حالة التمرد في غزة ووقف الصواريخ التي أزعجت الجانب الإسرائيلي ووعد غزة بعملية شاملة لقتل كافة العناصر المؤثرة في حماس والجهاد وكان رد هنية بسيطاً وواضحاً “سيصمد الشعب مهما كانت النتائج” وكأنه يريد أن يقول للإسرائيليين دمائنا لا تساوي شيئاً في سبيل حبة تراب من هذه الأرض والكرامة العربية تحتم علينا الاستشهاد في سبيل فلسطين، فهل استيقظت الكرامة العربية أم لا؟!

وألف تحية تقدير لسفينة الكرامة من أرض الكرامة قطر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...