مؤتمر بيت لحم للاستثمار .. فرقة إعلامية وواقع يتحدث بلغة مختلفة

انتهت فعاليات “مؤتمر بيت لحم للاستثمار” وسط تصريحات، وصفت بأنها “للاستهلاك الإعلامي”، صادر من سلام فياض، رئيس “الحكومة” غير الدستورية في رام الله، زعم فيها نجاح المؤتمر، ليس ذلك فحسب بل وتمكنه من جلب استثمارات تصل إلى 1.4 مليار دولار ستؤدي إلى خلق 35 ألف فرصة عمل.

غياب التحضير والنظام

لكن المتتبع لتفاصيل المؤتمر ولبعض ما دار خلف الكواليس؛ يرى بأن ما أشيع عن نجاح المؤتمر لم يرتق إلى الحقيقة، فقد اشتكى كثير من الضيوف بداية من سوء الترتيب والتحضيرات، وغياب النظام داخل أروقة المؤتمر.

فبالرغم من التحضيرات الإعلامية الكبيرة والترويج الضخم الذي سبقه عبر العديد من مختلف وسائل الإعلامي؛ إلا أنه لم يرافق ذلك تحركات حقيقية على الأرض وتحضيرات جدية تليق بطبيعة الوفود المشاركة.

الأمر ذاته انعكس بطبيعة الحال على المواطنين الفلسطينيين، لا سيما من هم يقطنون في مدينة بيت لحم، فقد اشتكوا من “التعامل الفظ” في كثير من الأحيان من قبل أفراد الأمن المكلفين بحماية المؤتمر دون مبررات، وهو ما أثار استياء الكثيرين.

عقود قديمة

أما على صعيد العقود الوفيرة التي أُعلن عن إبرامها خلال المؤتمر عبر وسائل الإعلام؛ فإنّ الواقع يتحدث بلغة أخرى، إذ كشف عدد ممن حضر المؤتمر النقاب عن أن جزءاً كبيراً مما حدث كان عبارة عن “إعلان اتفاقات سابقة”، بعضها مضى عليه سنتين أو ثلاثة، وتم الإعلان البروتوكولي عنها في مؤتمر بيت لحم، وكأنها نتاج للمؤتمر حتى يعطي الأمر انطباعاً بنجاح المؤتمر.

إضافة إلى أن معظم هذه العقود كانت في قطاع العقارات والإسكان، وهو ما يوفر في حال تنفيذه فرص عمل مؤقتة لعمال البناء ولكنه لا يحقق تنمية أو يخلق فرص عمل دائمة، كما يرى عدد من خبراء الاقتصاد.

وقال مشاركون إن آليات العمل داخل المؤتمر لم ترق إلى المستوى المتوقع، مشيرين إلى أنه لم يتم تقسيم المشاركين إلى لجان عمل حسب المجالات التي يعملون فيها، كما هو معتاد في المؤتمرات الاقتصادية الكبرى، كما لم يتم السماح للمشاركين بالتحدث، معتبرين أن ما كان هناك عبارة عن “خطب ومستمعين، وكان الأحرى بمنظمي المؤتمر أن تكون هناك لجان للزراعة وأخرى لقطاع العقارات، وأخرى للصناعات المختلفة بحيث تلتقي كل فئة مع نظرائها وهو ما يحقق التعاون البناء وهذا لم يحدث”.

حضور صهيوني وتطبيع

أما الوجه الأكثر خطورة لهذا المؤتمر، كما يرى عدد من المراقبين؛ فقد تمثل في حضور الوفد الصهيوني، حيث قابل هذا الوفد معظم الوفود العربية المشاركة دون وساطة فلسطينية، كما أن وفوداً عربية مشاركة ذهبت بعد انتهاء المؤتمر إلى تل الربيع ومكثت هناك والتقت مع وفود صهيونية.

وبحسب ما قاله الوزير الصهيوني السابق بنيامين بن إليعازر؛ فإن “الوفد الإسرائيلي هو الرابح الأكبر من هذا المؤتمر، لست بحاجة إلى وساطة الفلسطينيين لكي التقي بأصدقائي العرب في هذا المؤتمر.

كما أكد اقتصاديون شاركوا في المؤتمر أن المستفيد أيضاً هم عدد محدود من الشركات الفلسطينية الكبرى التي تستأثر بالاحتكارات للأسواق الفلسطينية أما الشركات المتوسطة والصغيرة فلم يكن لها نصيب من المؤتمر.