الأربعاء 14/مايو/2025

لقاء وفد حماس بكارتر في مصر انتصار لشرعية الحركة في مواجهة عزلها دولياً

لقاء وفد حماس بكارتر في مصر انتصار لشرعية الحركة في مواجهة عزلها دولياً
اعتبرت مراقبون أن إصرار الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر على لقاء حركة “حماس”، وعدم استثنائها من زيارته الحالية للمنطقة، رغم كل ضغوط الإدارة الأمريكية التي تعرض لها لثنيه عن ذلك، ورفض الكيان الصهيوني منحه إذناً لدخول غزة، يمثل إنجازاً لشرعية حركة “حماس” في مواجهة عزلها، وانتصاراً إضافياً للأصوات التي تطالب على مستوى الولايات المتحدة والعالم بعدم تجاهل حماس، لأن ذلك لا يخدم استقرار المنطقة.

                                       المحطة البديلة

وعندما تجاهل الكيان الصهيوني زيارته ورفض التعاون في تأمين حراسته، ولم يسمح له بزيارة غزة؛ قال كارتر للصحافيين “لم أتمكن من الحصول على إذن للتوجه إلى غزة. كنت أود ذلك وطلبت أذنا ولكن تم رفضه”، وكشف حينها أنه ربما يزور القطاع بطريقة أخرى قائلا: “ربما يمكن أن نتوصل لطريقة للالتفاف حول ذلك، لا أعلم بعد”.

وقد اتضح أن المحطة البديلة لزيارة كارتر لحكومة تصريف الأعمال الشرعية برئاسة إسماعيل هنية في غزة ـ التي حيل بينه وبينها ـ  كانت مصر، حيث جرى الترتيب للقاء الأربعاء (16/4) بينه وبين وفد من قيادة الحركة يضم كلاً من الدكتور محمود الزهار، وسعيد صيام .

وقد حرص كارتر قبل ذلك، وأثناء زيارته لرام الله بالضفة الغربية على الاجتماع بوفد من حركة “حماس” أيضاً برئاسة ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء السابق في حكومة “حماس” التي شكلت عام 2006، كما أن المنتظر أن تتوج اجتماعات كارتر بالحركة بلقائه المقرر برئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في دمشق في الثامن عشر من شهر نيسان/ إبريل الجاري.

وقد رأى الدكتور محمود الزهار في زيارة وفد “حماس” لمصر وتلبية دعوة الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر تأكيداً على شرعية حماس التي فازت بانتخابات شهد العالم بنزاهتها، رغم كل محاولات عزلها التي لا تزال متواصلة، من قبل الولايات المتحدة وحليفاتها من الدول على المستوى الدولي والإقليمي، إضافة للكيان الصهيوني، خصوصاً أن كارتر يعتبر رئيسا أمريكياً يحظى باحترام الأمريكيين والعالم.
 
وأوضح الزهار، في تصريحات للصحفيين أثناء مغادرته قطاع غزة الأربعاء (16/4) إلى العاصمة المصرية القاهرة من معبر رفح الحدودي: “إن لقاء كارتر يوجه رسالة لمن لا يعترف بشرعية حركة “حماس” ونتائج الانتخابات التشريعية التي فازت بها”.

                                         رأي عاقل

واعتبر الناطق باسم “حماس” فوزي برهوم أن اللقاء بمصر يعبر عن قدرة الحركة التواصلية، ورفض محاولة عزلها عن العالم، والتي سعت إليها ـ ولا زالت ـ  كل من الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني”، وقال برهوم في تصريحات لموقع “إسلام أون لاين”: إن اللقاء “يؤكد أن حماس ترفض العزلة، وتتواصل مع المنظومة الدولية، انطلاقا من عدالة القضية، وأن مشكلتها الوحيدة مع الاحتلال”.

وذكرت مصادر مصرية رفيعة المستوى طلبت الاحتفاظ باسمها لوكالة “قدس برس” إن إصرار كارتر على لقاء قادة حماس وعدم استثنائهم من زيارته للمنطقة إلى جانب سوريا، يعكس فهماً واقعياً مختلفاً عن الفهم الأمريكي الرسمي، ويمثل إنجازاً لحركة حماس.
 
ورأت أنه سيكون مقدمة لتداعيات سياسية تدفع بالإدارة الأمريكية إلى تغيير سياستها في المنطقة، لكنها لفتت الانتباه إلى ضرورة عدم تضخيم اللقاء، كما لو أنه يحمل عصا سحرية يمكن له رفع الحصار بين عشية أو ضحاها، أو يرفع اسم حماس مما يطلق عليه ” لائحة الإرهاب” الأمريكية، مشددة على أهمية اللقاء السياسية والمعنوية، وأشارت هذه المصادر إلى أن اللقاء يعكس أيضا رأيا عاقلا له صدى في أروقة السياسيين الأمريكيين، وجوهره أن الاستمرار في رفض التعامل مع حماس لا يفيد استقرار المنطقة، ولا يخدم مصلحة أحد فيها، كما قالت.

                                    إزالة التوتر مع مصر

وعلى نحو متصل؛ فإن لقاء وفد حماس بكارتر في القاهرة يعكس نجاحاً آخر للحركة، إذ يعبر عن متانة علاقة حماس بمصر، وحرصها على امتدادها العربي ـ حتى وإن حصل أحيانا خلاف على التفاصيل ـ  وقطع الطريق على كل المحاولات لتعكير صفو هذه العلاقة، من قبل أطراف فلسطينية أو مصرية، وقد كشف الناطق باسم حماس فوزي برهوم أن ” مصر هي التي رتبت للقاء”.

وفي هذا الصدد؛ أوضح الدكتور الزهار أنه والقيادي سعيد صيام، سيلتقيان عدداً من المسؤولين المصريين خلال وجودهما في القاهرة لمناقشة كافة القضايا العالقة مع الجانب المصري، لا سيما فتح معبر رفح، حيث سيتم طرح موقف الحركة منها.

وذكر أن الوفد سيلتقي بالوزير عمر سليمان، في حين طلب اللقاء مع أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، حيث سيتم التطرق إلى قضايا المعبر والتهدئة والحصار والعلاقات الثنائية بين “حماس” ومصر، مشيراً إلى أن الزيارة قد تمتد حتى يوم السبت القادم.

                                        همزة وصل

وأبدى رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية حرصاً خاصاً على زيارة الوفد للقاهرة، وأعرب في تصريح له عن أمله في أن تنجح زيارة وفد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إلى القاهرة في إزالة التوتر الذي اعترى العلاقات الثنائية مع مصر “الشقيقة”، وأن تسفر لقاءات الوفد مع الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر والقيادة المصرية عن إعادة فتح معبر رفح وتخفيف الحصار عن الشعب الفلسطيني.

يذكر أن كارتر أعلن في تصريحاته الصحفية أنه ليس مفاوضاً عن أحد، وإنما يرغب في دعم جهود التهدئة والسلام في المنطقة، وأعرب عن أمله أن يكون مجرد “همزة وصل” لينقل للزعماء الأمريكيين ما ستقوله حماس وسوريا.

وقبل زيارته للكيان الصهيوني دافع كارتر عن محادثاته مع حماس، وقال كارتر لشبكة (إيه.بي.سي) التلفزيونية الأمريكية “أعتقد أنه لا يشك أحد في أنه إذا كانت إسرائيل بصدد أن تجد يوما سلاما عادلا فيما يتعلق بالعلاقة مع أقرب جيرانها وهم الفلسطينيون فسيتعين إدراج حماس في العملية” ، على حد تعبيره.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...