الأربعاء 14/مايو/2025

بين العلف والكتابة !!!

صالح النعامي

ليس من حق المثقفين و الكتاب وأصحاب الرأي الأحرار فقط الاعتراض  والاحتجاج على الممارسات الخاطئة التي تمارس من قبل النخب الحاكمة، بل من واجبهم بذل كل جهد مستطاع لوقفها، والاستعداد للتضحية في سبيل ذلك، وإلا تبقى كلماتهم بلا معنى وكتاباتهم بلا رصيد…

لكن عندما تصبح هذه الاحتجاجات انتقائية، بحيث يرفع هؤلاء المثقفون أصواتهم ضد ممارسات طرف بعينه، ويغضون الطرف عن ممارسات أبشع بكثير من طرف آخر……لا لسبب، إلا لأن مصالحهم الشخصية و الخاصة مرتبطة بالطرف الثاني، أو طمعاً في مزيد من العطايا التي يغدقها عليهم فيدافعون عنه بشكل رخيص ومبتذل، أو تجنباً لشروره حتى لا يتوجه أحدهم إلى البنك آخر الشهر فيجد أن راتبه قد أوقف………للأسف الشديد هذا هو حال الكثير من أشباه المثقفين وأدعياء الكتابة لدينا………فهولاء يقيمون الدنيا ولا يقعدونها عندما تقدم القوة التنفيذية في قطاع غزة على ممارسات خاطئة ومرفوضة حقاً…..وهذا حقهم وواجبهم……..لكنهم في المقابل يصمتون صمت من في القبور عندما ترتكب أجهزة أمن أبو مازن الفظائع ضد نشطاء حركة حماس ومؤسساتها في الضفة الغربية…

هؤلاء لا يتفوهون بكلمة واحدة ضد اعتقال المئات من عناصر حماس التي هي حركة وطنية شرعية حظيت بثقة الجمهور الفلسطيني في انتخابات ديموقراطية……. ويصمت هؤلاء عندما تؤكد منظمات حقوق الإنسان المستقلة أن العشرات من عناصر حماس تعرضوا للتعذيب الوحشي في أجهزة أمن السلطة…وغاب أصحاب القرائح المستأجرة عندما تم حرق منزل رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز الدويك الذي يقبع في سجون الاحتلال وهو أحد رموز الشرعية الفلسطينية، وهم الذين يتباكون على الشرعية والمس بها…

لم يحتج هؤلاء على أبو مازن الذي ترفض أجهزته تطبيق قرار المحكمة في بيت لحم الإفراج عن عناصر حماس وجدت المحكمة أنه لا مسوغ قانوني لاعتقالهم…..وبشكل من أشكال ” الاستهبال والاستعباط ” ينكر هؤلاء دور حكومة رام الله في الحصار الخانق على غزة وأهلها.

وإن كان هؤلاء مثقفين وطنيين فلماذا لا يرفعون صوتهم ضد التنسيق الأمني بين أجهزة أمن الرئيس عباس وجيش الاحتلال الذي وصل إلى حد قيام أجهزة أبو مازن بتحرير ضابط إسرائيلي مجرم قامت بأسره ” سرايا القدس ” في جنين، مع أن إذاعة الجيش الإسرائيلي قد أكدت أن هذا الضابط هو المسؤول عن تنسيق عمليات الاغتيال التي استهدفت جميع عناصر المقاومة في شمال الضفة الغربية خلال العام الأخير، ومن ضمنهم مقاومين من حركة ” فتح “……لماذا يصمت هؤلاء عندما قال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية دفيد وولش أن قرار حكومة فياض إغلاق الجمعيات الخيرية كان ثمرة تنسيق مع واشنطن وتل أبيب وفياض، وأنه جاء للتضييق على حركة حماس

إنهم ليسوا أحرارا، فهم يتكلمون ويصمتون خوفاً على العلف وطمعاً فيه… إنها الأخلاق كما في الحظيرة !!!!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...