الأربعاء 14/مايو/2025

فتح: المساجد للقتل وليست للصلاة !!

بيان صادق

علت في الآونة الأخيرة سحابةُ أخبار قاتمة تدور في فلك الصلاة التي بدأت حركة فتح بالإعلان عنها و شد الرحال لها منذ أكثر من أسبوع ..

فما هو سر هذه الصلاة ولماذا الآن !؟

بعد أن استخدمت حكومة فياض اللاشرعية كل الوسائل لمحاربة المواطن في قطاع غزة ؛ لجأت إلى نوع جديد من الفوضى و الغوغائية ومحاربة النظام الذي يؤذيها مشاهدته في الساحة الفلسطينية !

فبعد التآمر لقطع الكهرباء عن غزة و احتجاز الأهالي على معبر رفح وعدم السماح لهم بالمرور وبعد الاستعانة بإسرائيل والطلب منها اجتياح قطاع غزة بأمر من عباس شخصيا كما أوردت الصحف الإسرائيلية وبعد تسييس القطاع الصحي و شراء ضمائر بعض الأطباء بمال أمريكا و بعد موجة الأعراس المسيَّسة طرقت فتح بابا جديدا وهو ” صلاة الجمعة في العراء ” !!

لماذا استهجن الكثيرون دعوات الصلاة!؟

لم يستطع المتابع للواقع الفلسطيني أن يصدِّق بأن فتح التي اقتحمت بيوت الله و قتلت فيها الدعاة و أئمة المساجد – أمثال أبو أنس المنسي أحد ضحايا جريمة مسجد الهداية – تنادي للصلاة وتحشد لها !؟
فبأي قلبٍ سيقف قاتل حفظة القرآن – أمثال محمد الرفاتي و حسين أبو عجوة – بين يدي الله !؟

السبب في استهجان الصلاة لم يكن تصريح حركة فتح على لسان ممثليها بأنها حركة علمانية لا دين لها بل السبب في ذلك هو أن فتح اقتحمت بيوت الله أثناء صلاة الناس فيها و تلاوتهم القرآن في حلقات ذكرٍ تحفها الملائكة وقتلت بدم بارد و لاحقت المصليين حتى بعد هروبهم إلى المتوضأ !!

فمن حقنا التساؤل حين تجتمع المتناقضات فحينا نرى فتح تحشد للقتل في المساجد و حينا نراها تحشد للصلاة في العراء ؛ هل هي التوبة والكف عن الأذى والإقلاع عن الذنب و استغلال عفو المحسنين !؟

طقوس ” الصلاة ” التي نقلتها وسائل الإعلام تجيب على هذه الأسئلة بالنفي ؛ لأن ما وقر في القلب صدَّقه العمل فمن يشتم الذات الإلهية و يعتدي على المسلمين و الملكيات العامة و يرمي الحجارة للتخريب و يفعل كل هذه الأعمال عقب الصلاة فإنها تبشره بأن صلاته رُدَّت إليه والله أعلى وأعلم ..

لماذا تُقام الصلاة في العراء !؟

لا أدري إن كانت الأوامر الصادرة من رام الله قادمة عبر مرسوم رئاسي لكن ما نعلمه أن القرار بالصلاة في العراء جاء من عصابة رام الله لسببين أحدهما أعلنت عنه فتح في بياناتها والآخر أعلنت عنه بأفعالها..

أما السبب الأول و الحجة الأولى و الذريعة التي اتخذتها فتح لتغني على نغمها هي : أن أئمة المساجد يحرضون ضدها ولذلك تحشد جماهيرها للصلاة في العراء !
و السبب الثاني الذي وضحته أفعال هؤلاء أنهم اعتادوا على القتل في المساجد لا الصلاة فيها ومسجد الهداية صاحب أكبر جريمة افتعلتها يد فتح في بيوت الله شاهد على إجرام هؤلاء !

أو ربما كانت حركة فتح تُقدِّر المساجد كثيرا و تحترم قدسيتها ولا تريد أن تنتشر فيها رائحة الدخان أو العصائر المثلجة التي يحضرها هؤلاء للصلاة !
فقد شاهد الجميع عبر القنوات التي نقلت أخبار الصلاة كيف أن المصليين روَّحوا على أنفسهم ببعض العصائر والسجائر في الصلاة التي نادت لها رام الله !!

أو العكس ، أن تكون فتح تحقد على المساجد وتراها السبب في سحب البساط من تحتها فأرادت بدعواتها تلك أن تنتقم من المساجد من جهة ، والحفاظ على ما تبقى من أنصار لها من جهة أخرى ، فمن يعرف طريق المساجد لا يمكن أن يتبع تنظيما يقوده عميل كدحلان لذا كان لا بد من مقاطعتها .. من يدري !

بعيدا عن كل هذه الأمور فإن السبب الحقيقي هو محاولة زعزعة الأمن في القطاع ومحاولة جديدة لنشر الفوضى على أمل إرجاع عهد الفلتان الذي دُفِن في قعر لحد لا خروج منه !

هل نجحت محاولة استفزاز الحكومة !؟

يسعى هؤلاء إلى استفزاز حركة حماس التي عفت عنهم و جعلتهم في حماها لهم ما لأبنائها وعليهم ما عليها لكنهم لم يفهموا ما قدمته حماس بدافعٍ أخلاقي وديني فقد عادوا بهذه الصلاة كوسيلة جديدة لخلق حالة من الإرباك تقف أمامها التنفيذية – حسب مخططاتهم – عاجزة عن وقف الزحف الغوغائي !
لأنها إن حاولت منعهم ستُتَّهم عبر وسائل الإعلام – التي ستتجند للدفاع عن الأتقياء الأنقياء من أبناء فتح – بأنها تحارب حركة فتح حتى في الصلاة وتعتدي عليها وعلى الحقوق والحريات وإلى آخر هذه الكلمات التي يقفز بها أبناء فتح و أولياؤهم من أبناء فصائل الكسور العشرية الأخرى !
و إن لم تواجه التنفيذية غوغائيتهم وتمنعها ؛ عادوا من جديد لنشر الفلتان والزعرنة بمفهومها الذي اعتاد عليه هؤلاء و أعادونا من جديد لنقض ثوبنا الفلسطيني من بعد قوةٍ أنكاثا !

رد الحكومة و حركة حماس كان ما صرح به رئيس الوزراء إسماعيل هنية وما عاد وأكده الدكتور صلاح البردويل الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية في المجلس التشريعي بأن : ” قادة “حماس” وأجهزتها الأمنية في غزة سيوفرون كل الأمن والحماية لمن أراد الصلاة في العراء، ولن يمنعوا أي مظهر من مظاهر حرية العبادة ” . و إن تحولت الصلاة إلى سلوكيات مخلة بالأمن و محاولات لنشر الفوضى ، “فإن الواجب الوطني يستلزم حماية المواطنين” .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...