طريق مسدود
صحيفة البيان الإماراتية
القضية الفلسطينية هي العنصر الأكبر في مشروع «المبادرة» العربية للسلام مع “إسرائيل”. ولذا فإن مدى نجاح أو مدى فشل المشروع يعتمد بصورة أساسية وحاسمة ـ ضمن عوامل أخرى ـ على مسلك القيادة الفلسطينية، صاحبة القضية بالأصالة.
تأسيساً على هذا الطرح نتساءل: كيف يتسنى للمبادرة العربية أن تحرز أي تقدم إيجابي بينما تنتهج الرئاسة الفلسطينية سياسة تتفق مع “إسرائيل” وبالتالي مع الولايات المتحدة وأجندتها؟ المبادرة العربية تتجسد في معادلة واضحة ومحددة ومتوازنة: “إسرائيل” تصفي احتلالها للأراضي العربية وفي المقابل تحصل على تطبيع شامل وكامل مع الدول العربية. وخلال الأسبوع الجاري اجتمعت لجنة مكونة من ممثلي 13 دولة عربية عهد إليها بتسويق المبادرة وتفعيلها. وقد وضعت اللجنة لنفسها خطة تحرك بإرسال فرق إلى مؤسسات دولية ودول من بينها “إسرائيل”.
لكن في هذه الأثناء وعلى خلفية هذا التحرك العربي الجماعي ينهمك رئيس السلطة الفلسطينية محمود أبو مازن في لعبة مختلفة تماماً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت. عنوان اللعبة «خطة دايتون»، نسبة إلى الجنرال كينيث دايتون المكلف بواسطة الإدارة الأميركية والقيادة الإسرائيلية بأن يكون «المنسق» الأميركي لشؤون الأمن مع السلطة الفلسطينية. التنسيق في هذا السياق يعني التضييق على فصائل المقاومة الفلسطينية على طريق القضاء عليها من جذورها.
لهذه الغاية تنطوي خطة دايتون على برنامج لتدريب وتسليح قوات الحرس الرئاسي الموالية للرئيس أبو مازن. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن الخطة عرضت على اجتماع أبو مازن مع أولمرت الذي عقد مطلع الأسبوع حيث حصلت على موافقة نهائية من الطرفين.
ووفقاً للصحافة الأميركية والصحافة الإسرائيلية فإن إدارة بوش تعهدت بالتمويل، وبالفعل رصدت للخطة نحو 60 مليون دولار لتزويد قوات الحرس الرئاسي الفلسطيني بأسلحة وذخيرة وتجهيزات عسكرية أخرى، بالإضافة أيضاً إلى تمويل برنامج التدريب. وتفيد الصحف الأميركية والإسرائيلية أيضاً أن وزير الدفاع الإسرائيلي والجنرال دايتون وضعا اللمسات الأخيرة على تفاصيل الخطة قبل رفعها إلى اجتماع أولمرت مع أبو مازن.
وعلى هذا النحو تلقى أولمرت من أبو مازن تعهداً رسمياً بأن تتضمن مهام الحرس الرئاسي وقف عمليات تهريب الأسلحة والذخائر إلى فصائل المقاومة عبر الحدود مع مصر عن طريق معبر رفح. في تعقيبها على لقاء أبو مازن ـ أولمرت قالت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» إن «اللقاء مخيب للآمال من خلال الوعود الإسرائيلية الكاذبة برفع الحواجز وفتح المعابر». لكن ما رشح عن اللقاء من خلال الوسائل الإعلامية الأميركية والإسرائيلية يثبت أن عبارة «مخيب للآمال» هي من قبيل التخفيف، وربما تكون عبارة «خطير» أقرب إلى الدقة.
فكيف تحرز المبادرة العربية أي نجاح، وكيف تتعامل معها القيادة الإسرائيلية بأي درجة من الجدية ما دامت أولوية الرئاسة الفلسطينية منسجمة تماماً مع الأولوية الإسرائيلية والأميركية في تصفية المقاومة الوطنية المسلحة؟
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
السعودية تطلق تحالف دولي لإقامة دولة فلسطينية على أساس “حل الدولتين”
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الخميس، إطلاق تحالف دولي لإقامة دولة فلسطينية وتنفيذ "حل الدولتين"،...
مبادرات سورية لمساعدة آلاف النازحين بسبب الحرب في لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام وتستمر أزمة النزوح اللبناني لليوم الخامس على التوالي بعد الهجوم الإسرائيلي المكثف على لبنان، الذي تسبب حتى الآن في...
حزب الله ينعى القيادي محمد حسين سرور إثر غارة على الضاحية الجنوبية
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام نعى حزب الله اللبناني القائد العسكري بالحزب محمد حسين سرور بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي اغتياله في غارة على الضاحية...
أكثر من 700 شهيد و2600 مصاب بغارات الاحتلال على لبنان
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة اللبنانية الليلة، بأنها أحصت "88 شهيدًا و153 مصابًا في الغارات الإسرائيلية على البلاد خلال...
المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف هدفًا إسرائيليًا بالجولان
بغداد – المركز الفلسطيني للإعلام استهدفت "المقاومة الإسلامية في العراق"، صباح اليوم الجمعة، هدفًا إسرائيليًا في الجولان السوري المحتل باستخدام...
إصابات وانفجارات جراء صاروخ أُطلق من اليمن على تل أبيب
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب أكثر من 17 إسرائيليا إثر الصاروخ اليمني الذي وصل "تل أبيب"، ليل الخميس. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن...
لليوم الـ 356.. القسام يدك تحشدات العدو بقذائف الهاون
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 356 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...