الخميس 18/أبريل/2024

يوم النفير المقدسي

يوم النفير المقدسي
تميز يوم الجمعة الماضي بأن حاول الفلسطينيون جاهدين ، داخل الخط الأخطر وخارجه في فلسطين جعله يوم غضب مقدسي مكرس للاحتجاج على ما يجري بالقرب من المسجد الأقصى المبارك من حفريات وهدم وتغيير في معالمه التراثية الخالدة ، ضمن اعتداءات صارخة على المقدسات الإسلامية وعلى حرية العبادة وحركة المصلين باتجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، إلا أن تصدي الاحتلال الإسرائيلي للمصلين ومجابهتهم بقيود صارمة متشددة ورفع حالة التأهب الأمنية القصوى في وجوههم ، حالت دون دخول عشرات المئات منهم إلى المسجد الأقصى في يوم اعتبروه يوماً للنفير من أجل نصرة الأقصى المبارك باستثناء السماح لأعداد محدودة منهم من كبار السن.

إلا أن جموع المصلين ومعهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين الذي منع من الاقتراب من الأقصى مدة ستين يوماً لاحتجاجه التظاهري ضد الهدم ، قد تحدوا منعهم من الوصول إلى الأقصى وتجمعوا في حي الصوانة في أرض خالية خارج أسوار القدس وأدوا صلاة الجمعة ، بينما تجمع غيرهم في وادي الجوز ومحيط الأقصى وقاوموا القوات الاحتلالية المتربصة بهم وأدوا صلاتهم بالرغم من كل العراقيل البوليسية ، وأعلن الشيخ صلاح أن المؤسسة الاحتلالية تدمر حتى الآن جزءاً من المسجد الأقصى وهي تعلم مكانة هذا المسجد العظيم في قلب كل مسلم وعربي وفلسطيني دينياً وتاريخياً وحضارياً ، وبالرغم من ذلك تصر على جريمة الهدم وتعمل على إثارة حرب دينية في المنطقة ، وطالب خطيب الجمعة الشيخ يوسف أبو سنينة بوقف الحفريات الإسرائيلية عند باب المغاربة لما تؤول إليه من دمار وهلاك وخراب ، بينما حذر الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين من خطر حدوث انهيار في المسجد الأقصى جراء استمرار الحفريات الإسرائيلية تحت أساسه وجدرانه ، وندد بما تقوم به إسرائيل من عزل للقدس عن محيطها الفلسطيني ، وطمس لمعالمها العربية والإسلامية.

إن إسرائيل تدرك مخاطر ما تقدم عليه من حفر وهدميات فوق تلة المغاربة إلا أنها تمعن في تحدي الفلسطينيين وسلب حقوقهم وطمس تراثهم ، وقد برزت أصوات من داخل إسرائيل نفسها تحذر من استمرارية أعمالها غير المشروعة ، ووصف الحاخام شلومو عمار أعمال الهدم في تلة المغاربة بأنها استفزاز لا داعي له ، داعياً إلى تجميد تلك الأشغال ، وذكرت صحف إسرائيلية أن إسرائيل تحتفظ بمفاتيح بوابة المغاربة منذ عام 1967 كقوة احتلالية دون أن يكون لها الحق في ذلك ، وأشارت تلك الصحف إلى أن البوابة الوحيدة المفضية إلى الحرم القدسي الموجودة تحت السيطرة الكاملة تستخدم كمدخل لبعض السياح الإسرائيليين الذين يدخلون إلى الحرم ، كما تستخدم أيضاً لدخول رجال الشرطة على الحرم عند الحاجة.

إن إسرائيل لن تتوقف عند أهدافها المشبوهة في المساس المباشر بالمسجد الأقصى المبارك وتغيير معالم القدس العربية ، ولا بد للفلسطينيين والعرب والمسلمين على حد سواء من جعل كل أيامهم ودون توقف للنفير من أجل إنقاذ الأقصى وصونه من العبث الإسرائيلي.

 
صحيفة الدستور الأردنية 18/2/2006

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...