عاجل

الثلاثاء 23/أبريل/2024

الفلسطينيون يتفاءلون بأمطار السماء لتخفف عنهم الحصار المفروض على الأرض

الفلسطينيون يتفاءلون بأمطار السماء لتخفف عنهم الحصار المفروض على الأرض

تفاءل الفلسطينيون خيرا في بداية فصل الشتاء، عندما تساقطت الأمطار في موعد مبكر على غير عادتها، وبكمية غير مسبوقة.. وما لبثت تلك الفرحة وذلك التفاؤل أن تلاشيا تدريجيا، وخصوصا بعد الانحباس التام للأمطار من الفترة الواقعة بين عيد الفطر والأضحى المباركين، لتعود الأمطار مرة أخرى فتعود معها البسمة إلى شفاه الفلسطينيين.

ولم يخف المواطن والمزارع الفلسطيني خشيته من هذا الانقطاع، الذي من شأنه أن يدمر القطاع الزراعي، فأمضى وقته في تلك الفترة بين الدعاء والرجاء وإقامة صلوات الاستسقاء والتضرع إلى الله عز وجل، بأن ينزل الغيث والرحمة على الأرض والإنسان.

ومما زاد الأمر سوء في فترة انقطاع الأمطار تزامنها مع حالة الفوضى والفلتان الأمني وحوادث الاقتتال الداخلي بين أبناء الشعب الفلسطيني، الأمر الذي “زاد الطين بلة” كما يقولون، وبث روح اليأس في نفوس الفلسطينيين.

ومع عودة هطول الامطار على الأراضي الفلسطينية مرة أخرى، عادت الحياة لتدب من جديد في الأرض والإنسان اللذان أصبحا يتعطشان إلى قطرة الماء، التي تنبت الثمر، وتحيي الأرض، وتغسل النفوس، وتنقيها من الرذائل والخيانة.

ويبقى المواطن الفلسطيني في موسم الأمطار هذا يحمل هما اكبر من هم فصل الشتاء ذاته ألا وهو حقن الدماء الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية، التي من شانها أن وتساعد في حماية الأرض المروية بماء الأمطار، والتفرغ لها، والدفاع عنها، أمام مؤامرات الاحتلال الصهيوني.

أما الفلاح الفلسطيني هو الآخر فإن إحدى عينيه على الوضع الفلسطيني والأخرى على أرضه التي هي مصدر رزقه الوحيد، يتمنى أن يستمر موسم الأمطار بشكله الاعتيادي، لأن الأرض هي حاضنة الأنعام والمواشي، وهي مصدر المزروعات، التي تعتبر مصدر القوت الأكثر اعتماد عليها في حياة الفلاح الفلسطيني.

هم مواطن

أبو زياد مواطن فلسطيني نأى بنفسه عن كل ما يجري في الساحة الفلسطينية، ليكون همه الوحيد والأهم هو إصلاح أرضه، واستغلال موسم الأمطار ليتمكن في نهاية المطاف من تأمين لقمة الخبز له ولأفراد عائلته.

ويقول أبو زياد: “إن انشغالي بالأرض لا يعني عدم مبالاتي بإراقة الدم الفلسطيني والاقتتال الداخلي، ولكنني في نهاية المطاف أريد أن أومن لقمة العيش والحياة الكريمة لي ولأفراد عائلتي، وأسال الله عز وجل أن يستمر سقوط الأمطار حتى يتحقق مرادي ومراد كل المزارعين بأن يكون هذا الموسم موسما زراعيا خيرا، يمكن أن يخفف عني وعن أمثالي أعباء الوضع الاقتصادي الصعب الناجم عن الحصار الأمريكي والصهيوني الظالم، الذي يفرض على الشعب الفلسطيني”.

فهم آخر

أما أبو أحمد فقد رأى هو الآخر في عودة سقوط الأمطار مجددا بعد انحباس لم يعهد من قبل، وتزامنها مع أحداث الفلتان والفوضى الأمنية والاقتتال الداخلي، رسالة مفادها بأن الله يريد أن يقول لنا إن هناك أرضا أرويها لكم بالماء لتبقى صامدة كصمودكم أمام العدو الصهيوني، فلا تنشغلوا عنها بالاقتتال الداخلي، واسعوا في مناكبها وازرعوا فيها الأشجار والثمار التي هي الكفيلة برفع الحصار”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات