الفلسطينيون يتفاءلون بأمطار السماء لتخفف عنهم الحصار المفروض على الأرض
تفاءل الفلسطينيون خيرا في بداية فصل الشتاء، عندما تساقطت الأمطار في موعد مبكر على غير عادتها، وبكمية غير مسبوقة.. وما لبثت تلك الفرحة وذلك التفاؤل أن تلاشيا تدريجيا، وخصوصا بعد الانحباس التام للأمطار من الفترة الواقعة بين عيد الفطر والأضحى المباركين، لتعود الأمطار مرة أخرى فتعود معها البسمة إلى شفاه الفلسطينيين.
ولم يخف المواطن والمزارع الفلسطيني خشيته من هذا الانقطاع، الذي من شأنه أن يدمر القطاع الزراعي، فأمضى وقته في تلك الفترة بين الدعاء والرجاء وإقامة صلوات الاستسقاء والتضرع إلى الله عز وجل، بأن ينزل الغيث والرحمة على الأرض والإنسان.
ومما زاد الأمر سوء في فترة انقطاع الأمطار تزامنها مع حالة الفوضى والفلتان الأمني وحوادث الاقتتال الداخلي بين أبناء الشعب الفلسطيني، الأمر الذي “زاد الطين بلة” كما يقولون، وبث روح اليأس في نفوس الفلسطينيين.
ومع عودة هطول الامطار على الأراضي الفلسطينية مرة أخرى، عادت الحياة لتدب من جديد في الأرض والإنسان اللذان أصبحا يتعطشان إلى قطرة الماء، التي تنبت الثمر، وتحيي الأرض، وتغسل النفوس، وتنقيها من الرذائل والخيانة.
ويبقى المواطن الفلسطيني في موسم الأمطار هذا يحمل هما اكبر من هم فصل الشتاء ذاته ألا وهو حقن الدماء الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية، التي من شانها أن وتساعد في حماية الأرض المروية بماء الأمطار، والتفرغ لها، والدفاع عنها، أمام مؤامرات الاحتلال الصهيوني.
أما الفلاح الفلسطيني هو الآخر فإن إحدى عينيه على الوضع الفلسطيني والأخرى على أرضه التي هي مصدر رزقه الوحيد، يتمنى أن يستمر موسم الأمطار بشكله الاعتيادي، لأن الأرض هي حاضنة الأنعام والمواشي، وهي مصدر المزروعات، التي تعتبر مصدر القوت الأكثر اعتماد عليها في حياة الفلاح الفلسطيني.
هم مواطن
أبو زياد مواطن فلسطيني نأى بنفسه عن كل ما يجري في الساحة الفلسطينية، ليكون همه الوحيد والأهم هو إصلاح أرضه، واستغلال موسم الأمطار ليتمكن في نهاية المطاف من تأمين لقمة الخبز له ولأفراد عائلته.
ويقول أبو زياد: “إن انشغالي بالأرض لا يعني عدم مبالاتي بإراقة الدم الفلسطيني والاقتتال الداخلي، ولكنني في نهاية المطاف أريد أن أومن لقمة العيش والحياة الكريمة لي ولأفراد عائلتي، وأسال الله عز وجل أن يستمر سقوط الأمطار حتى يتحقق مرادي ومراد كل المزارعين بأن يكون هذا الموسم موسما زراعيا خيرا، يمكن أن يخفف عني وعن أمثالي أعباء الوضع الاقتصادي الصعب الناجم عن الحصار الأمريكي والصهيوني الظالم، الذي يفرض على الشعب الفلسطيني”.
فهم آخر
أما أبو أحمد فقد رأى هو الآخر في عودة سقوط الأمطار مجددا بعد انحباس لم يعهد من قبل، وتزامنها مع أحداث الفلتان والفوضى الأمنية والاقتتال الداخلي، رسالة مفادها بأن الله يريد أن يقول لنا إن هناك أرضا أرويها لكم بالماء لتبقى صامدة كصمودكم أمام العدو الصهيوني، فلا تنشغلوا عنها بالاقتتال الداخلي، واسعوا في مناكبها وازرعوا فيها الأشجار والثمار التي هي الكفيلة برفع الحصار”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
أردوغان: أمير قطر يعتبر قادة حماس من أفراد العائلة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام استبعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تغادر قيادة حركة حماس مقرها في الدوحة، مبينا أن أمير قطر "يتصرف بصدق تجاه...
بعد 200 يوم العدوان.. الأغذية العالمي: نصف سكان غزة يعانون الجوع
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، إنه بعد مرور 200 يوم على الحرب الإسرائيلية على غزة،...
الأورومتوسطي: الاحتلال يبدأ في محو ما تبقى من بيت لاهيا وقتل وتهجير ساكنيها
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من ارتكاب الجيش الإسرائيلي مذبحة جديدة في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة ومحو...
الرشق: بعد 200 يوم من العدوان.. غزة ما زالت تكتب التاريخ
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، أنّ غزة بعد 200 يوم من العدوان عليها ما زالت تكتب التاريخ، مشددًا على...
استشهاد لبنانيتين و6 إصابات بغارة صهيونية على منزل في الجنوب
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام استشهدت لبنانيتان وأصيب 6 أشخاص، الثلاثاء، جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلا كانوا فيه في بلدة حانين جنوبي لبنان....
جيش الاحتلال يُعلن مقتل أحد ضباطه برصاص المقاومة شمال غزة
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مقتل جندي برتبة "رائد احتياط" برصاص المقاومة الفلسطينية، خلال...
الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيات غزة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الثلاثاء، إنه يشعر "بالذعر من تدمير مجمعي ناصر والشفاء...