نظام تكنولوجي طوره طالبان فلسطينيان يمكّن من السيطرة على الكمبيوتر عبر الهاتف
بعيدا عن السياسة ومماحكاتها ، وفي ظل أوضاع داخلية صعبة ، وأزمة لا يبدو أنها سريعة الانتهاء ، وتأثير ذلك على العقول وإنتاجها العلمي والثقافي ، تمكن خريجان فلسطينيان من ابتكار طريقة تمكن المستخدم من توجيه الكمبيوتر والسيطرة عليه من خلال جهاز الهاتف المحمول .
إذ قام خريجان من جامعة بوليتكنك فلسطين ، في مدينة الخليل ، هما عبد المنعم سمير فطافطة من بلدة ترقوميا ، غرب الخليل ، و محمد علي محمد حسن ، من بلدة بني نعيم ، شرق الخليل ، متخصصان في هند سة أ نظمة الحاسوب ، بتقديم مشروع تخرج مميز للغاية ، ولقي إعجابا كبيرا ، على مستوى الأساتذة والطلبة في الجامعة ، وعلى مستوى الوطن .
طبيعة المشروع
يقول الطالب الخريج فطافطة إ ن النظام هو عبارة عن عملية تحكم ب 18 عملية بالكمبيوتر الشخصي ، من خلال الهاتف المحمول من طراز نوكيا ، والذي يحوي نظام تشغيل Symbian© باستخدام تقنية ا لـ GPRS . ويضيف فطافطة عن الفروقات بين جميع الانظمة الموجود ة والنظام الذي قا ما بتطويره كثير ة، و أ ولها استخدام خدمات الجيل الثالث من شبكة المحمول ، وتتمثل بتقنية ا لـ GPRS بالاضافة الى ذلك أ ن المشاريع او الانظمة الموجوده سابقا تتعامل بتقنية الرسائل القصيره sms أ و الاتصال العادي Voice Call ، لكن هذا المشروع يستخدم تقنية جديد ة وببرنامج مستقل ينزل على الهاتف المحمول ، وهذا يوفر ماليا بالاضافة للدقة والامان اكثر .
ويضيف حسن أ ن من هذه العمليات: إيقاف تشغيل الكمبيوتر وتسجيل الخروج، وأيضا تغيير خلفية سطح المكتب ، وكذلك تشغيل الملفات الصوتية ، التي تكون مخزنة على الكمبيوتر ، إضافة الى تشغيل بعض البرامج التنفيذية كبرنامج الـ (Note pad Internet Explorer Task manager ).
ويتابع قائلا عن المدة التي استغرقها المشروع أ نه أ خذ معنا مدة عام كامل ، وقد قسم الى قسمين قسم نظري ، وكان في بداية العام ، وقسم عملي أ خذ الفصل الثاني من العام . ويضيف فطافطة أ ن العمل في هذا المشروع انقسم الى جزئين ، على مبدأ تقسيم العمل ، فقد اختص فطافطة في برمجة الموبايل واختص حسن في برمجة الكمبيوتر ، وبعد الانتهاء من هذه الترتيبات قام فطافطة بربط وتهيئة النظام على صورته النهائية .
اكتشاف ذهني
ويقول فطافطة إ ن تولد هذه الفكر ة في ذهنه كانت قبل سنة التخرج بعام واحد، أ ي اثناء السنة الثا لثة، واستمر على البحث في هذا المجال من خلال الشبكة العنكبوتية ، إلى أ ن اتى موعد التقدم بافكار مشاريع التخرج ، فطرحها كفكر ة مشروع تخرج ، وقد اتفق مع مجموعة مكونة من طالبين اخرين ليكونا فريقي عمل المشروع ، الا انهم لم يتوفقا بالاستمرار كمجموعة عمل واحد ة، واضطر فطافطة خضوعا لقوانين الجامعة للبحث عن شريك لمشروعه ، بعد بدء الطلبة مشاريعهم بشهر كامل .
هل سيوضع على الرف؟
حينما سئل محمد حسن عما إذا كانت هناك جهات رسمية اهتمت بالموضوع ، من خلال دعمها وتطويرها لهذه القدرات والعقول ، وكيفية وصول هذا المشروع للناس، أجاب بأنه لهذه اللحظة لا توجد أي جهة رسمية تكلمت معه بشأن المشروع أو تبنته، و أ ن خروج هذا المشروع للناس كان بفضل عبد المنعم فطافطة صاحب الفكرة، و قام الطالب فطافطة بعرض هذا المشروع في معرض الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات 2006 ExpoTech تحت جناح الحاضنة الفلسطينية .
ويضيف فطافطة أ نه بعدما فقد الامل في عرض مشروعه ، وتوجيه الانظار إ ليه ، وجد هذه الفرصة بالصدفة بعد 4 شهور من انتهاء المشروع والتخرج . وأضاف حسن قائلا “ إننا الآن ننتظر من يهتم بنا وبالمشروع ، ولن نطلعه على أي جهة كانت من الخارج ، وإننا ننوي وبشكل جدي أن نكمل المشروع ونطوره، ونسعى لان يلاقي الاهتمام الداخلي الرسمي ، ونتمنى أن لا يكون مجرد بهرجة إعلامية فقط وبعدها يوضع على الرفوف ، ونحن من جهتنا سنسعى لجلب الاهتمام ، و إ ن لم يلاق هذا المشروع بعد إكماله وتطويره الاهتمام ، سنضطر لعرضه على جهات خارجية ، بعد استنفاذ كافة السبل لتوظيفه في الداخل ، لأ ن الوطن أولى بهذه المشاريع ، التي ترقى به ويرقى بها، و كما يقال خيرك لبلدك “ .
ويضيف فطافطة أ ن في جعبته ثلاثه افكار لتطوير المشروع إ ذا وجد الدعم ، سواء في الداخل او في الخارج ، مع استعداده للخروج لاي دو لة لإ تمام طموحه ، ولكن بالاحتفاظ بحقوق هذه الافكار كأفكار فلسطينية ، ويجب ان تطبق باد ئ الامر فلسطينيا ، كما قال .
رسالة
في ختام حديثه وجه الخريج محمد حسن رسالة عامة للمؤسسات الرسمية والإعلام والقراء ، مفادها أن الشاب الطموح وبالرغم من كل المعوقات ، التي تواجهه ، ولا سيما أ نه فلسطيني ، يستطيع أن ينجز حتى أكثر من الشباب الذين يعيشون في الظروف العادية ، بل وفي ظروف الاستقرار والرفاهية العالية . وقال “ نحن لسنا أغنياء ومرفهين ، وبالرغم من ذلك تحدينا بعقولنا ، وأنجزنا ، ونأمل أن نجد من يهتم بالعقول المميزة من الشباب ، وهي كثيرة في بلادنا ، فهناك عقول نيرة قادرة على الإبداع ، ولكن الإحباط غالب عليها ، وهي تنتظر من يشجعها ويكللها بالرعاية “ .
ويضيف “ ما انجزناه كان لبلدنا ، ونحب أن تكون كذلك برغم كل الظروف .. أما أنا وأخي عبد المنعم فحبنا للمشروع هو الذي دفعنا لإنجاحه ، وقد وضعنا نصب أعيننا مشروعا مميزا يدعمه الحب والرغبة والفضل والتوفيق من رب العالمين “ .
مشرفة المشروع.. عمل مميز
تقول
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الأورومتوسطي يرحب بقرارات “العدل الدولية” الملزمة بإدخال المساعدات لغزة
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ترحيبه بإصدار محكمة العدل الدولية اليوم الخميس، تدابير تحفظية جديدة تلزم...
رغم قرارات “العدل الدولية” ومجلس الأمن.. أطفال غزة يقضون بالجوع والقصف
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تتواصل حرب الإبادة الصهيونية على غزة في يومها 174، بكل وحشيتها وقهرها لتقدم للعالم على مائدة الإفطار والسحور وجبة...
مفوض أممي: الوضع في قطاع غزة يرقى إلى “جريمة حرب”
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الخميس، إن الوضع في قطاع غزة قد يرقى إلى "جريمة حرب". جاء...
120 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أدى نحو 120 ألف مصل فلسطيني، الخميس، صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك، رغم القيود التي تفرضها سلطات...
القسام: تفجير منزل مفخخ واستهداف 4 آليات للاحتلال في القطاع
غزة المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس، تفجير منزل مفخخ بقوة صهيونية واستهداف 4 آليات بالقذائف، خلال...
هنية ووفد حماس يلتقون رئيس البرلمان الإيراني
طهران - المركز الفلسطيني للإعلام التقى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ووفد قيادة الحركة رئيس البرلمان الإيراني -الخميس- في العاصمة...
العدل الدولية تُصدر تدابير جديدة بشأن قطاع غزة
لاهاي- المركز الفلسطيني للإعلام دعت محكمة العدل الدولية، اليوم الخميس، الاحتلال الإسرائيلي لضمان دخول المساعدات إلى قطاع غزة "دون معوقات"....