الجمعة 29/مارس/2024

نظام تكنولوجي طوره طالبان فلسطينيان يمكّن من السيطرة على الكمبيوتر عبر الهاتف

نظام تكنولوجي طوره طالبان فلسطينيان يمكّن من السيطرة على الكمبيوتر عبر الهاتف

بعيدا عن السياسة ومماحكاتها ، وفي ظل أوضاع داخلية صعبة ، وأزمة لا يبدو أنها سريعة الانتهاء ، وتأثير ذلك على العقول وإنتاجها العلمي والثقافي ، تمكن خريجان فلسطينيان من ابتكار طريقة تمكن المستخدم من توجيه الكمبيوتر والسيطرة عليه من خلال جهاز الهاتف المحمول .

إذ قام خريجان من جامعة بوليتكنك فلسطين ، في مدينة الخليل ، هما عبد المنعم سمير فطافطة من بلدة ترقوميا ، غرب الخليل ، و محمد علي محمد حسن ، من بلدة بني نعيم ، شرق الخليل ، متخصصان في هند سة أ نظمة الحاسوب ، بتقديم مشروع تخرج مميز للغاية ، ولقي إعجابا كبيرا ، على مستوى الأساتذة والطلبة في الجامعة ، وعلى مستوى الوطن .

 طبيعة المشروع

يقول الطالب الخريج فطافطة إ ن النظام هو عبارة عن عملية تحكم ب 18 عملية بالكمبيوتر الشخصي ، من خلال الهاتف المحمول من طراز نوكيا ، والذي يحوي نظام تشغيل Symbian© باستخدام تقنية ا لـ GPRS . ويضيف فطافطة عن الفروقات بين جميع الانظمة الموجود ة والنظام الذي قا ما بتطويره كثير ة، و أ ولها استخدام خدمات الجيل الثالث من شبكة المحمول ، وتتمثل بتقنية ا لـ GPRS بالاضافة الى ذلك أ ن المشاريع او الانظمة الموجوده سابقا تتعامل بتقنية الرسائل القصيره sms أ و الاتصال العادي Voice Call ، لكن هذا المشروع يستخدم تقنية جديد ة وببرنامج مستقل ينزل على الهاتف المحمول ، وهذا يوفر ماليا بالاضافة للدقة والامان اكثر .

ويضيف حسن أ ن من هذه العمليات: إيقاف تشغيل الكمبيوتر وتسجيل الخروج، وأيضا تغيير خلفية سطح المكتب ، وكذلك تشغيل الملفات الصوتية ، التي تكون مخزنة على الكمبيوتر ، إضافة الى تشغيل بعض البرامج التنفيذية كبرنامج الـ (Note pad Internet Explorer Task manager ).

ويتابع قائلا عن المدة التي استغرقها المشروع أ نه أ خذ معنا مدة عام كامل ، وقد قسم الى قسمين قسم نظري ، وكان في بداية العام ، وقسم عملي أ خذ الفصل الثاني من العام . ويضيف فطافطة أ ن العمل في هذا المشروع انقسم الى جزئين ، على مبدأ تقسيم العمل ، فقد اختص فطافطة في برمجة الموبايل واختص حسن في برمجة الكمبيوتر ، وبعد الانتهاء من هذه الترتيبات قام فطافطة بربط وتهيئة النظام على صورته النهائية .

 اكتشاف ذهني

ويقول فطافطة إ ن تولد هذه الفكر ة في ذهنه كانت قبل سنة التخرج بعام واحد، أ ي اثناء السنة الثا لثة، واستمر على البحث في هذا المجال من خلال الشبكة العنكبوتية ، إلى أ ن اتى موعد التقدم بافكار مشاريع التخرج ، فطرحها كفكر ة مشروع تخرج ، وقد اتفق مع مجموعة مكونة من طالبين اخرين ليكونا فريقي عمل المشروع ، الا انهم لم يتوفقا بالاستمرار كمجموعة عمل واحد ة، واضطر فطافطة خضوعا لقوانين الجامعة للبحث عن شريك لمشروعه ، بعد بدء الطلبة مشاريعهم بشهر كامل .

 هل سيوضع على الرف؟

حينما سئل محمد حسن عما إذا كانت هناك جهات رسمية اهتمت بالموضوع ، من خلال دعمها وتطويرها لهذه القدرات والعقول ، وكيفية وصول هذا المشروع للناس، أجاب بأنه لهذه اللحظة لا توجد أي جهة رسمية تكلمت معه بشأن المشروع أو تبنته، و أ ن خروج هذا المشروع للناس كان بفضل عبد المنعم فطافطة صاحب الفكرة، و قام الطالب فطافطة بعرض هذا المشروع في معرض الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات 2006 ExpoTech تحت جناح الحاضنة الفلسطينية .

ويضيف فطافطة أ نه بعدما فقد الامل في عرض مشروعه ، وتوجيه الانظار إ ليه ، وجد هذه الفرصة بالصدفة بعد 4 شهور من انتهاء المشروع والتخرج . وأضاف حسن قائلا “ إننا الآن ننتظر من يهتم بنا وبالمشروع ، ولن نطلعه على أي جهة كانت من الخارج ، وإننا ننوي وبشكل جدي أن نكمل المشروع ونطوره، ونسعى لان يلاقي الاهتمام الداخلي الرسمي ، ونتمنى أن لا يكون مجرد بهرجة إعلامية فقط وبعدها يوضع على الرفوف ، ونحن من جهتنا سنسعى لجلب الاهتمام ، و إ ن لم يلاق هذا المشروع بعد إكماله وتطويره الاهتمام ، سنضطر لعرضه على جهات خارجية ، بعد استنفاذ كافة السبل لتوظيفه في الداخل ، لأ ن الوطن أولى بهذه المشاريع ، التي ترقى به ويرقى بها، و كما يقال خيرك لبلدك .

ويضيف فطافطة أ ن في جعبته ثلاثه افكار لتطوير المشروع إ ذا وجد الدعم ، سواء في الداخل او في الخارج ، مع استعداده للخروج لاي دو لة لإ تمام طموحه ، ولكن بالاحتفاظ بحقوق هذه الافكار كأفكار فلسطينية ، ويجب ان تطبق باد ئ الامر فلسطينيا ، كما قال .

 رسالة

في ختام حديثه وجه الخريج محمد حسن رسالة عامة للمؤسسات الرسمية والإعلام والقراء ، مفادها أن الشاب الطموح وبالرغم من كل المعوقات ، التي تواجهه ، ولا سيما أ نه فلسطيني ، يستطيع أن ينجز حتى أكثر من الشباب الذين يعيشون في الظروف العادية ، بل وفي ظروف الاستقرار والرفاهية العالية . وقال “ نحن لسنا أغنياء ومرفهين ، وبالرغم من ذلك تحدينا بعقولنا ، وأنجزنا ، ونأمل أن نجد من يهتم بالعقول المميزة من الشباب ، وهي كثيرة في بلادنا ، فهناك عقول نيرة قادرة على الإبداع ، ولكن الإحباط غالب عليها ، وهي تنتظر من يشجعها ويكللها بالرعاية .

ويضيف “ ما انجزناه كان لبلدنا ، ونحب أن تكون كذلك برغم كل الظروف .. أما أنا وأخي عبد المنعم فحبنا للمشروع هو الذي دفعنا لإنجاحه ، وقد وضعنا نصب أعيننا مشروعا مميزا يدعمه الحب والرغبة والفضل والتوفيق من رب العالمين .

 مشرفة المشروع.. عمل مميز

تقول

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات