السبت 20/أبريل/2024

دموع وأفراح .. للعيد طعم آخر بالنسبة لوالدة الشهيد بلاسمة وابنته

دموع وأفراح .. للعيد طعم آخر بالنسبة لوالدة الشهيد بلاسمة وابنته

مع حلول أجواء عيد الأضحى المبارك، حيث يفرح المسلمون في كل أنحاء المعمورة؛ تبقى الفرحة منقوصه لذوي الشهداء في فلسطين، فالفرحة تمتزج بدموع فراق الأحبة الذين كانوا يملئون جنبات المنزل والشارع والمدرسة والوادي والجبل.

والدة الشهيد

لم تتمالك أم حسن، والدة الشهيد محمد بلاسمة، من سلفيت، أحد قيادي كتائب عز الدين القسام ومن خلية المهندس يحيى عياس، نفسها، فأجهشت في البكاء عندما جاء أقرباؤها يباركون لها في العيد، إذ تذكرت عندها نجلها الشهيد الذي كان يملأ عليها حياتها، وكان محبا لها وبارّاً بها، وهي التي شارفت على السبعين، وفيما كان مطيعاً لها؛ فإنها دأبت على الدعاء له عند كل صلاة.

هذا هو لسان حال ذوي الشهداء، والذي لا يختلف كثيراً عن حال ذوي الأسرى والجرحى، الذين تتلهف عائلاتهم لسماع نبأ الإفراج عنهم، مستذكرة الأحبة القابعين خلف القضبان. ومع ذلك؛ تدعو أم حسن، أسماء بلاسمة، بأن يمنّ الله بالإفراج العاجل عن الأسرى، وأن “يعمي أعين اليهود عن الجندي الأسير لدى فصائل المقاومة” جلعاد شاليط.

عرين ابنة الشهيد

أما عرين، ابنة الأربعة أعوام؛ فتسأل أمها “متى سنذهب لزيارة قبر والدي محمد؟”، فيكون الجواب “عند الصباح (من يوم العيد) سنزور قبره وندعو له ولكل المسلمين الأحياء منهم والأموات”، وتعود للسؤال مرة أخرى “وأين هو الآن؟”؛ فتسمع الجواب المؤكد “هو في الجنة”.

هنا تمتزج دموع الحزن بدموع الفرح، ويكون طعم العيد مختلفاً، حيث تلفه الأحزان والأوجاع لحال أهل فلسطين، وحال ذوي شهدائهم وأسراهم وجرحاهم، فالكل يعاني ويتألم، ولا مغيث ولا مجيب من العالم العربي والإسلامي مترامي الأطراف، وكأنه يستغرق في غيبوبة عميقة، كما يستشعر المواطنون هنا.

وكما في الأعياد السابقة عبر التاريخ الفلسطيني؛ لم يمرّ عيد تغمره الفرحة الكاملة عند أهل فلسطين منذ الاحتلال البريطاني، ومن ثمّ من النكبة الفلسطينية وحتى الآن. ويبدو واضحاً كيف أثّرت هذه المآسي بشكل كبير على نفسيات المواطنين الفلسطينيين، وما يفاقم ذلك اليوم هو الحصار الجائر الذي لا سابق له، والذي تُمنع بموجبه لقمة الخبز عن الصغار والكبار، عقاباً على الخيار الديمقراطي المستقل.

مع ذلك؛ تقول والدة الشهيد بلاسمة “سنظل صامدين وثابتين، ولن نركع ولن نهون مهما حاصرونا وجوّعونا”، وتضيف “انظر للأشجار؛ إنها تموت واقفة، ونحن هكذا؛ سنموت واقفين ولن نركع”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات