الجمعة 27/سبتمبر/2024

إسرائيل ترفض إلقاء الفتات لنهج أوسلو

إسرائيل ترفض إلقاء الفتات لنهج أوسلو

صحيفة الوطن القطرية

لم يحقق لقاء أبومازن – أولمرت سوى خيبة الأمل بالنسبة للشعب الفلسطيني، فرغم ما كان يأمله فريق أوسلو من أن يجد استعداداً لدى أولمرت لدفع فاتورة مواقف مؤسسة الرئاسة التي ضحت بالوحدة الوطنية الفلسطينية وباستقرار الوضع في الساحة السياسية الفلسطينية إرضاء للولايات المتحدة و”إسرائيل”، فلم يجد ذلك الفريق من “إسرائيل” إلا الوعود العرقوبية التي لا تسمن ولا تغني من جوع .

وهي نتيجة طبيعية فقد جاءها الرئيس أبومازن متخففاً من المطالب الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني كقضيتي القدس واللاجئين ليتحدث عن مطالب إجرائية صرفة كالاستحقاقات المالية وملف الأسرى والمشردين، والتي هي تفرعات للقضية الأساس، ويبدو أن في نظر “إسرائيل” – ومن المؤلم أن اتفق معها في الرأي – أن من يتخلى عن الجذور (تاريخه الوطني وحقوق شعبه الثابتة) لا يستحق الحصول على التفرعات ويكفي إرضاءه بفتات الوعود.

ففي حين إن من يطالب بالأساس ويتمسك به فإنه لابد وأن يحصل على المائدة برمتها، فإن من يطالب بالتفرعات لن يحصل سوى على الفتات، بل إن حتى ذلك الفتات لم يحصل عليه أبومازن من المائدة التي يستحوذ عليها الإسرائيليون فبعد وعد بالإفراج عن مائة مليون دولار، لم يلبث الإسرائيليون بعد الاجتماع أن ربطوا ذلك بأن التحويل لن يتم إلا إذا تأكدت “إسرائيل” من أن المبلغ لن يصل شيء منه إلى حكومة حماس، وهو ما يعني أنه لن يتم إلا بعد إتمام أبومازن مهمته بإزاحة حكومة حماس بنجاح، وهو ما يشكل دعوة صريحة لأبومازن لأن يطعم الحكومة الحصرم كي يحصل هو على حبات العنب التي ترميها “إسرائيل” بعد إحساسها بالتخمة.

وحتى الاتفاق على موضوع الأسرى بدا أيضاً وعداً بعيد المنال حين تم ربطه بالوساطة المصرية، بما يعني أن الأسرى لن يفرج عنهم في إطار اتفاق مع أبومازن بل عبر صفقة تبادل الجندي جلعاد الذي تأسره حركة حماس، وهكذا فإن أبومازن خرج من الاجتماع الموعود والذي انتظره طويلاً بخفي حنين دون أن يحقق شيئاً سواء على صعيد المكاسب الشخصية له ولنهج أوسلو أو على صعيد المكاسب الحقيقية للشعب الفلسطيني. اللهم إلا إذا اعتبر الجلوس مع الإسرائيليون في حد ذاته انجازاً.

وفي المقابل بدأت “إسرائيل” بإطلاق بالونات اختبار لقياس ردود فعل حماس، تمهيداً لمحاولة فتح قنوات اتصال معها، وهو ما يعني أنها شعرت أن لا أمن حقيقياً لها دون التفاوض مع حماس، وأن لا جدية في التسوية السياسية إن لم تكن حماس طرفاً فيها، ومن تلك البالونات ما أشيع عن هدنة الخمس سنوات بين حماس و”إسرائيل”. وهذا يعني أن “إسرائيل” تعيش أزمة ثقة بتيار أوسلو رغم ما أبداه من استعداد لتنفيذ شروطها التي تتبناها اللجنة الرباعية واستعداده للتخلي عن الثوابت الوطنية الفلسطينية .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات