الجمعة 29/مارس/2024

مواطنو غزة: لسنا بحاجة للانتخابات المبكرة بقدر حاجتنا للأمن والاستقرار

مواطنو غزة: لسنا بحاجة للانتخابات المبكرة بقدر حاجتنا للأمن والاستقرار
في ظل الخروقات المتواصلة لوقف إطلاق النار بين الفصائل؛ يخشى المواطنون من تدهور الوضع الأمني وانتقال المعارك إلى داخل الجامعات والمدارس والمساجد والمستشفيات.

وفي هذا الصدد يقول المهندس مصطفى أبو سعدة (38 عاماً)، الذي يقيم في منطقة الشيخ رضوان أنه لم يسمح لأطفاله الثلاثة بالذهاب إلى المدرسة خشية تعرضهم لخطر الاشتباكات التي تقع بين المسلحين.

وقال: “نحن نفرض حظر تجول على أنفسنا، إذ لم يذهب أطفالي إلى المدرسة”، معربا عن خشيته من أن الحرب المصغرة بين مسلحين من حركة “فتح” وأجهزة الأمن التابعة لوزارة الداخلية قد تنزلق إلى مواجهة عارمة.

وقالت مها زوجة أبو سعدة، إن مئات من المسلحين الملثمين من حركة “فتح” يجوبون شوارع المدينة منذ تفجر الأوضاع. وأضافت: “إن ما يقلق المواطنين أن تنتقل هذه الحرب إلى حرم الجامعات والمساجد والمستشفيات والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة”.

المواطن أشرف عدوان يؤكد أن هؤلاء المسلحون “لا يفرقون بين أماكن مقدسة ومستشفيات وغيرها”، مضيفا “أنها مأساة حقيقية، وقد تتعرض سمعة الشعب الفلسطيني للأذى في عيون العالم، فكيف سنتمكن من مطالبة العالم بدعمنا لقضيتنا العادلة، ونحن نتقاتل في ما بيننا دون هوادة؟”.

من جانبه؛ قال صاحب متجر يدعى خالد شاكر إنه “لا يوجد ما يبرر هذه الحرب، وهذه الحرب تخدم الكيان الصهيوني”، مطالباً بوضع حد لها “قبل أن تتحول فلسطين إلى عراق آخر”.

وكان أكثر من عشرة مواطنين قد قتلوا، وأصيب عدد آخر في اشتباكات وقعت في أماكن متفرقة من قطاع غزة على خلفية خطاب رئيس السلطة محمود عباس، والذي دعا من خلاله إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

وقد تباينت آراء ومواقف المواطنين بين مؤيد ومعارض لها، بالرغم من أن استطلاعات الرأي المختلفة تشير إلى معارضة شعبية واسعة لهذه الدعوة.

أحمد حمد (24 عاماً)، يعمل بائعًا في إحدى المحال التجارية، قال: “ليس مهمًا لديّ إجراء انتخابات مبكرة من عدمه، الأهم عندي وعند الشعب الفلسطيني بأكمله وضع حد لشلالات الدم النازفة على أيدي من يسمون أنفسهم أبناء الوطن الفلسطيني وهو في الحقيقة بريء منهم”.

وتابع الشاب بكثير من الحماس: “كنت أتوقع أن يكشف خطاب الرئيس عن خفايا إحدى جرائم القتل الأخيرة، وأن يقدم المتهمين للعدالة مهما كانت تنظيماتهم ومناصبهم، لكنه لم يفعل، ليس لدينا حاجة ماسة للانتخابات المبكرة بقدر حاجتنا الماسة للأمن والاستقرار الداخلي”.

ورأى المواطن “أبو إسماعيل” أن القرار الرئاسي كان بمثابة دعوة لانقلاب فتحاوي على الحكومة، “إذ جاء الخطاب متهكماً ساخراً خالياً من الواقعية، علاوةً على أنه لم يقدم أية حلول للأزمة الراهنة، مؤكدًا على ضرورة رفض الانتخابات، والعودة إلى الحوار الذي أبدت حماس فيه مرونة وعقلانية في كل المواقف.

ووافقه الرأي منذر، الذي أكد على ضرورة العودة للحوار، ذلك أنه الحل الجذري للأزمات القائمة، على أن يكون الحوار عقلانياً مرناً، ليس لجهة داخلية أو خارجية تضغط باتجاه تغليب مصالحها على مصلحة الشعب الفلسطيني الذي بات يدفع الثمن من دمه وأنفاسه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات