الأربعاء 24/أبريل/2024

لقاء مع الناطق باسم حماس الدكتور إسماعيل رضوان

لقاء مع الناطق باسم حماس الدكتور إسماعيل رضوان

يريدون “حماس” ديكوراً في حكومة الوحدة .. وقدمنا تنازلات كثيرة لتشكيلها

تنفيذية المنظمة رضخت للإملاءات الامريكية وقرّرت الانقلاب على الشرعية والديمقراطية

نحذر من فوضى عارمة في المنطقة اذا استمر تجاهل حقوق شعبنا وفرض الحصار الظالم

تواصل العدوان الصهيوني على الضفة يضع التهدئة في مهب الريح ولن نسمح بالاستفراد بها

أكد الدكتور إسماعيل رضوان، الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أنّ تواصل العدوان الصهيوني على الضفة يضع التهدئة في مهب الريح، مؤكداً في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، أنّ حماس لن تسمح بالاستفراد بالضفة، مشيراً الى أنّ التهدئة المعلنة محدودة، وأنّ الرد على أي خرق صهيوني لها سيتم بقرار جماعي.

وفي ما يتعلق بالمشاورات التي جرت لتشكيل حكومة وحدة وطنية؛ قال رضوان “إنّ حماس قدمت تنازلات كثيرة من أجل حكومة الوحدة الوطنية ورفع الحصار، لكن التوتيريين لا يريدون وحدة ولا وفاقاً، ويريدون حماس ديكوراً للحكومة الجديدة”، وأضاف “نحذر من فوضى عارمة في المنطقة إذا استمر تجاهل حقوق شعبنا وفرض الحصار وعدم التعامل مع الحكومة”، منبهاً أنّ الأموال التي يحملها الوزراء والنواب عبر المعابر تأتي بمستندات رسمية و تودع للخزينة رسمياً.

وفيما يلي نص المقابلة مع الدكتور إسماعيل رضوان، الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ..

 

التهدئة بين القطاع والضفة

– في الأيام القليلة الماضية اتفقت فصائل المقاومة الفلسطينية على مبادرة التهدئة، فما الداعي إلى التهدئة الجزئية؟

رضوان: بناء على الإجماع الوطني بين الفصائل الفلسطينية، وحركة حماس هي من الكل الفلسطيني التي تحرص على مصلحة أبناء شعبها العليا؛ قرّرت الدخول في هذه التهدئة الجزئية والخاصة بوقف شكل من أشكال المقاومة المسلحة والمتعلق بإطلاق الصواريخ مقابل وقف العدوان الصهيوني الشامل على أبناء شعبنا الفلسطيني، ولا يعني هذا أنّ المقاومة بكافة أشكالها قد توقفت، فنحن نتحدث عن تهدئة جزئية تتعلق بوقف الصواريخ مقابل وقف العدوان من اغتيالات واجتياحات وغيرها، خاصة أن الاحتلال لأول مرة يعلن استجابته لهذه التهدئة الجزئية التي سرَّ بها البيت الأبيض الأمريكي مما يدلل على أن الصواريخ المحلية الصنع التي كانوا يهزؤون منها أحدثت فعلها وأثرها في العدو الصهيوني، ونحن نبحث دائماً في الشكل المناسب لخيارات المقاومة للجم العدوان والدفاع عن الشعب الفلسطيني.

– هل هناك ضمانات؟

رضوان: ليس هناك ضمانات، فالعدو الصهيوني معروف بألاّ عهد له، كما وصفهم المولى عز وجل (أوكلّما عاهدوا عهداً نبذَهُ فريقٌ منهم بل أكثرهم لا يُؤمنون)، لكنّ الضمان الوحيد لاستمرارية العدو الصهيوني في المحافظة على هذه التهدئة الجزئية هو قدرتنا في الحفاظ على خيار المقاومة والجاهزية وتحقيق الوحدة الوطنية على أرض الواقع. فأي خرق من العدو الصهيوني لابد وأن يواجه بردّ من فصائل المقاومة، لكن قد نحتاج إلى شيء من التشاور في الإطار الفصائلي لأجل أن نحافظ على الردّ الموزون في هذا الاتجاه.

– يمكن أن نسمي هذه التهدئة مبادرة فلسطينية من طرف واحد لنزع ذرائع الكيان الصهيوني التي كان يسوقها على العالم وكأنها تمارس عدوانها لوقف الصواريخ، هل نجحت هذه المبادرة من وجهة نظركم؟

رضوان: إنّ ما حدث بداية هو أنّ الرئيس أبو مازن اقترح على الفصائل الفلسطينية إجراء تهدئة تامة وشاملة، ويبدو أنّ اتصالاً من بيرس بأبي مازن يعرض بتهدئة شاملة مقابل وقف عدوان شامل، إلاّ أنّ الفصائل رفضت التهدئة الشاملة وفكّرت في شكل من أشكال التهدئة، فتوصلت للتهدئة الجزئية حتى ترى العدو الصهيوني هل يلتزم ويستجيب أم لا. وأعتقد أنّ العدو الصهيوني بعدما فشل في كل حملاته العسكرية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وهزيمته في لبنان ليس بحاجة لأن يفتح على نفسه أبواباً جديدة من الاجتياحات في قطاع غزة، خاصة بعد صمود وثبات الشعب الفلسطيني والصواريخ التي أرّقت المستوطنات ومنطقة سديروت على وجه الخصوص. أضف إلى ذلك أنه أصبح أمام المجازر التي ارتكبها في بيت حانون لا يستطيع أن يحقق وقفاً للصواريخ، فكان لابد من التعاطي مع هذا الموقف، وهذا ما دلّل عليه سرور أولمرت حينما أبدى ارتياحه لهذه التهدئة وترحيبه بها، فقبل ذلك كان إعلان القاهرة للتهدئة من طرف واحد فلسطيني – فلسطيني فقط ولم يعترف بها العدو الصهيوني، أما الآن فالتهدئة الجزئية أصبحت بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني والذي أصبح هو من يريدها واعترف بالتبادلية والتزامن بها.

 

الحكومة وزمام المبادرة

– بماذا تفسرون قدرة رئيس الوزراء إسماعيل هنية على هذا التوافق بين الفصائل، حيث أنه خلال 48 ساعة تمكن من لم شملها والتوصل معها لموقف موحد، بمعنى أنه وضع الكرة بالملعب الصهيوني؟

رضوان: مما يُذكر للأخ إسماعيل هنية أنّ له علاقات إيجابية وجسوراً من الثقة، خاصة أنه جاء من رحم المقاومة والتفت حوله الجماهير، فحينما يتحدث بهذه المنطلقات للفصائل الفلسطينية إنما يعلمون أنه انطلق من مصلحة وطنية عليا، ولذلك عندما عرض رئيس الوزراء هنية هذا الاقتراح وناقشته الفصائل الفلسطينية أخذت بها، حيث استطاع بما يمتلك من حنكة وحكمة وجسور الثقة التي بُنيت بينه وبين أبناء شعبنا وهذه الفصائل؛ أن يتوصل إلى تفاهم يلبي المصلحة الوطنية العليا، وهذا في سياق إحراج العدو الصهيوني الذي راهن كثيراً على القوة العسكرية لتوقف هذه الصواريخ ففشلت.

أضف إلى ذلك أنه حينما يقدم باسم الفصائل وعن طريق الحكومة فيبيِّن أنّ الحكومة الحالية باستطاعتها وقدرتها رغم تعرضها للحصار السياسي والاقتصادي أن تفعل ما لم تفعله أي حكومة سابقة، وخاصة أنها في وقت يسير توصلت إلى تفاهمات وإعلان تهدئة جزئية احترمها العدو الصهيوني.

– البعض يرى أنّ الاحتلال قد يترك مسرح هجومه على غزة ويمارس القتل في الضفة، بمعنى أنه يقوم بتحييد غزة والانفراد بالضفة؟

رضوان: حينما ناقشنا كفصائل التهدئة الجزئية اتفقنا على أن يكون وقف العدوان ضد أبناء شعبنا، أي في غزة والضفة الغربية، إلاّ أنّ العدو ما زال يمارس عدوانه في الضفة حيث أنه قتل رجلاً وامرأة في جنين، وما زال في حوارة جنوب نابلس يحاصر منزلاً ويجتاح في الضفة، ويغتال ويمارس عنفه ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وهذه الاجتياحات والاغتيالات تعرض التهدئة الجزئية للخطر وتصبح في مهب الريح أمام تواصل العدوان الصهيوني، ولذلك لن نسمح بأن يتفرد العدو الصهيوني بالضفة الغربية، فنحن شعب واحد سواء كنا في القطاع أو في الضفة، وعلى العدو أن يوقف عدوانه وعلى العالم أن يلجم هذا العدوان، وإلاّ أصبحت التهدئة الجزئية في مهبّ الريح، وخاصة أننا في الأيام الأولى لهذه التهدئة.

– لكن رئيس السلطة يشدد على ضرورة عدم رد المقاومة في القطاع على ما يجري في الضفة؟

رضوان: ذلك يعود للفصائل التي أعطت التهدئة الجزئية والتي تلتقي لتناقش الخيارات للردّ على العدوان الصهيوني، وإذا اقتضى الخيار الردّ المقاوم من الضفة الغربية وهو الأفضل؛ فليكن، إلاّ أنّ ذلك يرجع لفصائل المقاومة التي تحدِّد الأسلوب والشكل والزمان والمكان المناسبين للرد على خروقات العدو الصهيوني.

– هل تتوقع جلسة قريبة لتقييم التهدئة والهجوم على الضفة؟

رضوان: الفصائل الفلسطينية في اجتماعات متلاحقة لتقييم التهدئة والتأكيد على استمراريتها والتزام الجميع بها، خاصة في الأيام الأولى لهذه التهدئة. فهناك اجتماع للجنة المتابعة العليا، فسيتم من خلاله كذلك تقييم وطرح ما تم التوصل إليه وطرح هذه الأمور، وتم الاتفاق على الالتقاء بجلسات متابعة لمناقشة الأمور.

 

“فتح” ودورها خلال الاجتياحات الأخيرة

– على الصعيد الميداني، كان واضحا غياب عناصر حركة فتح في التصدي للاجتياحات الأخيرة؟

رضوان: المقاومة خيار استراتيجي بالنسبة لحركة حماس للدفاع عن أبناء شعبنا وتحرير فلسطين، وذاته خيار الشعب الفلسطيني، فالحلول السلمية جُرِّبت وفشلت في تحقيق أدنى المطالب الفلسطينية، بل أدت إلى تنازلات وتراجعات في قضيتنا، أما حينما جرّبنا خيار المقاومة أمكننا أن نتقدم ونحرر أرضاً في وقت يسير جداً، فالاحتلال كان يتحدث عن إعادة انتشار وإبقاء بعض المغتصبات في قطاع غزة إلا أنه خرج تحت ضربات المقاومة، فنحن حققنا إنجازاً على الأرض وحققنا توازن الرعب مع العدو.

صحيح أننا قد اعتلتنا جراحات كبيرة وقدمنا عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى والمعتقلين، لكن كل شيء يحتاج إلى ثمن وعملية تحرر وكرامة وعزة تحتاج إلى ثمن كبير، ولذلك العدو الصهيوني بعد محاولاته المتكررة لكسر إرادة المقاومة، استجاب لإعلان تهدئة جزئية مقابل وقف عدوانه، خاصة أنّ “سديروت” أصبحت شبه خالية من سكانها، وأعلنت وزارة التربية والتعليم الصهيونية عن نقل المدارس في “سديروت”، كما أعلن رئيس بلديتها عن إغلاق المحال التجارية، فما الذي دفعهم إلى ذلك؟ بالطبع المقاومة الفلسطينية التي توحدت في خندق واحد وهو خندق المقاومة ورفض الحلول الاستسلامية التي قادت القضية إلى الخلف وأخرت مسارها.

أما عن عدم مشاركة فتح أو بعض عناصرها فقط من يشارك، فللأسف ربما لطبيعة الخلافات على الساحة الفلسطينية والتي انعكست سلباً وكأن الأمر يتعلق بمجابهة بين حركة حماس والعدو الصهيوني والحرب بينهما فقط، والكل يعلم هذا حتى الإعلاميون يذكرون لنا ذلك، لكننا نقول أنه في الوقت الذي نتألم لعدم المشاركة الفاعلة لإخواننا في فتح إلا أننا شهدنا مشاركة جزئية من بعض عناصرها التي آمنت بخيار المقاومة ولم تقبل لنفسها أن تبقى بعيدة عن الميدان وأبناء شعبها يذبح ويتعرض للمجازر. ولذلك فالفصائل الفلسطينية مازالت متمسكة بخيار المقاومة، ولازلنا نشهد تقدم أكثر حتى في المشاركة الميدانية خاصة ما بعد مجزرة بيت حانون.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات