الأربعاء 14/مايو/2025

بطلب من الرئيس.. ستة أشهر أخرى من القهر والألم والحصار !!

عماد عفانة

كانت تفترش الأرض القذرة الباردة، تصنع من أحد يديها مظلة فوق رأسها تتقي بها حر الشمس بينما تدفع باليد الأخرى أرتال من الذباب البليد، تنتابها نوبات من ضيق التنفس فيما أدويتها توشك على النفاذ،  لا تجد من تشكوا إليه مأساتها لأن لكل من جاورها مأساة قد تكون اشد وجعا وإيلاما.

ما سبق كان وصفا بسيطا لجانب واحد من جوانب معاناة أبناء شعبنا على الجانب المصري من معبر رفح، هذا المعبر الذي يستحق عن جدارة تسميته بمعبر الموت والآلام.

مئات الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني ذاقوا الويلات في هذا المعبر إبان وجود قوات الاحتلال فيه، وما إن نجحت المقاومة في دحر قوات الاحتلال من قطاع غزة حتى كانت اشد لحظات شعبنا فرحا هي لحظة خروج الاحتلال من معبر رفح الرئة الجنوبية الوحيدة لسكان القطاع الذين حلموا بالخلاص من طوابير التفتيش عبر الأجهزة الإشعاعية المسرطنة، ومن خطر الاعتقال ومن حسرة المنع من السفر ومن لوعة الانتظار وقهر المحتل.

إلا أن حكومتنا الوطنية السابقة أبت لأحلام أن شعبنا تتحقق وسارعت إلى رهن المعبر للاحتلال عبر اتفاقية مذلة سموها زورا بانجاز وطني، الاحتلال بدوره أوكل هذه المهمة للمراقبين الأجانب – المرتهنين لرغباته- الذين ابقوا على معاناتنا وعلى قهرنا وبموافقة فلسطينية..!!

ومنذ تولت الحكومة الجديدة سارعت إلى الإعلان أنها لن تجدد اتفاقية المعبر مع الأوروبيين، وأنها ستسعى لإنهاء معاناة شعبنا في المعبر، وأنها ستعمل على تحويله إلى معبر فلسطيني مصري لا دخل للاحتلال فيه، وهذا ما اتفق عليه وزير الخارجية الدكتور محمود الزهار مع وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط يوم 12-11-2006م أي قبل ثلاثة أيام من انتهاء الاتفاقية، إلا  أن سيادة الرئيس عباس ومؤسسته الرئاسية- حكومة الظل- سارعوا إلى تمديد الاتفاقية مع الأجانب والاحتلال  لستة أشهر أخرى، السيد الرئيس الذي لم يذق وحاشيته ومقربيه ذل الانتظار على المعبر ولا قهر إغلاقه مدد معاناة شعبنا ولوعته ستة أشهر أخرى ووجه طعنة مسمومة لكل الجهود الوطنية والمخلصة التي بذلها وزير خارجيته الزهار لتحرير المعبر من كل الاتفاقيات الظالمة التي تواصل تكبيل شعبنا وقهره وإذلاله.

وهنا أليس من حقنا أن نتوجه بالسؤال للسيد الرئيس ولمؤسسة الرئاسة التي تحولت إلى حكومة ظل بعدما سلبت الصلاحيات الحقيقية من الحكومة القائمة، لماذا تمددون معاناتنا وذلنا وقهرنا وحصارنا ستة أشهر أخرى.؟

ولمصلحة من تمديد الاتفاقية ؟ ولماذا لم تتشاوروا مع الحكومة قبل تمديد الاتفاقية.؟ ولماذا تتجاهلون الحكومة وتتعاملون مع كل ما يخص شعبنا بشكل منفرد يكرس عقلية التفرد والحسابات الخاطئة .؟

لماذا تواصلون اللهاث خلف السراب والمراهنة على قبض الريح.؟

وهل وضعت مؤسسة الرئاسة قضية معاناة شعبنا المؤلمة على معبر رفح ضمن حساباتها الانتخابية، وبالتالي لا تريد الرئاسة أن يصب إنجاز تحرير معبر رفح في صالح الحكومة القائمة، استمرارا لسياسة التهميش وسحب الصلاحيات وإظهارها بالعجز والجمود التي اتبعتها الرئاسة حيال الحكومة..؟

وهل تراهن الرئاسة على إزاحة الحكومة الحالية خلال الأشهر القادمة ليصب تحرير المعبر في صالح الرئاسة والفريق الذي تمثله اللجنة التنفيذية للمنظمة فاقدة الأهلية والشرعية.؟

تساؤلات كثيرة لو أطلقنا العنان لها لن تنتهي، والإجابة عليها واحدة وهي انه لا عذر لأحد أي كان موقعه أو منصبه أو لقبه بان يمدد معاناة وآلام شعبنا في الوقت الذي يمكن فيه إنهاؤها.
 

* كاتب صحفي

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...