«الواقعية» والمصير الفلسطيني
صحيفة البيان الإماراتية
الانتفاضة الثالثة حتمية الوقوع حتى دون وعيد من قطب «حماس» خالد مشعل. فقد أحكمت “إسرائيل” إغلاق كافة الطرق التي يمكن أن تؤدي إلى تسوية سياسية عادلة، ولكن مما لا شك فيه أن “إسرائيل” ستعد العدة لمنع اندلاع الانتفاضة.
لقد حدد مشعل فترة ستة أشهر ليتم خلالها التوصل إلى حل سياسي لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وإلا (فإن عدم الاستجابة لهذه المبادرة سيقوي حماس وكل قوى المقاومة.. وقد يؤدي ذلك إلى انهيار السلطة. وستغلق كافة الملفات وتنطلق انتفاضة ثالثة).
ورغم أن حصر هذا العرض في حدود عام 67 يعتبر بصورة ضمنية تنازلاً عن طرح حماس الأساسي بتحرير أراضي «فلسطين التاريخية» بما في ذلك الأرض المقامة عليها الدولة اليهودية فإنه من المبكر الآن معرفة ما إذا كانت “إسرائيل” ستقبل عملية تفاوضية مع الجانب الفلسطيني على هذا الأساس خلال الأشهر الستة المقبلة.. أي قبل اندلاع الانتفاضة الثالثة الموعودة.
أغلب الظن أن “إسرائيل” ستلجأ إلى اتخاذ تدابير بغرض منع وقوع الانتفاضة أصلاً مستفيدة من تعاون مفترض من قيادة السلطة الفلسطينية وفصيل «فتح» وبناء على هذا الافتراض المستخلص من واقع المشهد الفلسطيني السائد منذ اكتساح حماس للانتخابات البرلمانية في يناير فإن قيادة فصيل فتح ستعمد إلى محاولة جر حماس إلى اشتباك قتالي، وإذا تطور هذا الاشتباك إلى مستوى حرب أهلية فلسطينية شاملة، فإن احتمال وقوع انتفاضة ضد الإسرائيليين سيذهب أدراج الرياح.
وعلى خطٍ مواز للاشتباك القتالي ينبغي أن نتوقع أيضاً أن القوات الإسرائيلية ستقوم بتكثيف عملياتها الاغتيالية لتصفية قيادات وكوادر فصائل المقاومة كتدبير إضافي لإجهاض الانتفاضة مقدماً، وفي هذه الحالة لا ينبغي أن نستبعد تكثيف التنسيق الأمني بين الاستخبارات الإسرائيلية والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. وفي هذا الصدد لابد أن يبرز دور محوري لقيادات أمنية تابعة لفصيل فتح في غزة وفي الضفة.
ويبقى سؤال: هل معنى ذلك أن الانتفاضة الثالثة محكوم عليها بالفشل حتى قبل أن تندلع؟
التاريخ القريب يقول: لا، فلا انتفاضة أواخر الثمانيات ولا انتفاضة عام 2000 استأذنت من أحد. لقد انطلقت كل منهما كسيل عارم اكتسح كل من اعترض سبيله بما في ذلك قيادات فتح والسلطة الفلسطينية.
وسواء في الماضي أو الحاضر فإن المنطق بسيط: بعد أن أغلقت “إسرائيل” بدعم أميركي كافة أبواب التفاوض لم يعد أمام جماهير الشعب الفلسطيني سوى خيارين: إما المقاومة وإما الموت البطيء، هذه هي القناعة الشعبية النهائية التي عكسها اكتساح حماس للانتخابات.
الناطق باسم فتح أحمد عبدالرحمن يطالب الآن قادة حماس بانتهاج «الواقعية السياسية» أي المبدأ الذي يلتزم به فصيله، لكن الجماهير الفلسطينية تتساءل: ماذا حققت فتح للشعب الفلسطيني بعد 13 عاماً من أوسلو بعد تطبيق نهج «الواقعية السياسية»؟
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
مقررة أممية تدعو لفرض عقوبات على إسرائيل
عمان – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المعنية بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، أن...
قيادي في حماس: هكذا ضبطنا الوضع الميداني في غزة رغم المخاطر
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد قيادي رفيع المستوى في حماس، أن "الحركة استطاعت ترتيب صفوفها وضبطت الأمور ميدانيا في قطاع غزة بكامله تقريبا، رغم...
الدفاع المدني: 58 جثة جديدة في 3 مقابر جماعية بمستشفى ناصر
خانيونس - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، الخميس، انتشال 58 جثمانا جديدا من 3 مقابر جماعية مكتشفة في مستشفى "ناصر" بمدينة...
أسطول الحرية ينطلق غدًا من تركيا إلى قطاع غزة
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام يستعد تحالف أسطول الحرية الإغاثي للانطلاق صباح غد الجمعة من ميناء توزلا غربي تركيا؛ حيث يشارك متطوعون من منظمات...
مجزرة جديدة في غزة.. يقابلها إصرار وتصميم على الصمود
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام في إطار المجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال في ضد السكان الفلسطينيين في غزة، استشهد عدد من المواطنين وأصيب...
43 شهيدًا و64 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة بـ 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 43 شهيدا و64 إصابة...
في ثالث أيام الفصح العبري.. مئات المستوطنين يصولون ويجولون في ساحات الأقصى المبارك
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم مئات المستوطنين، صباح اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك في ثالث أيام عيد الفصح اليهودي، تحت حماية...