الأربعاء 14/مايو/2025

مذبحة بيت حانون بين العجز العربي والتواطؤ الدولي

مذبحة بيت حانون بين العجز العربي والتواطؤ الدولي

صحيفة أخبار الخليج البحرينية

استفاق الفلسطينيون من نومهم صباح يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي على وقع مذبحة همجية رهيبة قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بيت حانون بقطاع غزة، أسفرت عن مقتل 18 شهيداً من عائلة واحدة (عائلة العثامنة) أصغرهم الطفلة ملك (عام واحد) وأكبرهم امرأة تدعى فاطمة في السبعين من عمرها. هذه المجزرة التي تضاف إلى قائمة المجازر التي ترتكبها الدولة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني لم تستحق من الحكومات العربية والعالمية (وعلى وجه الخصوص دول الاتحاد الأوروبي) سوى بيانات الشجب والاستنكار الباهتة .

فهذه «السيدة بنيتا فيريرو فالدنر» مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي تقول: «إن مقتل هذا العدد الكبير من المدنيين في غزة وبينهم الكثير من الأطفال هو صدمة مروعة. ل”إسرائيل” حق الدفاع عن نفسها لكن ليس على حساب أرواح الأبرياء، ومن المهم بالنسبة إلى كل الأطراف ضبط النفس إلى أقصى درجة وأن تقتصر على الأفعال التي تتناسب وتتماشى مع القانون الدولي”.

وردنا على بيان «السيدة بنيتا» التي تعبر عن وجهة النظر الأوروبية هو: هل هذا القتل المتعمد والمتواصل للفلسطينيين والتدمير للممتلكات والبنية التحتية في قطاع غزة اللذان تقوم بهما القوات الإسرائيلية بشكل يومي يتناسبان وما يقوم به الفلسطينيون من إطلاق صواريخ القسام البدائية على المستوطنات الإسرائيلية التي لا تؤدي إلى قتل الإسرائيليين بل فقط إلى ازعاجهم وإثارة الرعب بينهم حسب اعتراف الحكومة الإسرائيلية بذلك؟ هل هناك أسوأ من هذه المقارنة والكيل بمكيالين في التعاطي مع القضية الفلسطينية؟

أما تصريح الأمين العام لجامعة الدول العربية «السيد عمرو موسى« بأنه بدأ بإجراء اتصالات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، فنحن نتساءل: ما هي الجدوى من عقد مثل هذه الاجتماعات التي لا تأتي بأي نتائج مثمرة؟ وأن هذه المذبحة ما كانت لتتم لولا العجز العربي والصمت والتواطؤ الدوليان والغطاء الأمريكي. وإذا كان الهدف من الاجتماع (إذا قيض له أن يعقد) هو الوصول إلى قرار عربي جماعي يدعو إلى عقد جلسة لمجلس الأمن لإدانة هذه المذبحة التي ترقى إلى مستوى إرهاب الدولة والجرائم ضد الإنسانية، والوقف الفوري للاعتداءات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإرسال قوات دولية للمراقبة والفصل بين الطرفين، فإننا نود أن نذكر الأمين العام بأن السفير الأمريكي المتصهين في مجلس الأمن «جون بولتون» قد سبق العرب في الدفاع عن “إسرائيل” بتأكيده حقها في الدفاع عن نفسها وعن حياة مواطنيها، ملقياً باللوم كعادته على حركة حماس لرفضها الاعتراف ب”إسرائيل”، وهو بهذا التصرف يرسل إلى العرب رسالة استباقية فحواها أنه لا فائدة من بيانات الشجب والاستنكار، وأن مجلس الأمن لن يستطيع تبني أي موقف يدين “إسرائيل” طالما الفيتو الأمريكي – هذا السيف المصلت على رقاب العرب دون غيرهم – جاهز لحماية “إسرائيل”.

ما كان لهذه المذبحة والمذابح التي سبقتها أن تحدث لولا تقاعس أنظمة الحكم العربية التي نفضت أيديها من القضية الفلسطينية وهرولت نحو تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية التي عملت حكوماتها المتعاقبة على إفشال كل مبادرات السلام منذ مؤتمر مدريد عام 1991م حتى أطروحة الرئيس بوش الأخيرة لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على أساس قيام دولتين (فلسطين و”إسرائيل”) تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن، مقابل لا شيء سوى الخضوع للضغوط والإملاءات الأمريكية التي زادت حدتها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م وإسقاط أنظمة الحكم في كل من أفغانستان والعراق.

يواجه الفلسطينيون وحدهم هذه الأيام مرحلة صعبة يلفها الغموض، ففي الأراضي الفلسطينية المحاصرة عجزت الحركتان الرئيسيتان «فتح وحماس» حتى الآن عن الوصول إلى اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على أساس برنامج عمل سياسي واضح للتعامل مع المحافل الدولية من أجل فك العزلة والحصار عن الشعب الفلسطيني، وهذا الخلاف يعطي حكومة العدو الإسرائيلي عذراً للتهرب من المفاوضات بحجة عدم وجود الشريك الفلسطيني المفاوض.

أما في “إسرائيل”، فالحكومة الإسرائيلية الحالية تتجه نحو أقصى اليمين المتطرف بعد أن أسند رئيس الوزراء الإسرائيلي «إيهود أولمرت» إلى أحد غلاة الساسة الصهاينة وهو «أفغيدور ليبرمان» زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” منصبي نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاستراتيجية لضمان بقاء حكومته. ليبرمان هذا معروف بتطرفه الحاد وهو من غلاة الإسرائيليين المطالبين بالتطهير العرقي ضد الفلسطينيين وطردهم من الأراضي الفلسطينية.

لم يعد أمام الفلسطينيين في هذه المرحلة الحرجة بعد أن تخلى عنهم العالم بمن فيهم الأقربون (أي أنظمة الحكم العربية) من خيار إلا الاعتماد على أنفسهم وحل خلافاتهم ورص صفوفهم لمواجهة هذا العدو الغاشم، وهم قادرون على تحقيق ذلك بمشيئة الله .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...