الإثنين 02/أكتوبر/2023

فصائل البيانات

فصائل البيانات

 صحيفة الوطن القطرية 22/10/2006


يوجد في الساحة الفلسطينية حالياً تياران رئيسيان فاعلان في الحركة السياسية والميدان، والشارع الفلسطيني منقسم بين هذين التيارين اللذين تمثلهما كل من فتح وحماس بينما يغيب عن الحركة السياسية والميدان تيار اليسار الديمقراطي بفصائله التي تحولت إلى فصائل لإصدار البيانات والتشخيصات للحالة الفلسطينية بسبب عجزها عن الفعل السياسي والميداني. وأبرز هذه الفصائل هما الجبهتان الشعبية والديمقراطية اللتان تصدران بيانات مشتركة ونداءات مشتركة دون أن تكون تلك البيانات مستندة إلى تفاعلات حقيقية بين التنظيمين في الحركة السياسية والميدانية وتكتفيان بالتوافق على تشخيص الأزمة وكيفية الخروج من الأزمة عند كل منعطف تمر فيه الحركة الوطنية الفلسطينية وذلك من دون أن تؤثرا على المسار الذي كانت فتح أثناء تفردها في الساحة أو على المسارين المتناقضين حالياً بين حماس وفتح.

قد تكون التشخيصات صائبة ولكن الحركة الوطنية الفلسطينية لم تسر أبداً وفق التشخيصات وإنما كانت تحسم بالحركة الميدانية للقوة الأكثر فاعلية. ومن هنا جاءت حركة حماس لتنازع فتح على هيمنتها على الساحة الفلسطينية من خلال قوتها الفاعلة بينما ظل تيار اليسار الديمقراطي يراوح في خانة الظاهرة الصوتية التي تلتقي في الأقوال وتتنافر في الأفعال فأصابت منتسبيه بالإحباط واليأس وسبب ذلك عدم توصل أطراف هذا التيار إلى جبهة موحدة تجمع أطرافه ميدانياً وتجعل لحركته السياسية تأثيراً على مسار الحركة الوطنية الفلسطينية.

فحركة حماس حازت على أغلبية المجلس التشريعي وشكلت الحكومة ومارست سياستها خلال الأشهر الثمانية الماضية وأما حركة فتح التي فقدت شعبيتها لصالح حماس فقد سعت إلى اتباع سياسة انقلابية رافضة الإقرار بالنتائج العملية المترتبة على انتخابات المجلس التشريعي.

ومنذ ذلك الحين الساحة الفلسطينية منقسمة انقساماً حقيقياً بين أصولية النضال انطلاقاً من المبادئ الدينية والقومية من جهة وبراغماتية فتح بصفتها التنظيم الذي يمثل البرجوازية الوطنية الفلسطينية المعروفة بتذبذبها واستعدادها للمساومة مؤثرة مصلحتها الطبقية على مصالح بقية طبقات الشعب المحرومة مادة الثورة ووقودها. بينما تسعى البرجوازية لقطف ثمار تلك التضحيات.

فأين موقع التيار اليساري الديمقراطي؟

كانت التحليلات قبل ظهور حماس كقوة رئيسية تستند إلى التحالف مع البرجوازية كضرورة تمليها مرحلة التحرر الوطني ولكن هذه النظرة لم تعط ثمارها لأن البرنامج السياسي افتقر إلى القوة المدافعة عنه الأمر الذي أدى إلى مسار أوسلو وتنازلاته دون أن يعيقها التيار اليساري الديمقراطي. والذي اضطر للتعامل مع نتائج تلك التنازلات. ولكن حماس تصدت لبرنامج أوسلو ميدانياً وبالتالي قطفت ثمار نضالها بالفوز في انتخابات المجلس التشريعي وبدأت تتصدى لمسار أوسلو.

فهل تدرك فصائل التيار اليساري الديمقراطي بأنها لن تتخلص من عجزها إلا بوحدتها؟ فعند الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية ينبغي أن يكون موقف التيار الديمقراطي أقرب إلى حماس منه إلى فتح التي تفاعلت مع البرنامج الوطني الفلسطيني كحد أقصى وليس كحد أدنى وأما حماس فتتعامل معه كحد أدنى وربما أدنى من الأدنى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات