الثلاثاء 16/أبريل/2024

تآمر على المكشوف

الأسير رأفت ناصيف - عضو قيادة حماس السياسية
لم يعد خافيا على أي متابع للشأن الفلسطيني تلك الاهداف الي تسعى اوساط محلية واقليمية ودوليه للوصول اليها والتي يمكن تلخيصها بعبارة واحده وهي انهاء الصراع الدائر بسبب الاحتلال ، كما لم يعد خافياان كل الساعين لتحقيق هذاالهدف يعتبرون الوسيلة الوحيده لذلك هي شطب الحقوق الفلسطينيه بشكل كامل ونهائي والاعتراف بشرعية الاحتلال واعطائه الطابو للارض المحتلة وتحريم اي مقاومه للاحتلال واقصاءكل من يحاول او يفكر بها فضلا عمن يمارسها. ولعل هذه الايام تشهد وضوح غير معهود وبدون اي تمويه او مواربه بشأن هذه الاهداف وذلك بعدما كانت المحاولات السابقة تحاول تمرير هذه الاهداف بطرق ملتوية وباسلوب الخداع الاستدراجي وتحت ذرائع ظاهرها فيه الرحمة كالحفاظ على الوحدة الوطنية والمصلحة العليا وسحب فتيل ازمة ما……الخ اما اليوم فاختلفت الصورة لا سيما وبالتحديد بعدما انحياز الشعب الفلسطيني بأغلبية كبيرة للفريق الذي لا يرى امكانية لانتزاع حقوقه الا من خلال المقاومة وهو ىما تمثل بالفوز الكبير الذي حققته حركة حماس بالانتخابات الاخيرة وتراجع اصحاب خيار التسوية والمفاوضات.
 
ومنذ ذلك الحين اشتدت الحرب على الشعب الفلسطيني وبدأت وتيرتها بالتصاعد عقابا له على خياره الى ان وصلنا لاجماع دول الشر بزعامة امريكيا والصهاينه للقيام بانقلاب على خيار الشعب الفلسطيني وهو ما بدأت أدوات ذلك التحالف الشرير بتنفيذه على الارض في فلسطين.

وحتى لا نبقى بالدائرة الانشائية فاننا نتحول مباشرة للشواهد التي تشير الى هذه الحرب المكشوفة على الشعب الفلسطيني وخياره الديمقراطي وعلى حكومته وعلى حركة حماس عنوان المقاومة والصمود والثبات .
ولا بد بداية من تحديد أبرز الاطراف المشاركة في المؤامره على الشعب الفلسطيني وحكومته ثم نبين صورة من الممارسة العملية لهذه المؤامره وتوزيع الادوار بين اعضاء التحالف الشرير ولعلنا لا نأتي بجديد عند تحديد هذه الاطراف لان الايام الاخيرة كشفت كل المستور وبدأ العداء واضح بلا حجاب اذ من الابجديات ان تقول ان من يقود تحالف الشر ضد فلسطين هو الولايات المتحدة الامريكية لصالح الكيان الصهيوني عبر التخطيط والاملاء على باقي اعضاء هذا التحالف كالاوروبيين والصهاينة ودول عربية وأطراف فلسطينية الذين يشكلون الاداة التنفيذية لهذه المخططات والاملاءات والتعليمات بحيث تكون أدوارها تكاملية.

ولن نجد عناء لكي نصل الى ان الولايات المتحدة انطلاقا من كونها الحارس على الكيانه الصهيوني ومنذ الانتخابات الفلسطينية بدأت تعلن عن مخططاتها لمحاصرة حركة حماس وسعيها لاقصائها عن الساحة السياسية ما لم تنسلخ حماس من جلدها وتقبل ان تسقط في مستنقع التبعية والتنازلات والخضوع للاملاءات.وبدأت الولايات المتحدة تضع الشروط تارة وتحرض تارة اخرى لتقوم باقي دول التحالف الشريرة بادوار متكاملة لتنفيذ خطة اقصاء حماس وافشالها ومعاقبة الشعب الفلسطيني بسبب اختياره لحركة حماس…… فهذا الاتحاد الاوروبي يبدأ بسياسة الحصار المالي والسياسي وتفرض قيود مشددة على التعامل مع اي مسؤولي الحكومة ذوي العلاقه بحماس وترفض اي تعامل مع الحكومه الفلسطينيه او مواصلة اي دعم للشعب الفلسطيني يمر من خلال الحكومه ويساعدها في تحقيق مصالحه ويخفف عنه لينفض عنها ومن حولها ، في ذات الوقت الذي تفعل علاقاتها وتعاملها مع فتح والرئيس عباس الملبين للاشتراطات والاملاءات في محاولة لتحسين صورتهم ودعمهم لمواجهة حماس.

ثم ياتي الدور الصهيوني ليصعد عدوانه باحكام الحصار وحجز الاموال ومنع حركة الحكومه الفلسطينية بل اكثر من ذلك فانه قام باختطاف النواب واعضاء من الحكومه ليغيبهم عن الساحه ككل وذلك بجانب تصعيد جرائمه بالتقتيل والتخريب المتواصل.
ويلحق بهذه الادوار بعض العرب لاكمال الحصار ومحاولة الضغط على حماس بهدف ابتزاز المواقف منها باساليب ملتويه ظاهرها الحرص وباطنها تحقيق الاشتراطات الدولية المجحفه للحق الفلسطيني.
وبعد الدور العربي لا يبقى الا الحلقه الاخيره من المؤامره وهي اسغلال هذا الحصار وهذه الضغوط لتنفيذ الانقلاب على الحكومه واقصاء حماس من الساحة السياسيه وهو الدور الذي انيط بفريق فلسطيني ممثل بالرئاسة الفلسطينيه والمتنفذين واصحاب المصالح الذاتيه في فتح ، هذا الدور الذي بدانا نشهده على الارض في هذه الايام بكل وضوح بدا من محاولات الرئيس عباس استدراج حماس والحكومه نحو المستنقع التي هم فيه ثم بعد فشله بذلك اتهامه لحماس والتحريض عليها ليتبعه ذلك الفريق الذي لا يهمه سوى العوده للسلطه باي ثمن ليستطيع مواصلة تحصيل الامتيازات على حساب الشعب ، لييصل الى اعلان الحرب المكشوفه على حماس بالاشتراط عليها بوضوح كي تعترف بالاحتلال وترضخ للاملاءات الصهيونية الامريكيه وما نراه على الارض من مساهمتهم بالحصار واعلان الرئاسه توقفها عن استلام الاموال ، وقيامهم بالتمردوالعصيان المدني والعسكري بذريعة الرواتب وصولا الى استخدام السلاح والتخريب والفوضى الامنيه التي يمارسوها في الشارع … الخ كل ذلك لتحقيق هدفهم باقصاء حماس وابتزازها تناغما مع الارادة الخارجيه .

الاان هذه الحقيقة التي باتت واضحة وضوح الشمس يوجد بجانبهاحقيقه اخرى يجب ان لا تغيب عن الانظار وهي القدرة على الصمود والثبات التي تتميز بها حماس والتي اثبتت خلال مسيرتها وخلال اشهر تواجدها بالحكومه انها قادره على المحافظه على هذه القدره وعلى الصمود وانها لن تخضع لاي ابتزاز او ضغط هدفه حرفها عن المبادئ التي جاءت من اجلها وانها وفيه لشعبها وتستطيع التصرفوفق ما تمليه المصلحة الوطنية عليها دائما وهو ما شاهدناه بمساهمتها في تحقيق وثيقة الوفاق الوطني وحرصها على تشكيل حكومة وحده وطنية منذ انتخابها

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات