الخميس 28/مارس/2024

أبو عين .. أعطى الإشارة الحقيقية لحرب أهلية !!

عماد الإفرنجي

 

هوجاء ووقحة ومثيرة للفتنة…هذا أقل ما يمكن ان توصف به تصريحات زياد أبو عين أحد قيادات حركة فتح بالضفة الغربية بملاحقة جميع وزراء حكومة ” حماس” ونوابها في المجلس التشريعي  ، وكأننا نعيش في بلاد الواق واق أو على سطح القمر!! .

كيف يسمح مسئول لنفسه وهو أيضا يتبوأ منصب وكيل وزارة شؤون الأسرى –بشهادة الثانوية العامة- أن يطلق مثل هذه التصريحات الرعناء التي تعطي اشارة البدء بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر ، ولا أدري هل كان أبو عين حينها يقظا وصائما حين أطلق هذه التصريحات !! ، لقد نصب نفسه قاضيا وحكما وجلادا و على جميع قادة حماس ووزرائها ونوابها اثبات البراءة عند القاضي أبو عين في أسوأ صورة للاسفاف السياسي وكأنه الحاكم بأمره في هذا الوطن !!.

تصريحات أبو عين تعكس واقعا حقيقيا على الأرض تصرح به قيادة فتح أحيانا وتخفيه أحيانا ، وهو عدم تسليم حركة فتح حتى اللحظة بنتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة وخروجها من موقع السلطة الى موقع المعارضة والأقلية وغياب الامتيازات التي كانت تتمتع بها ، وليس ببعيد عنا كيف سلبت قيادة فتح موازنة السلطة الفلسطينية مبلغ ثمانية مليون شيكل لصالح حملتها الانتخابية ، وسط صمت النائب العام و لجنة الانتخابات المركزية و المؤسسات الحقوقية ، ودون التحقيق في الأمر ؟!!.

ربما كان النائب عن حركة فتح محمد اللحام أوضح في الأمر عندما صرح ان حركة فتح لا تعتبر نفسها معارضة بل لا زالت تقود الشعب الفلسطيني .

أبو عين الذي يوصف بالقائد في فتح برر عمليات الزعرنة والتدمير والحرق والاعتداء على المؤسسات العامة و الشخصيات التي جرت بالضفة الغربية من قبل نشطاء كتائب شهداء الاقصى و حركة فتح على أنها رد فعل على ما قامت به الحكومة الفلسطينية في غزة !!.

واذا أقرينا جدلا ان وزير الداخلية ارتكب خطأ ما ، فان أبو عين ارتكب خطيئة وفتح الأمور على أوسع أبوابها ليلقي الكل الفلسطيني في جحيم الاقتتال والحرب ، وأتساءل لماذا لم نر هذه الوقفة الأسدية من أبو عين حينما قتل نحو 20 فلسطينيا على بوابات مسجد فلسطين برصاص عناصر الأمن الفلسطيني عام 1994 و بقرار واضح من مدير الشرطة ووزير الداخلية آنذاك؟!!

إن التصريحات النارية التي أطلقها أبو عين التي لم يشهدها الشارع الفلسطيني منه في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي تطرح الكثير من علامات الاستفهام عن شخصه وأهدافه ، وأخشى ان تكون مطية لتحقيق أهداف شخصية له داخل حركة فتح نفسها على حساب حركة حماس و دمائها !! وتتطلب مراجعة وطنية وأخلاقية له ولكل مثيري الفتن والمبشرين بالحروب.

أعتقد أن تصريحات أبو عين وأمثاله هي انعكاس آخر أيضا لضياع المرجعيات في حركة فتح ومن الذي يمثل القرار الحقيقي الحركة ، وهنا أستذكر تصريحات نبيل عمرو المستشار الاعلامي للرئيس حاليا  ” عن أي فتح تتحدثون ، ففتح هي التي دعمتني لأنجح في الانتخابات التشريعية الأولى ، وهي التي اعتدت علي وفقدت ساقي ، و فتح هي التي عالجتني وأنفقت علي ، فعن أي فتح تتحدثون !! ” ، كما نستذكر تصريحات حديثة للقيادي بفتح قدورة فارس بضرورة وجود مرجعيات لفتح ، و تشكيل جسم مؤقت لقيادة الحركة ، لذلك كل مسئول يلقي تصريحه جزافا كما يريد بل وأكثر من ذلك هو يفعل ما يريد باسم حركة فتح التي أكثر ما تعاني من هؤلاء المتحدثين باسمها العاملين لمصالحهم الخاصة .

لا أحد يختلف على عمق المأساة التي ألمت بنا كفلسطينيين في أحداث الأحد الأسود رغم أنني لا أبرىء أحدا من المشاركة بالجريمة فعدد ممن قتلوا كانوا أيضا يرفعون السلاح بوجه اخوانهم الفلسطينيين والنتيجة هو مقتل أحدهما والخاسر هو الشعب الفلسطيني بأسره .

عندما قتل المصلون على بوابات مسجد فلسطين انبرى الكثيرون بسرعة الى التبرير والتحليل بوجود مندسين وعملاء هم من أطلق النار ، أما اليوم فيقررون عاجلا ودون تحقيق أبو عين وغيره أن القاتل هو القوة التنفيذية بوزارة الداخلية ، وأنا هنا لا أبرىء أحد و لكن واجب علينا قياس الأمور بمقياس واحد وهو ما أعلنه الرئيس الفلسطيني بالايعاز الى النائب العام بالتحقيق في الأمر !!.

لقد ارتكبت خطأ كبيرا يا أبو عين ، وزدت من توتير الأجواء وصببت الزيت على النار ، و بدلا من أن تجعل بوصلتك العقلانية والوطنية الفلسطينية والمنطقية أخذتك العزة بالاثم و الفئوية و الحزبية المقيتة ،وتتحمل شخصيا كل قطرة دم تراق بعد تصريحاتك ، لقد كانت فتح و شعبك بحاجة منك إلى أفضل من ذلك بكثير .

وفي تبرير عجيب للجريمة يقرر القيادي بفتح ان فتح و فتح وحدها من بنت المدارس و المؤسسات التي أحرقت بالضفة الغربية وغزة ، وحركة حماس لم تبن شيئا ، و هنا مغالطة كبيرة وقعت بها عندما تنسب الأمور الى غير أصحابها ، فالمدارس و المؤسسات التي بنيت ليست ملكك ولا ملك حركة فتح ولا ملك حركة حماس بل هي ملك للشعب الفلسطيني ، ولم تبن بأموالك وأموال أبيك أو أموال فتح وحماس بل بأموال الشعب الفلسطيني و شهداؤه وأسراه و معاناته ، والجميع يعلم من احتكر أموال و قرار شعبنا لسنوات طويلة ومريرة.

على كل من يريد ابراز عضلاته فأعتقد ان قوات الاحتلال الاسرائيلي التي تجتاح رام الله بشكل يومي ليست بعيدا عنك يا صديق ، و يمكنك ابرازها عليهم فشعبنا لا يخش إلا الله ، و أذكرك أننا حاليا في العام 2006 ولسنا في الثمانينات أو التسعينات والتاريخ لا يعود الى الوراء وشكرا .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عباس يصدق على تشكيلة حكومة محمد مصطفى

عباس يصدق على تشكيلة حكومة محمد مصطفى

رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام صدق رئيس السلطة محمود عباس على منح الثقة لحكومة محمد مصطفى، وسط استمرار تجاهل موقف الفصائل الفلسطينية التي...