الثلاثاء 23/أبريل/2024

تيار الحرب الأهلية

إبراهيم المدهون

ما كان يجب على حركة فتح أن تقبل على نفسها هذا الدور في الساحة الفلسطينية وما كان لها التعامل مع القضية بهذا الاتجاه الخاطئ وهذه الوسيلة الخطأ فالأولى لها أن تنأى عن نفسها بان تكمل مشوار بدأه الاحتلال و أمريكا بحصار ومحاربة الحكومة الأولى على حركة فتح أن تنتبه إلى صفها الداخلي وان تنقيه من تيار الاعتراف بإسرائيل والتماشي مع أهداف ومخططات الولايات المتحدة .

المنتظر من حركة فتح وفيها الكثير من القادة الوطنيين الحقيقيين ان يعلنوا مواقفهم الصريحة والواضحة من مجموع الاعمال والبيانات والتخريب الذي يقوم باسم فتح . فحركة فتح صاحبة النضال الطويل والذي ملأت فراغ مهم في تاريخ القضية الفلسطينية اليوم تحكم على نفسها بالإعدام وهي تسوق الشعب الفلسطيني إلى حرب أهلية وتقوم بدور تشويش الحياة الفلسطينية .

الشعب الفلسطيني يدرك أن ثورة بعض المتنفذين بالسلطة ليس من اجل الوطن ولا هي تماشي مع مصلحة الجماهير ولم تكن يوم مع القضية الفلسطينية فمن يخرج العشرات ليطلقوا النار في الهواء ليسوا جياعا ومن يطلق الرعاع لتحطيم البنوك والمدارس والمؤسسات الحكومية لا تهمهم فلسطين ولا القضية وإنما يتماشون مع مخطط مرسوم أبرزته بعض الصحف يهدف إلى إسقاط حكومة حماس بطرق خلاقة .

هذه هي الخطة الأمريكية الجديدة أن تسقط حكومة حماس من الداخل وعن طريق التخريب والتشويش والحرب الأهلية والمشكلة أن في فتح نفسها تيار أصبح ينموا وبشكل لافت للانتباه يتساوق مع هذه الرؤية وبدا هذا التيار بالبروز حينما تمرد الرئيس ياسر عرفات على مسار التسوية واكتشف الفخ الأمريكي الصهيوني فخرجت رموز هذا التيار وقادت ثورة ضد الرئيس ياسر عرفات وقام التيار بتهديد عرفات إلا إن تم قتله بطريقة غامضة .

اليوم هذا التيار نفسه برموزه وقادته ومعاونيه ورعاعه يثورون على حكومة حماس ويمارسون الضغوط المختلفة لإجبارها لتماشي مع الرؤية الأمريكية . حتى ولو أدى ذلك لحرب أهلية .

إن خيارهم الآن حرب أهلية وإشاعة الفوضى المنظمة وإخراج بعض رجال الأمن لاعاثة الفساد في الأرض فلأول مرة نجد رجال امن يشعلون إطارات السيارات ويغلقون الشوارع ولأول مرة نجد رجال امن يهاجمون البنوك ولأول مرة نجد رجال امن يستبيحون المدارس ويعتدون بسلاحهم على التلاميذ وعلى المدرسين .

على حركة فتح ان تنقذ نفسها أولا وان تنقذ الوطن ثانيا بان تتبرأ من تيار الاعتراف بإسرائيل ومجموعات الحرب الأهلية فالشعب الفلسطيني بغزة لن يسمح لهذه المجموعات بتحطيم الحلم الفلسطيني ولن يسمحوا له بتكسير جدار الصمود في وجه الاعتراف بالصهاينة والتمسك بثوابت القضية .

وما ينتهجه اليوم تيار الحرب الأهلية من وسائل هي تعد خطيرة وأنا انصح الإخوة في حماس وفي الحكومة وفي الفصائل الفلسطينية المسئولة أن تقف وقفة جادة وان تضرب بيد من حديد من اجل امن الوطن والمواطن فما تقوم به مراكز الإعلام التابعة لتيار الاعتراف بإسرائيل . هي خطيرة من تهديد لرموز الحكومة ولقيادات حماس وهذا الأمر يتساوق مع المنهج . الصهيوني والأمريكي في حربهم على هذه الحركة .

فما قام به احد المواقع الالكترونية التابع لمحمد دحلان من إبراز بيان يدعي فيه انه لكتائب الأقصى يهدد الاخ القائد خالد مشعل بالقتل الذي قتله اليهود فاحياه الله وقلب اغتياله نصرا وعزة فترويج البيان هو امر خطير يجب الوقوف عليه ومسائلة المسئولين عن هذا الموقع خصوصا إن أسماء من هددوا بالقتل هم اشرف الناس واطهر الناس فالأخ محمد الجعبري المطلوب الأول لإسرائيل والذي فقد الكثير من أبنائه وإخوته وأقاربه نتيجة الاستهدافات المتكرر من قبل الصهاينة.

فمتى كانت كتائب الاقصى تهدد من يهدده الاحتلال بالقتل ومتى كانت كتائب الأقصى تقوم بدور مليشيات الموت إن الزج باسم كتائب الأقصى بهذه المعركة الخاسرة يشوه كتائب الأقصى .

وان حملات التشويه المتكررة التي استهدفت الأستاذ خالد مشعل و السيد الوزير سعيد صيام والقائد محمد الجعبري هي حملات إسرائيلية صهيونية لا تختلف أبدا عن تهديدات الشاباك والأقلام التي كتبت لتنال من المجاهدين هي اقلام مسمومة .

التلويح باغتيال القادة هو تلويح خطير لن يجر المنطقة وقطاع غزة إلا لدوامة سيكون الخاسر الأول فيها الشعب والخاسر الأكبر من أشعلها وهو تيار الاعتراف بإسرائيل ومجموعات الموت والحرب الأهلية .

إن أزمة غزة مفتعلة وتحركها أصابع متعاونة مع الاحتلال والهدف منها تركيع الشعب ليتنازل عن الحقوق ويفرط بالواجبات ويتبع السياسة الإسرائيلية ويطوي ملف القضية الفلسطينية إلى الأبد الجميع اعترف بإسرائيل والجميع اتبع السياسة الأمريكية والجميع تنازل عن الأسرى والقدس ورضي بالقليل ولم يبقى لنا إلا جدار الصمود فلن نتنازل عنه ولو قتلنا جميعا عن بكرة أبينا كما قال الأخ مشير المصري .

ما يحدث في غزة من انفلات امني واقتصادي منظم هو الحلقة الأخيرة من حلقات الضغط على الحكومة هذه الحكومة التي ألغت الفساد ورفعت الهمم وقضت على الذلة وأعادت الكرامة وأحيت القضية لتعود إلى مربعها الأول و لم تحقر المقاومة بل مارست المقاومة ممارسة عملية وان استطاعت الخروج من هذا المأزق المفتعل الذي هو الأخطر فان الشعب الفلسطيني سيشهد بعد ذلك انقلابه حقيقية في المواقف والتصورات وما تشهده المناطق اليوم ضيقا سيتحول إلى فرجا ونصرا وفتحا .

ليس هذا تكهن بالغيب بل قراءة صادقة للأحداث فلقد علمتنا الحياة من يتمسك بثوابته ويعيش لقضيته ويدفع في سبيلها الدم ينتصر في النهاية وقضيتنا تحتاج منا المزيد

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد واصابتان برصاص الاحتلال في أريحا

شهيد واصابتان برصاص الاحتلال في أريحا

أريحا - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن وأصيب آخران بجروح - فجر الثلاثاء- برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها أريحا. وأكد مدير...