الجمعة 27/سبتمبر/2024

الاحتلال الصهيوني هو السبب في الأحداث الدامية في الأراضي الفلسطينية

الاحتلال الصهيوني هو السبب في الأحداث الدامية في الأراضي الفلسطينية

 

الخليل المركز الفسطيني للاعلام

          في مقال لها نشرته صحيفة هآرتس الصهيونية الناطقة بالعبرية قالت الكاتبة والمحللة الصهيونية ” عميرة هاس ” في معرض وصفها للإحداث الدامية التي تجري على الساحة الفلسطينية من صراع واقتتال دامي “التجربة نجحت والدليل على ذلك أن الفلسطينيين يقتلون بعضهم البعض، هم يفعلون ما يتوقعون منهم أن يفعلوه في ختام التجربة الطويلة التي عنوانها: ماذا يحدث عندما يسجن 1.3 مليون إنسان في منطقة مغلقة مثل الدجاج في قن حديث.

          وهاكم مجريات الاختبار التجريبي وعناصره: نقوم بالسجن (منذ 1991)، ومن ثم نقطع مصادر الرزق الاعتيادية للمساجين ونغلق كل سبل الخروج إلى العالم الخارجي بصورة محكمة، ونُدمر مصادر الرزق القائمة هناك من خلال عدم السماح بتسويق المتوجات وإدخال المواد الخام، ومن ثم نمنع دخول الأقارب والأصدقاء والمهنيين لسنوات طويلة ونتسبب في ازدحام الناس من طلاب ومرضى واختصاصين طوال أسابيع خلف الأبواب المغلقة عند نقطة الدخول والخروج الوحيدة في القطاع.

          بعدها نقوم بنهب مئات ملايين الدولارات (أموال الضرائب والعوائد الجمركية)، الأمر الذي يتسبب في تجميد دفع رواتب موظفي السلطة طوال اشهر، وتظهر صواريخ القسام محلية الصنع على أنها تهديد استراتيجي والذي لن يزول إلا من خلال ضرب الأطفال والنساء والشيوخ ونقصف من الجو والبر والبحر حيا سكنيا مكتظا ونُدمر البساتين والحقول والبيارات.

          نرسل الطائرات لإحداث انفجارات صوتية عابرة للصوت ونُدمر محطة الطاقة الجديدة ونفرض على سكان غزة المغلقة العيش من دون كهرباء أغلبية ساعات النهار منذ أربعة اشهر قد تمتد لسنة. أي أنهم سيعيشون سنة كاملة من دون ثلاجات ومروحيات وإنارة وتلفاز ونجبرهم على تدبر أمرهم من دون إمدادات المياه المنتظمة التي تعتمد على الكهرباء.

          هذه تجربة إسرائيلية قديمة بعنوان “ندخلهم في طنجرة الضغط ونرى ما هم فاعلون”، وهذا أحد الأسباب للقول أن ما يحدث ليس شأنا فلسطينيا داخليا.

          نجاح التجربة يتجسد في أجواء اليأس السائدة في القطاع في الخصومات بين العشائر والحمائل، ومعارك يوم الأحد في غزة وحملات التدمير والترهيب خصوصا في الضفة لم تكن ثمرة لفقدان سيطرة عابر. صحيح أنها تعتبر معارك بين ميليشيات متنازعة يمثل كل منها نصف السكان، إلا أنها مبادرة من عدة مجموعات في فتح لدق المزيد من المسامير في نعش القيادة المنتخبة.

          قوات أمن السلطة، أي فتح، الذين يعتبر محمود عباس مسؤولا عنهم يختبئون من وراء الضائقة والاحتجاج الحقيقي للموظفين الذين يعيشون من دون رواتب منتظمة. كل هذا رغم أن الجميع يعرفون بأن الرواتب لا تدفع بسبب فشل إداري، وإنما في الأساس بسبب سياسة الاحتلال. هذه القوى ترسل لزرع الفوضى المنظمة، كما تعلمت في مدرسة ياسر عرفات . و مهما كانت نتيجة النزاعات الفلسطينية، فمخاطر الحرب الأهلية الفلسطينية تمس 20 في المائة من سكان عرب الداخل بصورة مباشرة.وعلينا أن لا ننسى أبدا أن الكيان الصهيوني ما زال القوة الاحتلالية المسيطرة على حياة الفلسطينيين طالما لم يتحقق هدف إقامة الدولة الفلسطينية في كل المناطق التي احتلت في عام 1967.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات