الخميس 25/أبريل/2024

التمر الإسرائيلي يفسد الصوم

بروفيسور عبد الستار قاسم

 

ربما يثور بعض رجال الدين على هذا الرأي، لكنني أصر عليه ومستعد للمداولة والمحاجة والمناظرة العلنية .

بداية من العار علينا جميعاً أننا بعد حوالي أربعين عاماً من الاحتلال ما زلنا نستهلك بضائع إسرائيلية لا نحتاجها ولا تشكل مادة حيوية مثل التمور الإسرائيلية، والعنب الإسرائيلي، وأنواع الشامبو والكورن فليكس والبوظة والعطور والشوكولاته، إلخ. فكيف يكون هذا العار عندما نترجم شراء بضائع العدو دينياً؟

لا يجوز لمسلم أو عربي أن يشتري البضاعة الإسرائيلية إن لم يكن بحاجة ماسة لها وفوائد شرائها تفوق المضار المترتبة على ذلك. شراء البضائع الإسرائيلية عبارة عن دعم للاقتصاد الإسرائيلي الذي يساهم في شراء الأسلحة وفي مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وبناء السجون وقتل العرب. إنه عمل آثم بكل المعاني الدينية والتعاليم الدينية. لقد أمرنا الله بقتال الذين أخرجونا من أرضنا وظاهروا على إخراجنا، ولم يأمرنا بشراء بضائعهم والاتجار معهم. بشرائنا بضائع العدو التي لا نحتاجها، نحن نمارس عملا غير إسلامي ونخالف روح الإسلام ونصوصه .

إذا كان شراء هذه البضائع غير جائز في كل الأوقات، فكيف يكون الأمر في رمضان والمرء صائم يرجو من الله المغفرة. الإفطار على تمر إسرائيلي عمل غير إسلامي ويخالف روح الصوم وحكمته ومقصده، ولا أظن أن مثل هذا العمل يقود إلى مغفرة من الله سبحانه .

في ظل هذه الظروف الصعبة، علينا أن نفطر على تمر من إنتاج غزة وأريحا، وعلى ماء إن لم يتوفر الإنتاج العربي. نحن بحاجة لدعم اقتصادنا الوطني ودعم الفلاح الفلسطيني، وإلا ما هو هذا الإيمان الذي يدفعنا لدعم الفلاح الصهيوني؟

الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، أما تبرير الخطايا والزلات فلا يدخل في مجال الإيمان. للأسف الشديد، رجال دين كثر لا يبادرون إلى ترجمة التعاليم الإسلامية على أرض الواقع. فمثلاً، عدد كبير من الناس يقدمون في مناسبات العزاء تمراً إسرائيلياً على اعتبار أن التمر مبارك وسيؤدي إلى مغفرة للميت. لا أظن أن التمر الإسرائيلي سيكون مصدر مغفرة للميت، وأخال تقديمه يجلب على ذوي الميت الآثام .

علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الله، وأكرر بأن تناول التمر الإسرائيلي يفسد الصيام .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات