الثلاثاء 23/أبريل/2024

بعد طلبه الصفح عن أخطاء الكنيسة خصوصاً تجاه اليهود .. إسرائيل تتمسك باعتذار

بعد طلبه الصفح عن أخطاء الكنيسة خصوصاً تجاه اليهود .. إسرائيل تتمسك باعتذار

طلب البابا يوحنا بولس الثاني الصفح عن الأخطاء التي ارتكبتها الكنيسة الكاثوليكية خلال القرنين السابقين، خصوصاً الحروب الصليبية وطريقة معاملة اليهود الهراطقة والنساء والسكان المحليين، وذلك خلال قداس غير مسبوق في حاضرة الفاتيكان، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الكنيسة التي يطلب فيها رئيسها المغفرة عن خطايا سابقة .

ورحبت إسرائيل باعتذار البابا، لكنها أعربت عن أسفها لأنه لم يذكر المحرقة اليهودية بشكل واضح، متمنية عليه أن يذكرها خلال زيارته نصب “يادفاشيم” لضحايا المحرقة .

وأصدر الفاتيكان وثيقة تاريخية تتألف من 40 صفحة تحت عنوان: “التذكير والمصالحة: الكنيسة وأخطاء الماضي”، بهدف فتح صفحة جديدة في تاريخه شعارها الاعتراف بالذنب ومعاقبة الذات تكفيراً عن الخطايا، إضافة إلى المصالحة مع الأديان الأخرى .

وعبر البابا عن اعتقاده بأن أحد مهامه إعادة بناء الجسور المكسورة بين الدين والعقلانية، وإعادة توحيد العقل مع الإيمان بعد الصراع بين الكنيسة والعلم إبان العصور الوسطى، كما أكد أنه بإثبات هذه الأخطاء مع الأخذ في الاعتبار الأطر الخاصة بتلك الحقبة، فإن (الكنيسة لا تخاف الحقيقة وتشعر بوجوب الاعتراف بخطيئة أبنائها وطلب الصفح من الرب والأخوة) .

وورد في وثيقة “طلب الصفح” عن سبعة أخطاء تشير إلى ((الانقسام المؤلم بين الطوائف المسيحية والتعصب وأشكال العنف وانعدام البصيرة لدى العديد من المسيحيين بمواجهة الانتهاكات الأساسية لحقوق الإنسان))، في إشارة إلى محاكم التفتيش التي استمرت أربعة قرون، ومعاداة اليهود عن التعذيب الذي وقع عليهم في أوروبا خلال القرون الماضية وأخيراً، الحملات الصليبية التي أمر بها البابا أوربان الثاني عام 1095 وأدت إلى اندفاع موجات من الأصولية المسلحة من كل أنحاء ربوع أوروبا نحو المشرق والقدس وصل إجمالها إلى ست حملات واستمرت على مدار مئتي عام وراح ضحيتها آلاف الأبرياء .

وفي الاحتفال الكبير الذي أقيم داخل كنيسة القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان والذي حضره عدد كبير من المسؤولين الإيطاليين ورجال السلك الدبلوماسي وجمهور غفير قدر بأكثر من عشرين ألف مواطن داخل حرم الكنيسة والميدان الرئيسي للفاتيكان، تولى ستة من الكرادلة تعداد أخطاء الكنيسة التي طلب البابا الصفح عنها .

ودعا الكاردينال الألماني جوزيف راتزينغر، أشهر المنظرين الكاثوليكيين، إلى الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبت باسم الحقيقة، مشيراً إلى العديد من الممارسات التي كانت بعيدة عن روح الإنجيل والتي لجأ إليها المسيحيون خلال الحملات الصليبية أو خلال فترة محاكم التعذيب والقتل والإجبار على الاعتراف كوسائل للاضطهاد الديني وطاولت أتباع مذاهب مختلفة .

ويتوقع أن يصدر الفاتيكان خلال الفترة القريبة القليلة تبرئة لكل من المصلحين الكبيرين سافونا رولا الذي عاش أيام عصر النهضة الإيطالية في فلورنسا وجوردانو برونو الذي أحرقته محاكم التفتيش الكنيسة في روما عام 1600م.

واعترف الكاردينال الفرنسي روجيه اتشيغاري، رئيس لجنة الاحتفالات بالألفية الثالثة ومن المساهمين الرئيسيين بإعداد هذه الوثيقة التاريخية التي أطلق عليها “أبداً لا”، بالأخطاء التي (خرقت الوحدة المسيحية)، معرباً عن أمله في أن (تمهد الطريق أمام المصالحة) التي بدأ الفاتيكان الحالي بأول خطواتها الجدية .

أما الكاردينال الأسترالي إدوارد كاسيدي الذي يقود عملية المراجعة الكبيرة لإيجاد السبل والأساليب الكفيلة بتوحيد المذاهب المسيحية، فدعا إلى إعادة تأكيد اعتذار الفاتيكان لليهود التي سبق أن صدرت في شأنهم وثيقة تحمل عنوان (نحن نتذكر) عام 1998، أشارت إلى عدم القيام بما يكفي لحماية اليهود من الاضطهاد والإبادة الجماعية التي تعرضوا لها في معسكرات النازية إبان الحرب العالمية الثانية .

وعلق البابا على هذه الفقرة قائلاً ((امتلكنا الحزن إزاء سلوك أولئك الذي تسببوا خلال مسيرة التاريخ بمعاناة اليهود))، وطلب الصفح متعهداً باسم الكنيسة العيش بأخوة صادقة .

أما رئيس الأساقفة الياباني ستيفن فوميو هاماو، رئيس مجلس الفاتيكان لشؤون المهاجرين، فأشار إلى الأخطاء التي ارتكبتها الكنيسة ضد ما أسماه “الحب والسلام وحقوق الشعوب واحترام الثقافات والأديان الأخرى” .

واعترف البابا عبر هذه الإشارة إلى حقبتي الاستعمار والبعثات التبشيرية الأولى التي قامت بها بعض الجماعات المسيحية، منتهكة العديد من القيم الأخلاقية والدينية للعديد من الطوائف الدينية الأخرى بـ (أن المسيحيين تنكروا للإنجيل في أحيان كثيرة مستخدمين منطق القوة وانتهاك حقوق الأثنيات والشعوب، ومحقرين ثقافاتهم وتقاليدهم الدينية) .

واعترف الكاردينال النيجري فرانسيس أريتري، رئيس مجلس الفاتيكان للحوار بين الأديان، والذي يعتبر من أقوى المرشحين لخلافة البابا الحالي، بوجود أخطاء فادحة مارسها العديد من المسيحيين في فترات تاريخية طويلة مست كرامة المرأة ووحدة الجنس البشري .

أما رئيس الأساقفة الفيتنامي فرانسوا نغوين  فان ثوان، الذي يشغل منصب رئيس مجلس الفاتيكان لشؤون الغد والسلام، فاعترف بالأخطاء التي ارتكبت في مجال الحقوق الأساسية للإنسان، منوهاً بأن التسامح بين الشعوب والأقوام سمة إنسانية حضارية تنم عن إحساس بالسمو والترفع عن صفات وطبائع القسوة الوحشية وروحية الثأر والضغينة التي سيطرت لقرون.

ورحب حاخام الاشكيناز (اليهود الغربيون) الأكبر إسرائيل لاو في بيان له (بمبادرة البابا طلب الصفح من الشعب اليهودي عن الاضطهاد الذي تعرض له منذ ألفي عام)، معتبراً أن (هذه البادرة تشكل أمراً حديثاً يتناقض مع مواقف أسلافه)، لكنه أعرب عن (خيبته الشديدة لأنه لم يتم التطرق إلى موضوع المحرقة خلال الاحتفال الديني خصوصاً أن البابا كان شاهداً عليها)، في بولندا خلال الحرب العالمية الثانية، وتابع الحاخام الذي نجا هو أيضاً من المحرقة أن  (الحل النهائي – برنامج إبادة اليهود – هو بالتأكيد من عمل النازيين وليس الكنيسة، لكن رئيس الكنيسة ففي ذلك الحين البابا بيوس الثاني عشر لم يقم بما يلزم لمحاربتها). وأعرب عن أمله في أن يبدي البابا رأيه بوضوح عن المحرقة خلال زيارته نصب يادفاشيم لضحايا المحرقة في القدس .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد واصابتان برصاص الاحتلال في أريحا

شهيد واصابتان برصاص الاحتلال في أريحا

أريحا - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن وأصيب آخران بجروح - فجر الثلاثاء- برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها أريحا. وأكد مدير...