الجمعة 19/أبريل/2024

سبتمبر والمسجد الأقصى.. ما القصة؟

سبتمبر والمسجد الأقصى.. ما القصة؟
 أ.د. مصطفى رجب
صحيفة الشرق القطرية 29/9/2004

 

  مصادفات أم أقدار؟ حسابات أم مفاجآت؟ لا أحد يستطيع أن يصف تلك العلاقات الغريبة التي ربطت بين شهر سبتمبر وبين المسجد الأقصى.. ومنها مثلاً:

 

1 –  في 17 سبتمبر 2002 وفي أجواء الذكرى الأولى لانهيار البرجين الأمريكيين نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت «الإسرائيلية دراسة لعالم الأديان الدكتور نسيم دانا زعم فيها أن القدس إسرائيلية واستنبط ذلك – كما يقول – من القرآن الكريم..!!

 

2 – في 30 سبتمبر ذاته عام 2002 وقع الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن قانوناً يلزم الإدارة الأمريكية باعتبار مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وهو القانون الذي تلكأ كثيراً في دهاليز البيت الأبيض في عهود رؤساء سابقين، وقد وقعه بوش في سياق حمى الانهيار العسكري في أفغانستان الذي تلا أحداث 11 سبتمبر 2001م قبل وفي ذكراها الأولى.

3 – في 12 سبتمبر الجاري 2004 نشرت صحيفة «هاآرتس» الصهيونية مقالاً للكاتب داني روبنشتاين حول آثار مدينة القدس وبصفة خاصة تركز الحديث حول علماء الآثار اليهود الذين زاروا المسجد الأقصى.

 

4 – في الأسبوعين الأولين من سبتمبر الجاري 2004 وبعد دراسات علمية عميقة وزيارات ميدانية، أعلن عالم الآثار الإسرائيلي مائير بن دوف أنه لا وجود لما يسمى هيكل سليمان تحت المسجد الأقصى وبهذا الإعلان تتحطم أكبر أسطورة يروج لها الصهاينة منذ قيام دولتهم عام 1948.

فهل أصبح شهر سبتمبر، باعتباره تاريخاً أمريكياً خصوصياً منذ العام 2001، يحمل في كل عام مفاجأة تتعلق بالقدس؟ أم أن هذه مجرد أقدار أو مصادفات؟.

 

الذي لاشك فيه أن قرار الرئيس بوش بتوقيع قانون «القدس عاصمة لإسرائيل» لم يكن مفاجأة، ولا مصادفة، ولا عملاً عشوائياً، ولا رد فعل عصبياً في الذكرى الأولى لأحدث 11 سبتمبر لقد جاء هذا القانون ضمن تشريع يشمل الميزانية السنوية لوزارة الخارجية الأمريكية وقد أصبحت الإدارة الأمريكية – بمقتضى ذلك القانون – لا تملك إنفاق أي أموال على القنصلية الأمريكية في القدس ما لم يكن ذلك تحت إشراف السفير الأمريكي خلافاً لما كان عليه الحال قبل صدور القانون، حيث كان القنصل الأمريكي في القدس يتعامل مع وزارة الخارجية مباشرة في واشنطن دون المرور على السفير، ونظراً لأن معظم تعاملات قنصل القدس تمس مصالح الفلسطينيين فإن هذا الوضع الجديد سيضيف مزيداً من المصاعب لهم، وقد جاء هذا التشريع عبر الكونجرس باتفاق يندر حدوثه، بين اللوبي الصهيوني المؤيد تاريخياً للحزب الديمقراطي وبين اللوبي المسيحي 250 جمعية أصولية مسيحية، المؤيد تاريخياً للحزب الجمهوري.

 

أما مقال د. نسيم دانا المنشور في يديعوت أحرونوت في 19/9/2002 فقد ورد فيه أن اسم القدس لم يرد في القرآن الكريم، وأن بعض مفسري القرآن يتشككون في حدوث الإسراء والمعراج بالجسد، وأن القرآن في غير موضع أكد حق “إسرائيل” في فلسطين، وقد رد السفير المصري الدكتور عبدالله الأشعل على هذه الافتراءات في مقال نشره بجريدة الأهرام المصرية يوم الجمعة 4/10/2002 وفند كل تلك المزاعم التافهة، وأهم ما ورد في مقاله أن الذين خرجوا مع موسى – عليه السلام – من مصر لم يكونوا بني “إسرائيل” فقط، بل كان معهم سحرة فرعون وغيرهم من المصريين الذين آمنوا برسالة موسى عليه السلام.

 

وأما مقال داني روبنشتاين المنشور في هاآرتس هذا الشهر 19/9/2004 فخلاصته أن المصلى المرواني ينتمي إلى العهد الإسلامي ولا يضر بأي آثار قديمة، وأن ما ثار من خلاف بين الأوقاف الإسلامية والسلطات اليهودية حول إزالة الأتربة وأكوام القمامة المكدسة في الجزء الشرقي من باحة الحرم القدسي، ثبت بالدليل القاطع، وفي وجود آثاريين يهود، لا يسبب أي مشكلة.

 

ويبقى أهم ما في الأحداث التي افتتحنا بها المقال ما صرح به مائير بن دوف من أن شيئاً قديما من أيام هيكل سليمان لا يمكن أن يوجد تحت المسجد الأقصى أي أن ما يزعمه الساسة اليهود من أن الهيكل موجود ولابد من هدم المسجد الأقصى للكشف عنه هو محض كذب واختلاق ورغبة في القضاء على أخص ما يميز الدولة الفلسطينية المرجو ظهورها وهو كون المسجد الأقصى هو مصدر شرعية أي دولة فلسطينية تنشأ.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات