الأربعاء 24/أبريل/2024

العالم استنفر لـ 3 جنود صهاينة وتعامى عن 10 آلاف أسير

العالم استنفر لـ 3 جنود صهاينة وتعامى عن 10 آلاف أسير

“إذلال وتعذيب، وامتهان للكرامة، وسجون لا ترقى إلى مستوى يمكن أن يعيش إنسان فيه، وأحكام قد تصل في بعض الأحيان إلى ألفي عام ..”. عبارات وغيرها الكثير مما يرددها الأسرى والمعتقلون في سجون الاحتلال الصهيوني، على أمل أن تصل إلى أسماع المجتمع الدولي، كي يساعدهم في التخلص من حالة الأسر التي يعيشونها، وذلك في الوقت الذي تحركت أركان هذا المجتمع سعياً للإفراج عن ثلاثة جنود صهانية، أُسروا من مواقعهم في عمليات عسكرية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، وليس من منازلهم كما هو الحال مع الفلسطينيين.

وبالرغم مما تكشف عنه تقارير وزارة شؤون الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية، من أنّ أكثر من 700 ألف فلسطيني اعتقلوا على يد الاحتلال الصهيوني منذ عام 1967، أي نحو 25 في المائة من إجمالي عدد السكان الفلسطينيين في الضفة والقطاع؛ إلاّ أنّ ذلك لم يبدو كافياً لتحريك اهتمام الأطراف التي انشغلت طويلاً بمسألة جنود الاحتلال الأسرى.

فأكثر من خمسين ألف فلسطيني أُخضعوا للاعتقال على يد الاحتلال منذ بدء “انتفاضة الأقصى”، في أيلول (سبتمبر) من عام 2000 وحتى الآن، فيما يزال أكثر من 10300 أسير محتجزين في أكثر من 30 سجناً ومعتقلاً، والتي وصفتها جهات حقوقية دولية بأنها بعيدة عن أي وضع إنساني.

وعلاوة على هذا كله؛ فإنّ هناك العشرات من النواب والوزراء الذين اختطفتهم قوات الاحتلال الصهيوني وزُجوا في السجون والمعتقلات منذ عملية أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، في أواخر حزيران (يونيو) الماضي.

وبحسب المعطيات؛ فإنّ إجمالي عدد الأسرى المعتقلين منذ ما يسبق انتفاضة الأقصى هو 553 أسيراً ما زالوا في الأسر، أي ما نسبته 5.5 في المائة من إجمالي عدد الأسرى. وجزء من هؤلاء معتقل منذ ما يسبق اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الفلسطينية في أيار (مايو) 1994، وهم من يُطلق عليهم تعبير “الأسرى القدامى” وعددهم 369 أسيراً. أما الجزء الثاني فاعتقل بعد اتفاقية أوسلو وقبل اندلاع انتفاضة الأقصى، ويبلغ قوامه 184 أسيراً.

ولا يخفي الأسرى الفلسطينيون والعرب سعادتهم من تمكن المقاومة الفلسطينية واللبنانية من أسر جنود للاحتلال، خاصة وأنهم يتطلعون إلى ضمنهم في أي صفقة لـ “تبادل الأسرى” مع الاحتلال الصهيوني، لا سيما بعد أن أخفقت الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع حكومة الاحتلال في الإفراج عنهم سلمياً.

– 5 آلاف طفل معتقل .. 99 منهم تعرضوا للتعذيب

ولم يسلم الأطفال من حملات الاختطاف من قبل الاحتلال؛ فقد وثقت دائرة الطفولة والشباب في وزارة شؤون الأسرى، اعتقال أكثر من خمسة آلاف طفل فلسطيني منذ بداية انتفاضة الأقصى. ومن بين هؤلاء الأطفال لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز 391 طفلاً.

كما أنّ من بين هؤلاء الأطفال الأسرى ثمانية أطفال معتقلين بشكل إداري دون تهمة، و255 طفلاً موقوفاً بانتظار المحاكمة، و128 طفلا محكوماً.

وبالمقابل؛ يعاني 105 طفلاً فلسطينياً أسيراً من المرض، ويحتاجون للعناية الطبية، أي ما نسبته 26.8 في المائة من الأطفال. وقد كشف تقرير وزارة شؤون الأسرى النقاب عن أنّ 99 في المائة من الأطفال تعرضوا للتعذيب، لا سيما وضع الأكياس في الرأس والشبح والضرب.

ويلفت التقرير النظر إلى أنّ هناك قرابة 667 معتقلاً اعتقلوا وهم أطفال، وتجاوزوا سن الثمانية عشر عاماً داخل السجن ولا يزالون في الأسر.

وتحرم سلطات الاحتلال الأطفال الأسرى من أبسط الحقوق التي تمنحها لهم المواثيق الدولية، وهي الحقوق الأساسية التي يستحقها المحرومون من حريتهم بغض النظر عن دينهم وقوميتهم وجنسهم وديانتهم. وتشتمل هذه الحقوق على الحق في عدم التعرض للاعتقال العشوائي، والحق في معرفة سبب الاعتقال، والحق في الحصول على محامٍ، وحق الأسرة في معرفة سبب اعتقال الطفل ومكانه. ويشمل ذلك أيضاً الحق في المثول أمام قاضٍ، والحق في الاعتراض على التهمة والطعن بها، والحق في الاتصال بالعالم الخارجي، علاوة على الحق في معاملة إنسانية تحفظ كرامة الطفل المعتقل.

– 118 فلسطينية في الأسر وثلاثة أنجبن خلف القضبان

تقاسي الأسيرات الفلسطينيات ظروفاً اعتقالية غاية في الصعوبة. وتعكس الإفادات التي تدلي بها بعض الأسيرات لمؤسسات حقوق الإنسان؛ تعمّد إدارة السجن إخضاعهن لمعاملة لا إنسانية وحاطة بالكرامة، وعدم مراعاتها أدنى حد من المتطلبات المعيشية لهن، وتماديها في انتهاك أبسط حقوقهن، مخالفة بذلك جميع المعايير المنصوص عليها في الاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

فغرف الاحتجاز ضيقة مقارنة بعدد الأسيرات، ولا تُراعَى تهويتها وإضاءتها بشكل صحي، فضلاً عن أنّ الطعام سيئ كماً ونوعاً، ولا يراعي الاحتياجات الغذائية لمن يعانين من أمراض معينة. أما الأدوية فغير متوفرة للمريضات من الأسيرات، زيادة على أنّ إدارات سجون الاحتلال والسجانات تسيء معاملة الأسيرات، وتتصرف معهن بطريقة مهينة وغير إنسانية.

ويفيد تقرير وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية أنّ 118 أسيرة فلسطينية لا يزلن رهن الاعتقال، من أصل أكثر من خمسمائة اعتقلن منذ بدء الانتفاضة. وهناك خمس أسيرات لم يتجاوز عمرهن ثمانية عشر عاماً، كما أنّ 3 أسيرات وضعت كل منهن مولدها الأول داخل الأسر خلال انتفاضة الأقصى.

– 183 فلسطينياً “قُتلوا” في الأسر

أما الشهداء الفلسطينيون الذين سقطوا وهم في الأسر الصهيوني؛ فإنّ المعطيات تشير إلى أنّ عددهم ارتفع ليصل إلى 183 أسيراً، استشهدوا نتيجة التعذيب الذي يُمارَس داخل أقبية التحقيق ونتيجة الإهمال الطبي والقتل العمد بعد الاعتقال.

وفي التفصيل الذي نشره التقرير؛ فإنّ 42 منهم استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي، أي ما نسبته 23 في المائة، و69 نتيجة التعذيب، ما نسبته 37.7 في المائة، و72 نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال أي ما نسبته 39.3 في المائة.

وزيادة على المعطيات العددية السابقة؛ فإنّ المئات من الأسرى الفلسطينيين قد استشهدوا بعد خروجهم من سجون الاحتلال، ويرجع ذلك لتأثيرات أمراض السجن والتعذيب وطول فترة الأسر.

ويشير التقرير إلى أنّ من بين الأسرى 424 فلسطينياً أمضوا أكثر من عشرة أعوام، منهم 64 أسيراً أمضوا أكثر من عشرين عاماً، أما الذين أمضوا أكثر من 25 عاماً فيبلغ عددهم سبعة أسرى، وأقدمهم الأسير سعيد العتبة.

– إعدام بطيء لألف أسير

يوجد من بين الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني حوالي ألف أسير مريض، ممن هم محرومون من الرعاية الصحية والعلاج الطبي المناسب. وعادة ما تكون أقراص المسكنات هي العلاج لمختلف أنواع الأمراض. ويتعلق الأمر بقرابة 200 أسير منهم يعانون من أمراض غاية في الصعوبة وبعضها مزمنة، مثل السرطان والقلب والغضروف والمفاصل وضعف النظر والمعدة، وأمراض نفسية.

ويُعدّ الكيان الصهيوني هو الوحيد في العالم الذي جعل من التعذيب المحظور والمحرم دولياً بكل أشكاله الجسدية والنفسية “قانوناً”، وجرى شرعنته في مؤسساته الأمنية والقضائية ومنحه الغطاء القانوني. ومارست أجهزة الاحتلال الأمنية ضد الأسرى والمعتقلين أكثر من سبعين شكلاً جسدياً ونفسياً، منها الضرب، والوضع في الثلاجة، والشبح، والهز العنيف، والوقوف فترة طويلة، والحرمان من النوم، والحرمان من الأكل، العزل، والضغط على الخصيتين، وتكسير الضلوع، والضرب على الجروح. ويلحق بذلك اعتقال الأقارب وتعذيبهم أمام المعتقل، والبصق في الوجه، والتكبيل على شكل موزة، والضرب على المعدة وعلى مؤخرة الرأس وغيرها الكثير.

إنها ألوان من العذاب المسلط على المعتقلين وأسرى الحرية، في غيبة للضمير الإنساني العالمي عما يدور في أقبية الاحتلال بحق قطاع واسع من أبناء الشعب الفلسطيني وبناته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات