الجمعة 19/أبريل/2024

علماء المسلمين ينهون الحوار مع الفاتيكان

علماء المسلمين ينهون الحوار مع الفاتيكان

أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين انتهاء الحوار مع الفاتيكان؛ رداً على رفض بابا الفاتيكان بنيدكت السادس عشر التراجع عن الإساءة التي وجهها للإسلام. وكان الاتحاد، قد دعا المسلمين في هذا السياق إلى الاعتصام في المساجد لمدة ساعة بعد صلاة الجمعة (22/9 – 29 شعبان)، وتوجيه رسائل إلكترونية إلى الفاتيكان لإظهار تنديدهم بموقف البابا.

وصرّح الأمين العام لاتحاد العلماء، المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، “أنّ جهات مسؤولة بالفاتيكان وفي جمعية سانت إيجيدو التابعة للفاتيكان، أبلغتني رسمياً أنّ البابا بنيدكت رفض إجراء التغيير الذي كان الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد طالب البابا بإدخاله على نصّ محاضرته، بحيث يتم حذف العبارات المسيئة للإسلام من نص المحاضرة”، كما قال.

وأضاف الدكتور العوا أنه “وبناء على هذا التأكيد؛ يدعو اتحاد العلماء مجدداً المسلمين إلى إظهار احتجاجهم على موقف البابا وعدم رضاهم عن الإساءة لدينهم ولنبيهم”.

وشدّد الأمين العام للاتحاد على أنه سبق لرئيس الاتحاد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، أن أكّد ضرورة أن يكون هذا الاحتجاج “سلمياً وحضارياً”.

وفي تصريح له قال العوا “باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بصفته المرجعية الشعبية للمسلمين، وجميع الجمعيات الإسلامية المشاركة معنا؛ أُعلن انتهاء الحوار مع الفاتيكان، وهدم العمارة الكبيرة للحوار التي استمر بناؤها 46 سنة”، وقال “انتهت من اليوم أي صلة بيننا وبين الفاتيكان”.

وتابع العوا “ظللنا ثلاثة أيام متواصلة نتداول مع الإخوة في الفاتيكان، وفي كنيسة سانت إيجيدو، حول تصريحات البابا المسيئة للإسلام، أبدوا خلالها مرونة وتفهماً للموقف، واتفقنا على حذف العبارات المسيئة للإسلام، وقالوا إنّ وزير خارجية الفاتيكان موافق على الحذف، غير أنهم اتصلوا بي في الخامسة من مساء الأربعاء، من الفاتيكان، وأبلغوني أنّ البابا مُصِر على عدم حذف أي شيء مما قاله”.

وكان موقع الفاتيكان باللغة الإنجليزية الذي نشر نص المحاضرة التي ألقاها بنديكت السادس عشر أمام مجموعة من الأكاديميين في جامعة ريغينزبرج الألمانية، في الثاني عشر من أيلول (سبتمبر) الجاري، والتي تضمّنت إساءات للإسلام، قد أورد في نهاية نص المحاضرة قبل يومين ملحوظة جاء فيها “قداسة البابا يعتزم تقديم نسخة معدّلة لهذا النص .. ولذلك فإنّ النص الحالي يجب أن يُنظر إليه باعتباره مؤقتاً”.

وأوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أننا “في محنة جديدة مع هذا البابا الجديد للفاتيكان، فيبدو أنّ الرجل ضد الحوار، خاصة أنه قد أقفل دائرة الحوار في الفاتيكان مباشرة بعد جلوسه على كرسي البابوية”، وقال العوا “الخلاصة أنّ الرجل استكبر وأبى أن يسحب عباراته المسيئة للإسلام والمسلمين، ولم يراع شعور مليار ونصف مليار مسلم”، حسب تأكيده.

واستطرد العوا: “من هذا المنبر فإنني أدعو جميع الدول العربية والإسلامية أن تتخذ موقفاً فيه شيء من الكرامة، تجاه هذه الإساءة المتعمدة للإسلام، كما أدعو سفراء الدول العربية والإسلامية في دولة الفاتيكان إلى مقاطعة جميع الفعاليات الرسمية من حفلات ودعاوى ومؤتمرات”.

ودعا العوا شباب المسلمين في العالم، ممن يتعاملون مع الإنترنت، إلى القيام بحملة إلكترونية لإعلان رفضهم تصريحات البابا وموقفه، وقال “فليوجهوا رسائل قصيرة من سطر أو سطرين، إلى الفاتيكان، يعلنون فيها استياءهم من التصريحات المسيئة التي صدرت من البابا في حق الإسلام والمسلمين”.

أما عن المسلمين الذين يعيشون في أوروبا وأستراليا، في دول تحترم حق التظاهر وإعلان الغضب؛ فقال العوا “عليهم أن ينظموا مظاهرات واعتصامات صامتة، وأن يحملوا اللافتات الرافضة لتصريحات البابا، المسيئة للإسلام”، وقال “لا بد أن تعرف أوروبا والعالم كله أنّ مليار ونصف مليار مسلم مستاؤون من موقف البابا الرافض للاعتذار للمسلمين عما لحق بهم من ضرر جراء عباراته المسيئة لإسلامهم ورسولهم”.

وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد طالب البابا بنديكت السادس عشر، بابا الفاتيكان، بسحب تصريحاته التي حملت إهانة وتجريحاً للإسلام والمسلمين كشرط لقبول اعتذاره. واعتبر الاتحاد أنّ ما صدر عن البابا من “أسف على سوء فهم بعض المسلمين” لتصريحاته، و”ردة فعل المسلمين” عليها؛ ليس اعتذاراً على ما قاله في تلك المحاضرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات