الخميس 25/أبريل/2024

95 في المائة من تصريحات فتح مخصصة ضد حماس

95 في المائة من تصريحات فتح مخصصة ضد حماس

أصاب إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال الأسبوع الماضي، عن تجميد عملية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، المجتمع الفلسطيني بمختلف مستوياته السياسية والجماهيرية بحالة من الإحباط وخيبة الأمل، الذي تبدى في تشكيل هذه الحكومة كمخرج قريب من الأزمات السياسية والاقتصادية باتجاه حالة من الوفاق الوطني على أجندة عمل مشتركة.

تصريحات الرئيس عباس وإن استثنت من عملية التجميد المشاورات واللقاءات؛ الاّ أنها أعادت الحالة الفلسطينية الى أول سطر في صفحة المحاولات الجادة لبناء حكومة وحدة، تقوم على أساس الثقة بين جميع مكونات النظام السياسي الفلسطيني.

ومع ظهور أول نذر تعثّر محاولات تشكيل الحكومة؛ عادت الساحة الفلسطينية من جديد لتعيش حالة من الفوضى والفلتان الأمني والتحريض الذي يشحن النفوس، ويبذر الحقد والكراهية ورفض الآخر، في تراجع مفاجئ عن حالة الالتئام التي شهدتها الساحة الفلسطينية مع التبشير بالاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة.

– هل حماس مسؤولة فعلاً؟

ويثير عدد من الكتّاب وأصحاب الرأي الفلسطينيين التساؤلات عن مدى مسؤولية حركة “حماس” التي انصبت عليها بعض الاتهامات، في إفشال جهود تشكيل “حكومة الوحدة الوطنية”، قائلين إنها ربما كانت آخر من علم بذلك.

وفي هذا السياق؛ يقول الكاتب والصحفي الفلسطيني حسام جحجوح، إنّ المصالح الحزبية هي التي تدفع الأطراف العاملة على الساحة الفلسطينية للتحريض في ظروف سلبية ويضيف مفصِّلا “ربما نستوعب ذلك، لكن ماذا يريد أحمد عبد الرحمن عندما يصف تصريحات حركة حماس بالسلبية، وأنها سبب في تجميد المفاوضات؟!”، كما يقول مستغرباً.

وينسب جحجوح الى القيادي في حركة “فتح” أحمد عبد الرحمن قوله حرفياً “إنّ سبب تجميد خطوات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يعود إلى كثرة التصريحات السلبية والمتضاربة من بعض قيادات حماس، والتي كان لها تأثير سلبي وردود فعل دولية غير مواتية تجاه الحكومة وبرنامجها”، على حد تقديره.

ويستغرب جحجوح تصريحات عبد الرحمن، بل يذهب إلى حد إثارة الشكوك بشأن أهدافها في “وقت تسود فيه الحاجة إلى الأجواء الإيجابية والتصريحات التي تصب في صالح الحوار الوطني، الذي ينتظر نتائجه بفارغ الصبر كل فلسطيني غيور حريص على أن يرى مجتمعاً فلسطينياً متماسكاً ومتمسِّكاً بالثوابت الوطنية”، كما قال.

كما يتهم جحجوح، نبيل عمرو، القيادي في “فتح” والمستشار الإعلامي لرئيس السلطة الفلسطينية، بأنه “يريد أن يصطاد في الماء العكر، ويخلق أجواء سلبية بتصريحاته التنبؤية”، وفق وصفه، وينقل عنه القول “إن الجهود الحثيثة التي بذلت لإنجاز حكومة الوحدة الوطنية تواجه صعوبات جدية تنذر بانهيار المحاولة، وعدم إنجاز هذا المشروع الوطني الهام”.

ويتساءل جحجوح قائلاً “لماذا ينذر نبيل عمرو بانهيار محاولة إنجاز هذا المشروع الوطني، الذي سيخرج الشعب من حصار خانق ظالم فرضه العالم الغربي والعربي على الديمقراطية التي يتغنون بها، ويلحِّنون لها أجمل المواويل ويغنيها أفضل المطربين لديهم”، حسب وصفه.

– تقديرات تحليلية

ويقدم عدد من الكتاب والمحللين قراءة للواقع الحالي متناغمة مع رؤية الصحفي جحجوح، الذي يقول إنّ السبب في فتح الجبهة الإعلامية العاتية على “حماس”، وتحميلها مسؤولية الإخفاق في جهود تشكيل الحكومة؛ إنما يرجع الى أنّ الذين يهاجمون هذه الحركة اليوم كانوا يراهنون على إخفاق الحوار، ومن ثم إسقاط الحكومة وحل البرلمان بـ “فرمان رئاسي”. ولكن عندما تأكدوا من صدق الحكومة الفلسطينية في المضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة الفصائل الفلسطيني بأطيافها المختلفة؛ شرعوا في بث الأجواء السلبية، بداية بأخبار كاذبة عن تجميد الرئيس للحوار مع “حماس”، وتبعوها بتصريحات نارية لتأجيج الموقف.

وبدوره؛ يرى الكاتب والمحلل السياسي نياف عيد، أنّ هناك تياراً قويا داخل حركة “فتح”، تعبِّر عنه غالباً تصريحات القيادي في الحركة نبيل عمرو، يرى أنّ حركة “حماس” دخلت المأزق حقاً بتشكيلها للحكومة التي لا يقبلها المجتمع الدولي. ويضيف عيد موضحاً أنّ “عمرو من اللحظة الأولى لاعلان نتائج الانتخابات توقّع ما وصلت إليه الحالة الفلسطينية، وقال من لحظتها أنّ فتح يجب أن لا تدخل أي بيت حكومي مع حماس مهما كانت الضغوطات، وهذه القناعة تترسخ لديه يوماً بعد يوم، ويبلور مواقفه بناء عليها”، على حد استنتاجه.

وبالمقابل؛ يشخِّص نياف عيد تياراً آخر في “فتح”، يعتبره مسؤولاً عن تصعيد الهجوم على “حماس” ويقول إنّ هذا التيار مكوّن من الذين فقدوا مواقعهم وامتيازاتهم داخل السلطة، بعدما مارسوا الفساد فيها، ويضيف “هؤلاء بلا شك لن يكون لهم مكان في حكومة الوحدة، لأنّ حماس اتفقت مع الرئيس عباس أن لا يكون بين وزرائها أي من الذين تحوم حولهم شبهات الفساد وهم بالتالي لم يعودوا قادرين على البقاء خارج السلطة، ولذلك يعملون على إسقاط الحكومة بالتحريض عليها وشحن الأجواء ضدها”، وفق تحليله.

– هجوم على حماس

وفي ظلال هذا التصعيد الكبير؛ أظهر المسح الإعلامي الثاني لوسائل الإعلام الفلسطينية، أنّ 95 في المائة من التصريحات والأخبار الصادرة عن أطر وشخصيات حركة “فتح”، والمنشورة في الصحف ومواقع الإنترنت، منصبّة بوضوح على الهجوم على حركة “حماس” والحكومة الفلسطينية المنتخبة، مقابل 5 في المائة فقط لممارسات الاحتلال الصهيوني.

وإزاء ذلك؛ تبيّن من المسح أنّ أكثر من ثلثي تصريحات شخصيات وأطر حركة “حماس” وأقطاب الحكومة منصبّة على الهجوم على الاحتلال وممارساته القمعية والمتصاعدة، والتي لا تجد لها سبيلاً في وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية، وهي مفارقة لافتة للاهتمام.

ولفت المسح الانتباه إلى أنّ الصحف الفلسطينية اليومية الثلاث؛ تواصل ما يمكن تصنيفه بانحياز سافر إلى وجهة نظر المضربين عن العمل دون التطرّق إلى وجهة نظر الملتزمين بالعمل، وبخاصة في قطاع التعليم.

كما رصد المسح قيام بعض الإعلاميين بإنجاز تقارير موجّهة مدفوعة الأجر، وتعميمها على وسائل الإعلام، حيث رُصدت منشورة في عدد كبير من المواقع والصحف على التوازي.

وقد احتلّت تصريحات “فتح” في محافظة نابلس أكثر الأخبار هجوماً على “حماس” والحكومة الفلسطينية، حيث بلغت 75 مادة إعلامية منذ مطلع شهر أيلول (سبتمبر) الحالي، تليها تصريحات الناطق باسم “فتح” في محافظة طولكرم الذي أصدر 15 تصريحاً كلها مفعمة بالهجوم على حركة “حماس” والحكومة.

واظهر الرصد أنّ صحيفة “القدس” المقدسية؛ حجبت أخبار الحكومة الفلسطينية ووزرائها، ومواقف حركة “حماس”، على مدى أربعة أيام خلال الأسبوعين الأخيرين، من الصفحة الأولى، حيث أعطت مجالاً بارزاً لمتحدثين غير بارزين من حركة فتح، فيما اكتفت بنقل أخبار رئيس الوزراء بالصفحة الثالثة وما بعدها، خلافاً للمعايير المهنية.

وبدا ملاحظاً من الرصد؛ أنّ هناك تنافساً شديداً بين متحدثي حركة “فتح” في إصدار التصريحات، ما أربك وسائل الإعلام في عديد الحالات، إذ تم رصد 17 تصريحاً للحركة في يوم واحد وفي قضية واحدة، وهو ما سبّب التباسات في المستوى الإعلامي وإن كان قد ساهم في تأجيج الموقف إجمالاً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

كينجستون – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزيرة الخارجية والتجارة الخارجية في دولة جامايكا، اليوم الأربعاء، أن دولتها اعترفت رسميًا بدولة فلسطين....